علي عرمش شوكت
التحالف المدني الديمقراطي .. وهج جديد في المشهد العراقي
علي عرمش شوكت
في وسط عتمة المشهد السياسي العراقي الذي اوصلتنا اليه القوى السياسية الحاكمة، يبرز وهج سياسي جديد عنوانه " التحالف المدني الديمقراطي ". مع انه كان موجوداً بتوجهاته الديمقراطية وسعيه المتواصل في سبيل ابقاء العملية السياسية في مسارها الديمقراطي السليم، الا انه عزل من قبل الكتل السياسية المتنفذة، جزاءً لتضحياته الجسام ولكونه لا ينفك عن القاء الضوء الكاشف على كافة مظاهر الفشل والفساد التي رمت البلد واهله في طاحونة التخلف، والفصل الاثني والطائفي. المهلك . فعبر ظهور هذا التحالف عن استجابة واجبة من اجل انقاذ البلاد ، بغية ان لا تأكله فواجع الارهاب والفقر والجهل. التي تكاد تقضمه كاملاً
ثمانية سنوات عجاف كانت كفيلة بانتاج المقدمات الضرورية لتغيير نمط الحكم الفاشل. ومن ابرز هذه المقدمات تراكم الوعي السياسي لدى الناس وبخاصة الفئات الفقيرة منهم. وذلك بحكم معاناتها وافتقادها لابسط مستلزمات العيش الكريم، ويزيد طينها بلة، تراكم فشل الحكام على مختلف الصعد، هذا وناهيك عن استيطان الفساد في كافة ثنايا المؤسسات والدوائر الرسمية. اما الارهاب صار يقطع ليس اعناق المواطنين فحسب، انما يقطع اعناق الانهر ايضاً، سواء كان من المنابع او من المجرى والمصب والسدود على حد سواء، فكله يدخل في خانة الارهاب.
ومما لا شك فيه كان دور قوى التيار المدني الديمقراطي في توعية المواطنين طيلة سنوات الفشل الماضية، له التأثير الفاعل في تغيير الوعي السياسية لدى الناس ، ولا نريد ان نستبق الاحداث ونشير الى اي مدى اثر ذلك على مستوى التغيير المنتظر والمؤمل لموازين القوى السياسية، انما العديد من المؤشرات تأسس لقناعة بحتمية التغيير، الذي لا يمكن ان يتم دون البديل المختلف عن اوساط المحاصصة، الذين اكلوا البلاد واذلوا العباد، وعليه فان العراقيين معروفون بعزة النفس ومن المسلم به انهم سوف يرفضون بقاء الفاشلين والفاسدين على سدة الحكم.
ومن نافلة القول ان التحالف المدني الديمقراطي يمتلك من الكفاءة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية ما يمكنه من ان يشكل حجر الزاوية ، لا بل العمود الفقري للتغيير الديمقراطي. زد على ذلك نهجه الذي يتمسك بالهوية الوطنية للعراقيين دون غيرها، واذا ما عنى ذلك شيئاً انما يعني بان هذا التحالف قد جاء مجسداً ارادة كافة فئات الشعب العراقي بمختلف قومياته وطوائفه الدينية والاجتماعية، وهذا ما يدلنا حقاً على نهوض لقوى الشعب الحية، تقدمت على اثر اختمار عوامل موضوعية ملحة، تكاملت مع مكنوناته الداخلية ليصبح التحالف مكلفاً بتخويل شعبي واسع بغية كسر القيود الطائفية والاثنية ، وازاحة نظام المحاصصة الفاشل.
لا يخفى عن بصير مشاهدة ما يحظى به هذا التحالف المدني الديمقراطي من انعطاف جماهيري واسع، حيث سجلت ندواته وفعالياته حضوراً متميزاً ولافتاً لانتباه اواساط وفئات اجتماعية، كانت اسيرة لشعارات طوباوية مخادعة، انهكتها خلال الاعوام العشر الماضية، الامر الذي جعلها ترى في هذا التحالف المدني خير منقذ، غني عن التعريف والاختبار. فوطنية رموزه واخلاصهم ومصداقيتهم، كانت ناصعة شامخة وسط ما آلت اليه القوى الحاكمة من تدن شامل وانحطاط سياسي لا يشرف احد، في الوقت الذي كانت ولا زالت سياسة ومواقف هذه القوى المدنية الديمقراطية لم تتلوث بالفساد والفشل اللذين انتجا الارهاب الضارب في طول البلاد وعرضها.
ان ما تقدم صار يلقي بامانة على اعناق خيار القوم وقواهم الوطنية بمختلف اتجاهاتها وفاءً منهم للعراق ولبغداد الحبيبة، التي لم تحظ سوى الاهمالاً المطلقاً. تتمثل دعوتنا بانتخاب التحالف المدني الديمقراطي، المنقذ الحقيقي والبديل الجدير بالتغيير، نحو دولة مدنية ديمقراطية، عابرة للطوائف والقوميات.