علي عرمش شوكت
الأربعاء 22/ 8 / 2007
مشروع الحزب الشيوعي
علامة دالة في مفترق الطرق
علي عرمش شوكت
يشعر المواطن العراقي الباحث عن السبيل الصواب لانقاذ العراق من محنته بانتعاش من الكرب المكدس في صدره ، كما يسمع فصاحة لالبس فيها وبصوت جهوري وواضح وكأنها تنطق بلسانه عندما يقرا ما انطوى عليه مشروع الحزب الشيوعي العراقي للخروج من الازمة الراهنة للبلاد ، لاسيما اذا ما كان قد اطلع على المشاريع الاخرى والتي لاتجد فقرة من فقراتها تخلو من الهم الفئوي او الشخصي التي جاء مشروع الشيوعي يخلو منها بالمطلق ، وهنا تتجلى الوطنية العالية .
لقد رسم الحزب سيناريو الحل مرفوعا على هيكلية وطنية ديمقراطية تستند الى تطلعات اهالي البلاد ومحبيه المخلصين ، حيث اكد على اولا: اجراء مراجعة نقدية للعملية السياسية ، وهذه من ابرز المقدمات الاساسية للاصلاح وتصويب المسار وبالامكان تسميتها الخطوة الاولى على ( السراط المستقيم ) التي تحفها جهنم اذا ما اعوجت الخطوات ولكنها تؤدي الى (الفردوس) لو اهتدت بخارطة وطنية ديمقراطية لطريق حل الازمة ، كالتي جاء بها مشروع الحزب الشيوعي العراقي ، ثانيا : انشاء جسور الثقة بين اطراف العملية السياسية التي تقطعت اوصالها نسفا بالمفخخات الطائفية المصدرة الينا تهريبا ، حالها حال بقية الجسور التي طالها النسف الطائفي مثل جسر الصرافية وغيره ، ثالثا : يدعو الى بناء قاعدة كونكريتية لتحالف سياسي اجتماعي يؤمن للعملية السياسية درع دفاعي عصي على الاختراق، اذ ان اعداءها يتكالبون عليها ولايستثنون اية امكانية لديهم او ما يحصلون عليه من صنوهم الاعداء الاخرين من خارج الحدود للاطاحة بها ، رابعا : جعلها تتمتع بجاذبية قوية تحث قوى جديدة لكي تنخرط في خضمها وهي واثقة من مستقبل نجاحها وانقاذ العراق من الضياع والتمزق ، وبذلك تتجنب انكماش مداها وتمترس اطرافها الذي غالبا ما يؤدي الى المزيد من التراجع اذا لم يكن التدهور والفشل ، وهذا ما ينتظره شعبنا من هذه العملية التي عول عليها وراهن بكل حرص بامل تطورها وتحقيق خلاصه من هذه المصيبة المزدوجة بآثار الاحتلال و فضلات النظام البائد وما علق بها من تكفيريين وارهابيين ، خامسا : يقف هذا المشروع الوطني الديمقراطي في مفترق الطرق و المتاهات السياسية ومشاريع الحلول ذات النفس الطائفي والعرقي وباقي المشاريع الاديمقراطية كعلامة ناصعة دالة تخلو من اية غاية حزبية ضيقة واهداف سياسية ذاتية وتشير الى اهتداء السبيل السوي الذي يخلو من تضاريس الاستبداد والدكتاتورية والجشع والاستحواذ والفساد بكل انواعه وصيغه (المحسنة ) ذات الوجوه المقننة .
هذا هو شيخ المشاريع كما يحلو لي ان اسميه ، انطلق ليعلن الموقف المتميز والمستقل والوطني الديمقراطي الذي يلجم اعداء الحزب والمتخرصين والمتخاذلين الذين لاهم لهم غير الطعن والتشكيك بسياسة الحزب وبقيادته المنتخبة من قبل مئات الكودر المناضلة (مندوبي المؤتمر الثامن) الذي عقد في بغداد وبتحد واثق لوطأة الوضع الامني الخطير ،ومما تمخض عنه هو هذا المشروع الوطني الديمقراطي للخروج من الازمة الراهنة ، ولهذا لاغرابة بتزايد وترافق الحملة المعادية للحزب مع ما يتحقق من انجازات في نشاط الحزب على الصعيد الداخلي والوطني ، لكون هذه الاجازات تقلب الطاوله امام اعداء الحزب وتبدد جهودهم الشخصية وكذلك المكلفين بها لتشويه حقيقة ودورقيادة الحزب الوطني الناصع ، ولكن مع ضخامة مايحشدونه من ادوات جديدة قديمة عفى عليها الزمن لم يكن لها تأثير قطعا ، لانه قد انتهت صلاحية تلك الادوات ولم تعد لاعبة في هذا الزمن الجديد وهي لم يبق منها غيرصفيح صدئ ، وبخاصة عندما يتقدم عمل الحزب على ارض الواقع ويأخذ مكانه دون منة من احد ولايقتدي بجهة غير جماهيره واعضائه في ظل شرعية حزبية عالية لقيادته ، وابلغ دليل على ذلك هو بقاء الحزب خارج اطار الصراعات وهو يحافظ على مسافة ضرورية ومتوازنة عن اطراف الصراعات الجارية في العراق ، وهو ايضا بعيد عن التدخلات الاقليمة ، مما يشكل ردا فاحما لاعدائه الذين لايخجلون من الافتراء الذي يثبت عدم صحته الواقع الملموس .
ان شيخ مشاريع الحل يتمتع بخلفية لها اكبر عمرا في الساحة السياسية العراقية وبكل تأكيد اكثر خبرة في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لبلادنا ولذلك جاء هذا المشروع كدليل لطريق الحل المنشود والذي ينتظره شعبنا العراقي بفارغ من الصبر ، لكونه ليس مشروعا حزبيا متخوما بالاهداف الحزبية او الفئوية الضيقة انما يسعى الى خير جميع اطياف شعبنا ولانقاذه من محنته ، وبناء العراق الديقراطي الفدرالي الموحد ، ومكتمل السيادة .