| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 21 / 6 / 2015 علي عرمش شوكت كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
امتدت ايادي الظلاميين لتطفىء قناديل النور
علي عرمش شوكت
اتحاد الادباء والكتاب العراقي باق واعمار الظلاميين قصار. ليس غريباً ولا غير متوقع ان تتناغم القوى التكفيرية والمتخلفة في همجيتها ازاء الثقافة والعلم والتاريخ. فهناك في الموصل يحطم داعش الاثار ويحارب الثقافة، وفي بغداد يحاولون كبح رموز الثقافة والحضارة، وليست مجهولة هذه العصابات المسعورة التي عبثت بمبنى اتحاد الادباء والكتاب العراقي يوم الاربعاء المصادف 17 / 6 / 2015. والانكى من كل ذلك، هو التجاسروالاعتداء بالضرب والاهانة على بعض العمال الموجودين في مقر الاتحاد وحجز قوة الحماية التابعة لوزارة الداخلية!!. فتباً ليد المليشيات المنفلتة التي تصول وتجول متحدية القوانين والاعراف وحقوق الانسان دون رادع من السلطات التي تتحمل المسؤولية كاملة على هذه الجريمة السافرة.
الاعتداء على اتحاد الادباء والكتاب العراقي لا يفسر بغير كونه رسالة تتكرر في كل عام وفي الاشهر ذات الطقوس الدينية تحديداً، لكي تتذرع هذه العصابات بمنزلة هذه الاشهر المحترمة، في سبيل ان تعتم على غايتها الهادفة الى فرض فكرها المتخلف باسم الدين، محاولة ارهاب الناس وارغامهم على الانصياع لسطوتها الدينية البعيدة عن الاسلام. وهنالك امر لابد من ايضاحه، ان ما يجري في البلد من دمار كارثي على مختلف مناحي الحياة، تكاد تنفرد الاوساط المثقفة الواعية الوطنية بتصدى له بسلاح الصوت والقلم، وتطالب بمحاكمة المفسدين والطامحين الى الغاء القوانين واطلاق حكم المليشيات والعصابات بقيادة ملوك الطوائف وامراء الحروب الاهلية المنصبين بقوة السلاح والمال المسروق، حيث نهبوا البلد ويحاولون تقسيمه لكيانات طائفية وعرقية مكروهة .
انما مجريات عشر سنوات ونيف اقل ما يقال عنها بانها كانت مهلكة، قد ادت الى بداية انقشاع الغمامة التي عتمت الرؤى لسواد الناس، واخذ المواطنون يتلمسون طريق الخلاص وعلى خطى المثقفين والمدركين لحقائق الامور من القوى الديمقراطية المدنية، مما اثار جنون المعتاشين على منتجات الفساد والفشل، لذا حركوا عصاباتهم المليشاوية بغية اسكات اصوات منابر الوعي والعلم والحضارة وكانت اول ضرباتهم الخسيسة تطال نقطة اشعاع مدني، الا وهو مقر اتحاد الادباء لما لهذا المعلم الهادي من تاثير في نشر الوعي الذي غدا يشكل بلسماً لامراض التخلف وغياب الاحساس بمصالح الشعب والوطن. ولا يفوتنا ان ننوه عن موقع مجاور لمقر اتحاد الادباء الا وهو مقر الحزب الشيوعي العراقي الذي يعترف له كونه صاحب مشروع الدولة المدنية المتقدم بامتياز.
ان هذا العدوان البربري ينبغي ان لا يمر دون محاسبة القائمين به، مما يقتضي القيام بحملة استنكار ومطالبة بمقاضاة الجناة ورد الاعتبار الى مركز الوهج التقدمي " اتحاد الادباء" حيث ان هذه الجريمة قد تمت على غرار ونسق غزوات داعش، سوف لن تكون الاخيرة اذا لم يجر التصدي لها من قبل الحكومة والقوى السياسية وتحديداً البرلمان والجهات القضائية، ومنظمات المجتمع المدني، وضرورة فضح الجهات المرتكبة للجريمة او الداعمة لها وحتى الساكتة عنها كشيطان اخرس. فنهج المليشيات غير خاف عن احد لانها تعلنه دون وجل لكونها محمية من دوائر لها سلطة القرار والحكم في البلد وخارجه من بلدان الجوار.
ففي هذا السياق قد اعلنت قبل ايام احدى المليشيات بانها ستعمل من اجل الغاء البرلمان ومجالس المحافظات، وتسعى لانتخاب رئيس الجمهورية بصورة مباشرة، واذا ما عنى ذلك شيئاً انما يعني تأسيس لدولة الطائفة الاكبر. لكون ايقاع عملية الانتخابات في عراقنا المستباح يتم بشكل متخندق، حيث ان الشيعي ينتخب الشيعي والسني ينتخب السني وكذلك الكردي ينتخب الكردي. وفي الحصيلة الاخيرة ستفوز الطائفة الاكبر. وعليه نرى بالملموس ان العدوان على اتحاد الادباء ما هو الا جس نبض الشارع العراقي المدني تحديداً والاعلان عن سياسة فرض حكم المليشيات بالقوة. اذاً لابد من التصدي الحازم وقطع دابر البلطجة.