علي عرمش شوكت
كملت الحسبة .. القاتل كردي.!!!
علي عرمش شوكت
عشية اجراء الانتخابات العامة، تقوم الكتلة الحاكمة بالدعاية بشتى الاساليب المضللة وبين العوائل، مع ان وقعها امضى من ان تكون مباشرة، ومن مفرداتها : هي التوصية بانتخاب رئيس الوزراء { لانه ضد السنة وضد الاكراد} بيد انه لم يخف مقصد هذا النمط من الدعاية على الناس، فهي لم تخرج عن كونها مدفوعة الاجر، ومن صنع ماسحي الاكتاف والمتسلقين الذين تمرسوا على هذه الصنعة خلال العهود الماضية. الا ان القراءة المؤكدة لمثل هذه الدعاية الانتخابية اللئيمة، تختلف عندما تكتب بمانشيتات عريضة ومباشرة يرفعها جهاراً اعلى المسؤولين في الحكومة.
وبواقع متصل كانت ازمة الانبار الجارحة لمشاعر كافة المواطنين العراقيين، قد اريد بها ان تكون ذات نفع مزدوج، فمن ناحية تصب في مجرى التجييش الطائفي المقيت وبالتالي تحشيد اصوات الناخبين لصالح الكتلة الحاكمة اذا لم يتسن للبعض تعطيل عملية الانتخابات، ومن ناحية ثانية : لعلها، اذا ما تصاعد عنفوانها ان تعطل الانتخابات فعلاً، وفي كلا الحالتين تخلق مناخاً ومقدمات ضرورية لاستمرارية الكتلة الحاكمة، وذلك ما يجنبها الهزيمة التي لا مناص منها في الدورة البرلمانية القادمة. ومن الايقاعات البارزة مؤخراً، والتي نشرت الامتعاض والاستغراب بين العراقيين، هي تلك التي جاءت على لسان رئيس الوزراء ، حينما وجه خطابة للمعتصمين في الانبار قائلاً: (بيننا وبينهم بحور من دم !!!).
ويتساءل الناس من الذي يواجه ببحور من الدم، غير الاعداء..؟ و ولكي نحسن التشخيص لابد من الالاقرار بوجود افراد من الارهابيين مختبئين بين صفوف معتصمي الانبار. علماً لا ضمان بعدم وجود امثالهم في صفوف الحكومة ذاتها بصورة اكثر واخطر من اؤلئك الارهابيين، ولكن ما يكرره السيد رئيس الوزراء اليوم ويتكلم بلغة (الدم) وللمرة الثانية على اثر اغتيال الشهيد الدكتور الاعلامي والعلمي " محمد بديوي الشمري" يثير الاستغراب والحذر من هذه اللهجة الجهنمية المخيفة، ويبدو انها لم ولن تمكن اصحابها من ان تثمر الذي كانوا يتطلعون اليه من اثارة صراع مذهبي، فان حادثة استشهاد الاستاذ الجامعي " محمد الشمري" على يد جندي كردي قد نزلت من السماء على من كان يريد منذ زمن ان يثير الصراع الاثني ايضاً الى جانب الصراع الطائفي لتكتمل " الحسبة" اي ان مثل هذه الاجواء المشحونة طائفياً وعرقياً لا يمكن اجراء انتخابات في ظلها. فتأجل.
وهنا لسنا بمنجمين انما وجود شواهد اخرى دالة على ما نستنتجه. وابرزها مقال كتبه السيد "ياسين مجيد" مستشار رئيس الوزراء يقطر سماً زوآماً للتحريض على الجنود الاكراد في منطقة الجادرية في بغداد، في حين هم عائدون الى وزارة الدفاع وليس لهم علاقة بـ " البيشمركة" ، وان واجباتهم حماية المجمع التابع لرئاسة الجمهورية الواقع في بغداد وليس في كردستان، والذي يشغله الان نائب رئيس الجمهورية " السيد خضير الخزاعي "وهو عضو في كتلة " دولة القانون " وليس من التحالف الكردستاني. ليس هذا فحسب انما خرج على الناس "محمد الربيعي" احد اعضاء مجلس محافظة بغداد لينطق ناراً كفيلة باشعال الفتنة بين الجنود الاكراد في المجمع الرئاسي وسكان منطقة الجادرية، حينما قال( لنا نحن اهالي الكرادة في كل شهر مشكلة مع البيشمركة الاكراد ) فماذا كان يستهدف السيد الربيعي..؟ وهل ماقصده كان يعبر عن سياسة المجلس الاسلامي الاعلى الذي له افضل وارسخ العلاقات مع الاخوة الكرد.
ارجو ان تسمحوا لي التوضيح : انا لست كردياً مع اني اتشرف بذلك، وانما العربي الذي ضحى بستة سنوات من عمر شبابه، قضاها في السجون في سبيل نصرة القضية الكردية، ولكنني في نفس الوقت لم اهمل نقد الاخطاء الاستراتيجية للاحزاب الكردية التي اهملت الى حد بعيد ترسيخ العلاقة مع حلفاء الشعب الكردي الحقيقيين من الديمقراطيين والتقدميين العرب العراقيين، مما هيأ للبعض ان يسهل عليه عندما يرغب باثارة الخصومة مع الشعب الكردي باسم العرب، سائراً على نهج الشوفنيين الفاشيين. لاحظوا ايها السادة كيف فسرت قضية جريمة اغتيال الشهيد ( محمد الشمري) ودون ادنى تاخير وبفزعة نادرة من السيد رئيس الوزراء وتعامل معها على مهج معاوية "بالدم والمال". واعطائها طابعاً ثائرياً قومياً مقيتاً، بغية استغلالها بصورة مزدوجة، وكما اشرنا آنفاً، اما للتحشيد الانتخابي، او لتعطيل الانتخابات البرلمانية القادمة، وربما ايضاً لهدف بعيد المدى يعقب الانتخابات اذا ما جرت ، لاخذ استحقاق رئاسة الجمهورية من الاكراد. فبعد حادث الجادرية وتداعياته، يبغي الحذر من الشائطين على اخذ الثأر "الدم بالدم " !!