|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  29  / 9 / 2021                                علي عرمش شوكت                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 لماذا ننتخب والحرامية تحوف.. ؟؟

علي عرمش شوكت
(موقع الناس)

الانتخاب هي مطلب شعبي جماهيري قبل كل شيء .. لماذا ننتخب ؟ . لكي يأتي من يشرع ومن ثم من يحكم مختاراً مسنوداً من قبل الناس. الامر الذي يلزمه بالمطلق لتحقيق مطالب ناخبيه.. هذه البديهية لها قواعد اخلاقية تسبق كونها قانونية وانسانية لتجسيد العدالة بين الجميع. وهي معيار لمدى تجليات حرية الاختيار. وكذلك يمكن اعتبارها درساً في الثقافة الديمقراطية، وتجسيداً للارادة الواعية الكامنة لدى المواطنين. دون ذلك تنقلب المعادلة وتصبح لعبة سمجة وضحك على الذقون، واختلاس مقنن لمشيئة المواطنين.. فمن الذي يعطي الحق لنفسه ويقدم على اجراء انتخابات على هذا الشكل المضلل، الذي لن يفلت من الملاحقة القانونية اذا ما تفعلت العدالة ذات يوم..؟.

و بالعودة الى سؤالنا : " لماذا ننتخب و " الحرامية تحوف " ، على حد تعبير الملولجست الراحل "عزيز علي" عندما انشد {النواطير النشاما نايمين خوش نومة والحرامية تحوف} اي تسرق.. فلماذا لا نقاطع لمثل هذا النمط من الانتخابات المصادرة نتائجها سلفاً ؟، والتي تتحول فيها اصوات الناخبين الى سلعة مستعملة في سوق الحراج " الهرج " معروضة للمزايدات الرخيصة وفي نهاية المطاف تصبح ملكاً لمن يدفع اكثر من سراق المال العام..؟ . ومن المعيب ان يغدو من يبيع صوته فاغداً للروح ومقطوعاً من النسب للعراق، حيث في ذلك يجرد نفسه من قيمه الوطنية ويتحول الى غير عاقل في اقل تقدير.

المعروف ان القيّم الوطنية والانساني يعود التصرف بها اي نقل ملكيتها اومنحها، الى الحق العام الوطني قبل الحق الشخصي، الذي في مثل هذه الاحوال لن يكون حقاً مطلقاً.. كما انها " الاصوات " تعد من الاملاك غير المنقولة للام الدولة. كونها معمدة دستورياً، بأنها صاحبة الحق لتقرير نوع الحكم، الامر الذي يمنحها رداء المشروعية الوطنية ويلبسها حلة السيادة، التي لا يجوز عرضها في سوق النخاسة، ولا يسمح لاي اجنبي الاستثمار بها، وذلك ما تلقى صيانتها على عاتق القضاء الوطني.

لماذا ننتخب وبنات وابناء شعبنا يتولاهم العوز في مستلزمات العيش الكريم وهم في ظل وطن اغنى من سواه على نطاق الاقليم، بل ويتعدى ذلك.. علما انه يتقدم وبخطى سريعة نحو مزيد من التخلف، وبمسافة افقارادنى عن حتى بلدان جواره الفقيرة.. كيف ننتخب ومن اضنى البلد من الفاسدين، واوصله الى حافات اللاوجود، وربما بل من المؤكد الطشاش المنثور الى ما تسمى بالاقاليم الطائفية، ما زال يحكم مستبداً وتخضع لارادته العملية الانتخابية تحديداً، ولم يتخل عن نهج المحاصصة الفاسد الفاشل..؟.

لماذا ننتخب وقد تقسّم البلد الى اقطاعيات صغيرة سيمثلها في البرلمان القادم حصراً ابن العشيرة التي تسكن في نطاق الدائرة الانتخابية. حيث الطرق مقطوعة سلفاً على اي مواطن عراقي اخر..؟. كيف ننتخب واصحاب الصوت المسلح يكتمون اصوات رأي الاصلاح المسالم بسلاح كواتم الصوت..؟؟

هل من لديه عقل راجح يدعوه للمشاركة في عملية انتخابية جنباً الى جنب مع من يتأبط له شراً ؟، ان ذلك ليس ظناً من عندياتنا، بل يعلن البعض من الغادرين واصحاب السلطة وبكل وقاحة بانه في حال لم يحصل على الاصوات التي يتوقعها سيستخدم سلاحه لاسترجاع ما يسميه حقوقه اي رصيده من المقاعد البرلمانية، التي حصل عليها فيما مضى من خلال التزوير والرشى وغير ذلك من هذا القبيل .؟ لماذا ننتخب واصواتنا تتحول الى وسيلة تشرّع لابقاء الفاسدين.؟ واخيراً لماذا ننتخب والحرامية تحوف اي تسرق تحت جنح ظلام الليل. ؟؟؟

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter