| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

                                                                            الخميس 11/4/ 2013

 

عقد من الزمن وعقد مع المحن

علي عرمش شوكت

بعد عشر سنوات من نار مازال لهيبها يلسع ظهور العراقيين، ومع ذلك لم يشعر الحكام بوخزة ضمير لما يعانيه شعبهم الذي انتخبهم وليس غيره، وهذه مفارقة الزمن العراقي الرديْ. عشر سنوات وعشر ازمات وفشل يتبع فشل على مختلف المناحي. وكما يبدو انهم اسرى لتفاعلاتهم الكيميائية مع اقرانهم من القتلة والفاسدين من رموز النظام المقبور. وفي ذات الوقت يجسدون توجههم باقصاء شركائهم في اسقاط الدكتاتورية. الا يعني ذلك انهم يعاكسون ارادة الجماهير المتطلعة الى حياة ديمقراطية عادلة، كبديل منطقي للنظام الساقط، والا يعني ذلك ايضاً انهم يبررون محاسبتهم وانهاء تسلطهم على مقاليد الحكم، وهنا بيت القصيد كما يقال والذي يعني اول ما يعنيه البحث عن البديل الديمقراطي من المخلصين اصحاب الايادي البيضاء.

وسؤال عظيم لا شيء يمكن ان يزاحمه في طرح نفسه حول مجريات الساحة السياسية العراقية، مفاده: من المسؤول عن وجود وبقاء هؤلاء الحكام الفاشلين..؟ . وعلى حد تعبير التورية الشعبية ، ليس العتب على من يتسلط وهو فاشل، وانما العتب كل العتب على من انتخبه ويعيد انتخابه واهماً، ام جاهلاً ام حالماً ام طامعاً. كالمتأمل من الحجر عسلاً. ولكن بعد عشر سنوات لا يبقى الامر بحدود العتب على مكرري التصويت لصالح الفاشلين، وانما سيتحول الى تحميل المسؤولية التاريخية والسياسية عليهم، جرّاء استمرار ازمة الحكم، والمنتجة لازمة الامان، وازمة الخدمات، وازمة نهب اموال البلد، وكذلك وهي الاخطر ازمة ازالة ثقافة الدكتاتورية والغاء الاخر، هذا اذا لم يصبح غضباً جارفاً على الناخبين والمنتخبين من الفاشلين الذين يقودون البلد الى الهاوية.

ان سلاح التغيير هو الصوت الانتخابي، واذا ما استخدم لصالح الفاشلين او حُجب عن الادلاء ضدهم، سيكون عاملاً في بقاء الذين انتهت صلاحيتهم على رأس الحكم، بل سيؤدي الى دفع الازمة نحو تخطي الحافة الحرجة التي تعني الانفجار المدمر، وهنا يجدر القول والتنويه ان عملية انقاذ البلد واسعاف اصاباته البالغة المؤلمة في مختلف جنباته، تتمثل في انتخاب القوى الديمقراطية التي غيبها النظام الدكتاتوري اولاً، واستكمل تغيبها من الذين تسنى لهم القفز الى سدة الحكم، بفعل غياب او بالاحرى تغييب وعي الناخب بحُقن الطائفية والعرقية وقاسمهما المشترك المحاصصة المقيتة.

واثناء كتابتي لهذا المقال علق احد افراد اسرتي وهو يتابع ما كنت اكتبه بترديد المثل القائل " لن يُصلح العطار ما افسده الدهرُ " اشارة الى تغييب وعي الناس، ولكن مثله هذا لا ينطبق على الجماهير الواسعة، التي يرتبط وعيها بحركة التاريخ، الذي لا ولن يتوقف تقدمه فارضاً بقاء الاصلح، ورافضاً عوالق المناخات المتقلبة التي يثير زوابعها البعض من ذوات المصالح الضيقة غير الوطنية. ما عسانا ان نقول حول ما وصلت اليه ما سميناها بـ "مرحلة التحول"..؟، وان كانت قد استهلكت عشر سنوات من حياة الشعب العراقي، ورغم ذلك امست مرحلة عصيان نهج الاقصاء والاستحواذ على مواقع القرار، الذي ينطلق من صلب السلوك الدكتاتوري المقيت. ويتجلى اليوم بكل عنفوان بالدعوى الى" حكومة الاغلبية ". وان اصحاب هذه الدعوى يتجاهلون بان العراق فيه اكثرية لطائفة معينة، خصوصاً وان الانتخابات غير مضمونة سلامة نتائجها في ظل ممارسة الهيمنة التي يعمدها فهم مبتسر للديمقراطية.

ومن بديهيات الامور فان لا تغيير من دون سلاح مناسب له، والسلاح المناسب والحاسم في المعركة الانتخابية هو صوت المواطن، وعليه يتطلب الامر تحرير واخراج اصوات المواطنين من مشاجبها سواءً كانت في جعبة الاكثرية الصامتة، او لدى الاغلبية المصادرة من قبل المهيمنين بقوة التجييش الطائفي والعرقي، وجعلها فاعلة في تغيير القوى الفاشلة الفاسدة، لصالح القوى الديمقراطية العابرة للطوائف والمكونات العرقية والاثنية. كونها هي البديل القادر على حل ازمة الحكم وانهاء المحاصصة ، وارساء الوضع على بر الامان.

           

                       

free web counter