| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الأحد 22 / 7 / 2007

 


 

اهداف كروية هزت اشباك الحكومة


علي عرمش شوكت

تشبث العراقيون داخل وخارج الوطن في الاونة الاخيرة بمقولة مفادها ( ان كرة القدم قد وحدت العراقيين ) وانتشرت بصورة ملفتة للنظر ، مع ان شعورالاعتزاز من قبل العراقيين تجاه منتخبهم الوطني ليس بالجديد ، ولكن ما استجد في الامر هو ان ما يشد لحمة الشعب العراقي قد وصل بعضه مع الاسف الشديد الى مراحل صفرية اذا لم ينحدرالى ادنى من ذلك ، ان اسبابا عديدة تمخضت عنها هذه النتيجة ، اولها البحث عن من يقدم حتى ولو جرعة لمعالجة حالة التمزق الشامل في الوضع العراقي ، لأن ( البطل ) الذي يوحد العراقيين على اساس الهوية الوطنية فحسب لم تتح له الفرصة للظهور وسط زحمة الاحتقان الطائفي الوبائي .
والجميل في لعبة كرة القدم ، هي تلك القاعدة التي يتجلى فيها التعاون المشترك ووحدة الغاية ، حيث ان تحقيق الهدف يأتي حصيلة الجهد المشرك من كل اللاعبين في الساحة الذين يوصلون الكرة الى من يسددها بغية تسجيل الهدف ، ورغم ان التسجيل يحسب عادة للهداف ، لكن ذلك لايغيظ زملائه لأن الحصيلة النهائية تحسب للجميع حتى الى من كان منهم احتياطا ، بهذه الروح الرياضية الراقية يأمل الشعب العراق ان يتحلى بها اللاعبون في الساحة السياسية العراقية ايضا ، وفي الدقائق التسعين التي كان فيها الفريق العراقي يلعب في ساحة المباراة ، كان الشعب العراقي وكأنه قد وجد له متنفسا ، لأنه يشاهد بعضا من الفتية العراقيين وقد توحدوا بفريق هدفه رفع راية الوطن العراقي فحسب ، وهذا مبعث الاعتزاز والفخر بهم ، ولم يكن هؤلاء اللاعبون في هذا الفريق الا على اساس الكفاءة فقط ، بعيدا عن علل الطائفية والمحاصصات والتشظيات الاجتماعية ، ما يعني ان العراقيين قد وجدوا امامهم من يمثل العراق وهو موحدا تحت راية الوطن وليس اية راية اخرى . وبالتالي كانت النتيجة الفوز المؤزر ، فهل يتعظ الفريق الحاكم ؟
هكذا تجسمت امام الجميع لعبة كرة القدم العراقية كلعبة تعتمد على الجهد الجماعي ويلتئم شمل لاعبيها على اساس الكفاءة لاغيرها ، فتجلت بنتائج راقية ، كما حظيت بأعتزاز بالغ وبموقف جمعي عراقي لم يحصل عليه اي انجاز قام به الفريق اللاعب في الميدان السياسي العراقي ، ابتداءا بالانتخابات مرورا بتشكيل الوزارات وحتى تأسيس الدستورالذي لم يحز على الرضا الكامل لاي طرف من المكونات العراقية ، و مع انها قضية صغيرة الا انها تنطوي على معنى جدير بالدراسة والاقتداء ، فقد جعلت العراقي يكشر عن انيابه ليس غضبا وانما ابتساما و فرحا هذه المرة ،ورفعت كل الجماهير العراقية اياديها تصفيقا وتأيدا وليس اعتراضا وتنديدا ، الا تصلح هذه النتائج التي صنعها فريق عراقي متجانس متوحد وبهوية وطنية عراقية لتكون احد اساسات بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الجديد ، و من المفارقات ان تصنع اقدام لاعبي كرة القدم ما عجزت عن صنعه ايادي وعقول بعض لاعبي السياسة مع الاسف الشديد ، فهل تتبادل الفرق الرياضية المواقع مع بعض الكتل النيابية في الانتخابات القادمة ؟؟