| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 10 / 6 / 2015 علي عرمش شوكت كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
مر عام من ثلاثة والترقب السلبي سيد الموقف
علي عرمش شوكت
بات حال العراق حال "السدانة في الماء" وهذا مثل فلاحي جنوبي يطلقه الفلاحون على من توشك احواله على الانهيار، وان السدانة هي عبار عن شبه برميل يصنع من الطين لغرض حفظ الغلال، وعندما تحيطه المياه من جراء السيول او الفيضانات، تذوب قاعدته ويصبح عرضة للانهيار باية هبة ريح. ولكي لا تبعدنا الامثال عن ما يحيط باحوال بلدنا اليوم من فيضان النار الذي هو اشد وقعاً من فيضان الماء، لكونه سيحرق السدانة والغلال معاً. ففي اوضاع بلدنا تتجسم مفارقات علقمية الطعم، ليس من الممكن تجرعها او الوقوف امامها متسمرين صاغرين ننتظر وخزة ضمير من قبل الحكام. حيال هذا الخراب الكارثي الذي افرزته ثلاثية المحاصصة المقيتة " شيعة، سنة، واكراد" .
لقد مضى عام على احتلال الموصل من قبل برابرة داعش والترقب السلبي سيد الموقف، وعندما اقدمت قواتنا المسلحة والحشد الشعبي بعد حين على تحرير تكريت، سرعان ما عوضته " عصابات داعش " باحتلال الرمادي، وبأي حساب نعد ذلك نجده نتيجة نشوة انتصار لدى الحكومة قد اسكرتها وجعلتها لا تقدم على خطوة واحدة خارج المتاريس الدفاعية، متناسية مهمتها الوطنية الاولى، الا وهي تحرير كافة الارضي المستباحة، مما يرتب عليها حتمية المضي قدماً لاخر شبر مسيطر عليه من قبل القوى الظلامية الاسلامية المتوحشة. وهنا يمكن طرح السؤال التالي : هل تمشي امور العراق ومستقبله ضمن سياقات مشروع بايدن التقسيمي.؟.
في غداة سقوط مدينة الموصل اتحفتنا الادارة الامريكي بتصريحها الشهير: ومفاده " ان تحرير الموصل سيستغرق ثلاثة اعوام!!. وبعد حين وعشية تحرير مدينة تكريت تململت طالبة عدم التسرع في اقتحام المدينة بحجج واهية مما اضطرت قواتنا على التريث فعلاً، وهو امر في غاية الخطورة من حيث السياقات العسكرية في حالة تواصل الاعمال الحربية لان من شأن ذلك ان يهيئ الفرصة المناسبة لتمكين العدو من الافلات او الاستعداد للمواجهة، بل واخذ المبادرة. ولم تتوقف المكابح الخارجية للجهد الوطني العراقي ضد العدو الداعشي عند هذه المواقف التي اصلاً تتناقض تماماً مع ما يعلن من نوايا غير مجسدة على الواقع اي مساعدة العراق ضد داعش، ان من ابرز مضاهرها هو التلكؤ في عملية التسليح المدفوع الثمن اصلاً!!، ولا نود ان نذهب بعيداً ونشير الى ذلك القصف الذي طال القوات العراقية بـ "نيران صديقة" متكرر، في حين كانت قواتنا تكاد تنتصر في تلك المعركة، وكان مرادفاً لرمي المؤن والسلاح الى العدو بذريعة الخطأ. ويضاف الى كل ذلك استهداف ابرز مظهر حماسي شعبي لطرد العدوان والمتمثل بالحشد الشعبي قاصدة لي عنق ثوريته المخلصة، واستهدافه بالتخرصات المبالغ بها الى حد الافتعال، وهنا لا ننكر بعض التجاوزات المستنكرة التي قام بها افراد غير منضبطين من المنخرطين في جحافل الحشد الشعبي.
وفي الذكرى السنوية لنكبة العاشر من حزيران 2014 التي توجت حكومة المالكي فشلها بها. يؤكد الرئيس الامريكي "اوباما" من جديد وبلسان لا يعتريه الخجل ، بان الادارة الامريكية ليست لديها استراتيجة لمحاربة داعش. جاء هذا التصريح خلال قمة الدول الصناعية السبع المنعقد حالياً، والانكى من ذلك بحضور رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي. وهوالذي ذاهب خصيصاً لطلب العون والمساعدة في مقارعة الارهاب الاسود الذي يحاربه العراقيون ليس دفاعاً عن انفسهم فحسب، انما لدرء مخاطره عن المنطقة والعالم .
الا ينبغي ان يكلف المسؤولون انفسهم للتمعن قليلاً وقراءة مواقف "الحليف الامريكي" من هذه الحرب .؟ . وليتيقنوا من ما هو مخبأ فيما يبيت لمستقبل العراق، من غايات تقسيمية شريرة. وليست هي بمخفية حقيقة، عندما يفسر قول الادارة الامريكية الذي يؤكد على بقاء داعش في العراق لمدة ثلاث سنوات، و يعنى ذلك بكل المعاني، الاستسلام الى الامر الواقع. اي جنوب شيعي، وغرب سني، وشمال كردي. والعراق يشيع الى مثواه الاخير. والبركة بزعماء الكتل المتصدين للمسؤولية في الحكم. ولكن للشعب العراقي الباسل وقواه الديمقراطية والاسلامية الوطنية قول اخر هو القول الفصل في مستقبل العراق.