علي عرمش شوكت
السبت 20/10/ 2007
عنوان ابيض على راية حمراءعلي عرمش شوكت
منذ سنوات طوال وحينما خرج الحزب الشيوعي العراقي ناهضا من احدى حملات الابادة الفاشية التي شنت ضده وضع على صدر جريدته المركزية اسما دالا على طريق خلاص شعبنا العراقي من الصراعات والاحتراب الداخلي المدمر ، وهذا الاسم ( طريق الشعب ) ظل عنوانا ابيض على رايته الحمراء التي تتقدم مسيرته المتواصلة بالرغم من كافة الصعاب التي اعترضتها وما زالت تعترضها ، ان اي منصف من المتابعين لسياسة الحزب الشيوعي العراقي يصعب عليه عدم الاقرار بصواب سياسة الحزب ومبادراته ومعالجاته في المحن والازمات التي تواجه شعبنا ، تتجلى بما تتقدم به قيادته من حلول او مشاريع حلول ، مبتعدة بمسافات متوازنة عن التطرف والانحياز لغير مصالح الشعب العليا ، ويمكننا وصف طبيعة النفس الطاغي على تلك السياسة فهو ديمقراطي وطني مستذكرا العدالة الاجتماعية التي هي من صلب مبادئه التي يناضل من اجلها .
وتشهد الساحة السياسية العراقية على مبادرات ومعالجات الحزب الشيوعي التي يتقدم بها وفي تناسب زمني دقيق حينما تحصل المنعطفات والازمات والمصائب التي لم ولن تخلو منها حياة الشعب العراقي منذ عقود خلت ، وينبغي علينا هنا الا نبتعد عن مجريات الاوضاع الحالية ، وثمة ضرورة ملحة ان نتبحر بقراءة مشاريع وحلول الحزب التي تقدم بها لكي نتمكن من تقيمها ووضعها في المكان المناسب ضمن سياق الحل المطلوب والملح للمعضلة العراقية ، هذا اولا، وثانيا ان الالح من كل ما ذكر، هي ضرورة المقارنة بينها وبين الحلول والمواقف الاخرى التي يجنح بعضها اذا لم يكن جلها الى الميل بل والتطرف نحو المصالح الفئوية والطائفية وحتى الحزبية الضيقة في الغالب مع الاسف الشديد ، مما يستعصي الحل للازمة الراهنة ، وليس بالامكان محاكمة المواقف الاخرى على نحو يتيح الامكانية لاصدار الحكم بتحديد المسؤولية عما يجري في ظل هذا التصادم والاحتقان الذي لامجال فيه للاصغاء وسماع شهادة غير منحازة الى اي طرف من الاطراف المتصارعة .
ولكن عندما يطلع المهتم بالشأن العراقي على مشروع ديمقراطي للحل يمكننا ان نوصفه بالرائد الذي اصدره الحزب الشيوعي العراقي يمكنه الجزم بأن هذا المشروع هو الكفيل بحل الازمة ، ولم يتوقف الامر عند مضامينه فحسب ، انما التأكيدات التي تتجلى في المقالات الافتتاحية لجريدة الحزب وكذلك تصريحات ومقالات يكتبها اعضاء في قيادته ، كلها تعزز القناعة وتخلق الثقة العالية في ان سياسة الحزب مفعمة بالوطنية والمسؤولية المخلصة للشعب ومصالحة العامة ،وعلى هذا تكسب الريادة وتستحق الدعم والتعزيز وينبغي اعتمادها كمرشد لايخطئ الصواب ويختصر الطريق نحو ميناء السلام ، ومن الغرابة بمكان بقاء المسؤولين في الحكومة العراقية او المعارضين لها والمعنيين في المعضلة العراقية عموما غير مكترثين بمشروع الحزب الشيوعي لحل الازمة الذي ودون ادنى شك يتميز بالمصداقية والتجرد من اية اهداف ذاتية ضيقة ، فهو يخلو من البحث عن المحاصصات وعن المواقع في الدوائرالرسمية ، ففي الوقت الذي لايوجد للحزب سوى وزير واحد الا انه يسعى الى الحفاظ على دعم العملية السياسية ويدعو الى معالجة نواقصها من داخلها ، ومن المؤكد ان موقفه هذا سيبقى ذاته حتى لو لم يكن له اية مشاركة بالحكومة ، بمعنى انه سيتواصل بدعمها اكثر من بعض تلك الاحزاب والكتل التي تمتلك الحصص الكبيرة في التشكيلة الحكومية الحالية ، وليس هذا فحسب انما بقيت الكفاءات من كوادره العلمية وباعداد كبيرة من دون تعيين في دوائر الدولة ، علما ان العديد من الوظائف الحكومية قد تنصب عليها اشخاص لايمتلكون تحصيلا دراسيا يتناسب مع تلك المناصب بل ولايمتلكون ايضا اي تحصيل يذكر .
غدت سياسة الحزب واضحة للقاصي والداني بالرغم من مايثار حولها من غبار وطعونات مغرضة غير مجهولة الدوافع ، ولهذا قد تساقطت امام تماسك اركان هيكل سياسته الوطنية ، وثبات قوام مبادئه وبقاء شموخه السرمدي ،وظلت هذه السياسة تسجل عنوانا ابيضا مطرزا على رايته الحمراء الناصعة تعلو على الهامات في مسيرته المتواصلة على طريق الشعب العراقي حتى بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد .