|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  8  / 6 / 2018                                 د. عبد علي عوض                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ألعشوائيات ... كارثة ألعراق وأوكار عـصابات ألجرائم... ألحلول

د . عبد علي عوض
(موقع الناس)

إنَّ إنتشار ظاهرة ألعشوائيات، كانت ولا تزال أسبابها " إقتصادية"، وبدأتْ في أربعينيات وخمسينيات ألقرن الماضي بنزوح آلاف الفلاحين من أطراف مدينة ألعمارة – منطقة ألدبَيسات / وهي عشوائية أيضاً/، وسكنَت أطراف بغداد في ما تُسمّى بمنطقة " خلف السـدّة " ألتي كانت تحمل أسم " العاصمة وألميزرة "، وشيّدت لها بيوتاً متواضعة من الطين، ويجري بين تلك ألبيوت نهر " شـطيّط" الخاص بألمياه ألآسنة وألذي تعوم به قطعان ألجاموس. وكانت ألأسباب ألدافعة لنزوح تلك العوائل هي التخلص من نَير ألإقطاعيين ألذين كانوا يستعبدونهم ويسومونهم ألعذاب والتجويع، إضافةً إلى ألبحث عن حياة حرة كريمة وآمنة. في عام 1959، شاءت ألظروف أن نعيش وسط تلك العشوائيات المترامية ألأطراف " العاصمة وألميزرة" مع إحدى ألعوائل ألكريمة – عائلة ألمرحوم (طاهر المحَيي وأبنائه ﭼـاسب وكاظم وهاشم)، وكانت تلك ألعائلة أسوةً بغيرها من عوائل ألعشوائيات، تتسم بألكرَم وألشهامة وألنخوة وعفة ألنفس ... لكن بعد إنتقال أصحاب ألعشوائيات إلى مدينة ألثورة، وبألرغم من بروز ألعديد من رجالات الفن وألثقافة وألعلوم وألرياضة وألفكر الشيوعي من تلك المدينة، لم يحدث إندماج كامل لقاطنيها مع المجتمع المديني ألبغدادي ألمتحضِّر، إذ حصلَ إندماج جزئي، وبقيت مدينة الثورة شبه منغلقة على نفسها، لكن بقيت محافظة على تقاليدها وعاداتها.

حقـيقـة عشـوائيات ما بعد عام 2003:
بسبب حالة الفلتان وألفوضى ألتي عمَّت جميع مناطق ألعراق بعد سقوط نظام ألطغاة، أخذت مجاميع سكان الريف بألزحف على مراكز المدن وفي مقدمتها بغداد، فمنهم مَن إستولى بوضع اليد على ألأملاك ألعامة، كمثال " معسكر الرشيد"، وألقسم ألأعم بنوا لأنفسهم بيوتاً على أراضي ألدولة تحيط ببغداد وبقية مراكز محافظات الوسط وألجنوب. إنّ الغالبية ألساحقة"" وليس جميعهم" من تلك المجاميع رَمتْ بكل تخلفها ألفكري وإنحراف سلوكها ألأخلاقي على ألحضارة ألمدينية، لنرى ماذا حلَّ من خراب ودمار ببغداد كإنموذج :

** أصبحَت تلك ألعشوائيات أوكاراً لعصابات جرائم ألسطو المسلح وألإختطاف وألإغتيال، ونشرَت ألرعب بين سكان بغداد.
** ظهور أقطاب مافيات ألجريمة في داخل تلك ألعشوائيات، ألتي شيّدَت لها قلاعاً مع إمتلاكها ألسيارات ألفارهة وتوفر طواقم حماية تلك ألقلاع.
** إنتشار ظاهرة أطفال ألشوارع " ألشحاذين" وجعلهم عبيداً بألتهديد من قِبل عصابات متخصصة بهذا ألمجال.
** إنتشار ظاهرة ألدهس ألمصطنَع، إذا يقوم شخص من سكان ألعشوائيات برمي نفسه أما سيارة معينة، وعلى مقربة منه تقف سيارة فيها عدّة أشخاص، يخرجون من سيارتهم مع أسلحتهم" مسدسات غير مرخصة" ويطالبون صاحب السيارة " ألداهس" بألفصل ودفع ألتعويض، وإلاّ فألموت مصيره.
** بعض سكنة ألعشوائيات يمتلكون بيوتاً في داخل ألمدينة، قاموا بتأجيرها، وشيّدوا لأنفسهم عشوائيات مستقلة،، ألأب يمتلك عشوائية خاصة به وكل واحد من أبنائه مستقلّون بعشوائياتهم،، وهُم واثقون بأنّ ألدولة ستقوم بتمليكها لهم.
** تحوّل شارع ألرشيد إلى سوق للخضروات، بحيث فقد أهميته ألتاريخية وألسياسية وألجمالية ألمعمارية وألتجارية.
** تجاوز سكنة ألعشوائيات على خطوط تغذية ألطاقة ألكهربائية.

إنّ ألعوائل ألبغدادية ألأصيلة، عوائل كريمة وذات جذور تاريخية عميقة، تتمتع بألغنى ألإجتماعي وألتسامي ألأخلاقي وألثراء ألفكري، ولأنها ترفض ممارسات عصابات أوباش ألعشوائيات، أصبحت مصابة بألرعب، فاقدة لأمنها وإستقرارها. إنّ المتسبب بفتح أبواب ألمدينة أمام تلك الجموع ألزاحفة كزحف أسراب ألجراد على ألمحاصيل ألزراعية هي أحزاب ألسلطة ألتي جعلَت منهم مخزوناً جماهيرياً لأغراض سياسية إنتخابية. يُقال أن تعداد سكان بغداد بلغَ 8 مليون نسمة، لكن أكثر من نصف هذا ألعدد هُم ليسوا من أبناء بغداد، إنما من سكنة ألعشوائيات!.

ألحـلول:
1 – عدم تسجيل سكنة ألعشوائيات في دوائر تسجيل ألإقامة ألتابعة لوزارة ألداخلية، لغرض فرزهم عن سكان بغداد وألمدن ألأخرى ألأصليين.
2 – إجبارهم على ألعودة إلى مناطقهم ألأصلية في ألقرى وألنواحي خلال فترة زمنية محددة، وكل مَن يرفض يُلاحَق قضائياً.
3 – خلق فرص عمل لهم في ألقرى وألنواحي ألتي جاؤوا منها.
4 – إجراء إحصاء سكاني مع تشريع قانون يمنع سكان ألريف وبدو ألصحراء من ألسكن في بغداد ومراكز ألمحافظات ألأخرى.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter