| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 22 / 4 / 2024 علي عرمش شوكت كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
تبين في صفحة زيارة السيد السوداني لواشنطن .. سطور متخاصمة
علي عرمش شوكت
(موقع الناس)
لا نعيب على السيد السوداني بتصريحاته التي كانت معبرة عن قناعته وتوجهاته الشخصية اذا لم تكن ملزم بها من قبل الاطار التنسيقي. ولكن قد نلتفت صوب العثرات الدالة على توفر نسبة عالية من الغفلة لديه، التي لا تفارق سيره في ان يتاكد من موطئ خطواته من حيث المكان والزمان، فهي على الدوام تبدو مدونة بسطور متخاصمة ومتناقضة في الاغلب الاعم.. يحاول السيد رئيس وزراء العراق محمد السوداني. ان يشق طريقه والتغلب على العقبات الكأداء التي وضعت امامه حينما استوزر. ومن المؤشرات التي تدعم قولنا: كانت قد تجسدت في تشكيل الوفد المرافق له. وهنا لا نحمله المسؤولية الكاملة عن الخطأ الفادح في ذلك. لاننا لم نعلم هل هو المسؤول عن اشراك حرامية وفاسدين في الوفد ام فرض عليه ذلك ؟. لكي يتم تنظيف صفحاتهم الملوثة بالفساد والادانات القضائية.
ومن المعاينة لهذه الزيارة الى واشنطن نجد قد تعددت المناسبات والفرص للسيد السوداني لكي يبرم اتفاقيات ذات وزن اقتصادي وسياسي مهم، وجعل الجانب العسكري ثانوياً كما يبدو.. وخلالها كانت له كلمات كتبت ايضاً بسطور ممتلئة بمفارقات لها اثر على افاق مسيرته، فعندما يقول سنكتفي من استيراد الغاز كان متناسياً بان حكومته قد وقعت بالامس القريب اتفاقاً للايستيراد الغاز مع ايران امده خمس سنوات وربما قابل للتمديد. وفي سطور اخرى قال سنحد من الديون الخارجية، وهو في ذات الوقت قد وقع على قرض بخمسين مليون دولار مع احد المؤسسات الامريكية. كما اثار" بروباكندا " صاخبة حول توجهه لتحويل العلاقة مع الولايات الامريكية من عسكرية الى علاقة اقتصادية وتنموية واعمار تطبيقاً للاتفاقية الاستراتيجية ، غير انه في نهاية المطاف كان حاصل جهده اضافة هذه الاتفاقيات الجديدة التي تشكل عوامل داعمة للعلاقة العسكرية بحيث من غير الممكن ان تمضي بدون الترابط الوثيق بين كفتي التعاون الاقتصادي والعسكري. وبلا شك ان الادارة الامريكية تفضل الجانب العسكري على الجوانب الاخرى لغايات غير مجهولة.. وخصوصاً في نهجها المضاد لايران.
واما ما حصل في الوضع السياسي والسيد السوداني مازال متمتعاً بفرص القاء الخطب، في عدد من الولايات وامام الجالية العراقية، وبذلك من جانبة حسن فعل، ولكن مع ذلك كانت العثرات تلازمه اذ اغفل ما قامت به الادارة الامريكية في مجلس الامن الدولي من استخدامها حق النقض " الفيتو " ضد قرار كان لصالح اقامة الدولة الفلسطينية، ولم تحصل لديه اية ردة فعل تذكر حوله. حتى شغفه بالخطابات لم يحفزه لكي يسخر واحدة منها لاستنكار الموقف الامريكي المخزي، الذي اضاف عاراً على هذا السلوك المرفوض عالمياً لسياسة واشنطن ذات المعاير المزدوجة. لا بد لنا من ان نشير الى ان ثقافة التشجيع والتصفيق لاي نجاح في اداء الواجب، لا يساوي في السياسة سوى ذلك التصفيق لطفل تعلم كيف يدون او يقرأ الحرف الاول في ابجدية الالف باء .
ولنا قول اخير ان الدعم للسيد السوداني في ادائه لواجباته المرضي عنها الى حد ما في هذه الايام، لايعتبر جزاءاً لوصوله الى قمة في النجاح..ولم يتم ذلك الا اذا عرّج على قطع دابر الفساد وتفكيكه لقيود المحاصصة عن الشعب العراقي وارساء قواعد الديمقراطية الحقيقة والعدالة الاجتماعية بدولة مدنية حضارية. حينها سيحصل على المساندة الشاملة من قبل الشعب العراقي .