| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

                                                                            الثلاثاء  28 / 1 / 2014

 

 فريق سياسي فاشل .. وفريق كروي فائز..!!

علي عرمش شوكت

غالباً ما توصف المجموعة التي تقود سياسة بلدها بـالفريق. ويطلق اسم الفريق على من تحتم عليهم اللعبة المشتركة التضامن وتقاسم الادوار بغية تنفيذ المهمة وتحقيق الهدف العام المشترك، ومن القواعد التي تحكم اللعب لكي لا احد يمكنه الانفرد بالتهديف دون التعاون مع سواه من اعضاء فريقه، حيث ان الخشية من التفرد تاتي من سهولة صده او الاستفراد به من قبل الفريق الخصم، وما يتبع ذلك من تداعيات وخسائر تكسر الظهر، كما هو حاصل الان في بلدنا، ان هذه القاعدة ربما هي التي تنطوي على مقاربة بين اللعبة السياسية في امور البلاد والعباد، وبين اللعبة الكروية لدى الفريق اللاعب لتحيق اهداف الفوز.

فاز بالامس فريق الشباب العراقي في بطولة اسيا الكروية، فمن يتصور ان ياتي هذا الفوز المؤزر في ظل انكفاء، لا بل فشل الفريق السياسي الذي يقود الحكم في البلد. دون ان يترك تاثيره على الشباب، بيد ان اعتماد قاعدة المشاركة في تداول الكرة والمناولات المتبادلة كل حسب فرصته، بغية العبور الى ساحة المنجزات، هي التي ادت الى الفوز. فليس الذي حقق هدف الفوز هو الكابتن، ولم يكن الهداف هو الذي اتى بالكرة من ساحته الى ساحة الخصم بمفرده، وانما تناولها من احد افراد فريقه مما يسّر له التهديف، فعلى اللاعبين السياسين ان لا يضعوا على عيونهم الربطة السوداء لكي يتجنبوا مشاهدة مايرغمهم على معرفة السبب الحقيقي للفوز، الذي انجزه شباب العراق رافعين راية العراق عالياً، في الوقت الذي استمرأ الفريق السياسي الحاكم في البلاد انزال اسم العراق الى درجات سفلى في العديد من مفاصل الحياة والمحافل الدولية.

وذلك بفعل انفراد كابتن الفريق، وهنا نعني رئيس الوزراء نوري المالكي، بالاستحواذ على فرصة تحقيق الاهداف. لقد اغراه منصب الكابتن. فاراد ان يكون، لا شريك له، ما عدى بعض المصفقين، الذين حالهم حال مشجعي مصارع الثيران الذين يشجعونه بحماسة بالغة، وهم ليسوا على مقربة من الثور الهائج وفي منأى عن خطر، وعندما يقع فريسة نطحة الثور. لا احد منهم يشفع له، بل سيبرعون بلومه وبالتشخيص لاخطائه التي هي في الحقيقة قد ولدت لديه بفعل تشجيعهم له وابقته تحت رحمة الثور الهائج .. الامر الذي تركه فاشلاً تطوقه ركلات الخصوم الذين ما ان وجدوه منفرداً حتى شددوا الخناق عليه، وبات فوزه حلماً، وربما يتحول عليه كابوساً يرميه خارج ساحة اللعب.

ان فوز فريق الشباب العراقي في بطولة اسيا، جاء نتيجة منطقية، للالتزام بقواعد المشاركة لتحيق الهدف، بل وانتج مشاركة بالفرح العارم الذي عم الجميع ، في حين جلب فشل الفريق السياسي الذي يقود الحكم، خيبة الامل وخصومات وصراعات دامية واستباحة للمدن وللاهالي، وشجع الاعداء من الارهابين " داعش " واخواتها وكدر نفوس العارقيين. وهنا لابد من الاشارة للذين لايريدون معرفة حقيقة شعبنا العراقي الموحد، بان فريق الشباب العراقي الكروي الفائز مكوّن، من جميع فئات شعبنا العراقي، ولا احد من اعضائه يشعر بفوارق طائفية مقيته ازاء الاخر، ولا احد يرى بان من يتمكن من التهديف، بانه قد حقق هدفه لطائفته او لقوميته قطعاً، انما الهدف للعراق وحسب. وهذا ماتتجلى به حقيقة قوى شعبنا المدنية الحضارية، غير ان هذه القاعدة يريد الحكام المستفردون بالقرار الغائها لكي يحافظوا على استحواذهم على النفوذ والمال العراقي الذي بات منهوباً. على حد مللوج الفنان - عزيز علي - {الحراس نايمين شلون نومة .. والحرامية تبوك}.

ماذا يتجلى امام شعبنا بعد هذه الحال التي اوصلنا اليها الفريق السياسي العراقي المنفرد..؟، ولكي لا يفوتنا ان نقول لهم، ان ذئاب داعش الارهابية والقتلة صاروا ينهشون في خواصر العراق، في غربه وشرقه، وفي دواخله كذلك، بفضل نهجكم المستفرد بالقرار، هذا وناهيك عن الفساد الذي يشكل الوجه الاخر للارهاب. كما لا يعفى من الكتل المتنفذه من يتفرج او حتى يغذي الانحطاط الشامل بنفس كيدي تعيس، الذي لا يجمعه اي جامع مع مصالح الوطن والشعب الذي بات على مفترق طرق، منتظراً الانتخابات القادمة لازاحة هذه الكتل الفاشلة، وبانتظار فرصته لانتخاب نبلاء العراق اصحاب الايادي البيضاء والذين خارج نطاق الطائفية والعرقية والدينية المسيسة، من مناضلي القوى المدنية النزيهة الذين تشهد لهم ساحات النضال على طول تأريخ الدولة العراقية. وبهم امل شعبنا.





 





 

 

free web counter