علي عرمش شوكت
الخميس 29/7/ 2010
ايها العراقيون اسحبوا اصواتكم او تصمتواعلي عرمش شوكت
غالباً ما يخرج العديد من العراقيين على شاشات التلفاز يستغيثون من احوالهم الحياتية المزرية، ولا احد يعلم لمن يوجهون شكواهم . وليس هذا وحسب وانما ينعتون المسؤولين في الحكومة بشتى النعوت المتدنية، وهذا الحال تكرر خلال مسيرة الحكومة بدءً من تشكيل اول حكومة عراقية بعد سقوط النظام المقبور، غير ان الذي يكشف مدى جدية الشكاوى او وزيفها هي الانتخابات، حيث يذهب معظم هؤلاء المشتكون ليدلوا باصواتهم لصالح المسؤولين الفاشلين الذي يصفونهم بالحرامية والفاسدين والمرتهنين الى اجندات الاجنبي الاقليمي والدولي.
وكان في بداية الاحتلال عام 2003 يصفون النخبة الحاكمة بانها جاءت على ظهر الدبابات الامريكية . فمن الذي اتى بهم في المرات اللاحقة في انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية التي كررت عودتهم الى سدة الحكم ولم يكف اغلب المشتكين ومن الفقراء تحديداً عن شكواهم ولم تمض حتى ايام على انتهاء العملية الانتخابية ، وقبلها طبعاً لم يكفوا ايضاً عن اعادة التصويت لهؤلاء الفاشلين المفسدين !! وعندما يسألهم احد عن سر التمسك بالحرامية يجيبون على الفور: نحن ننتخب الذين نعرهم افضل مما ننتخب الذين لا نعرفهم !! ، وبالمناسبة توجد هذه المفاهيم الديماغوجي حتى على مستوى بعض الكتل عنما يطلب منها تبديل مرشحها، تبادر بالقول : ( لماذا نغيير مرشحنا المجرب بشخص لم نجربه من قبل ) ، ولا تمثل تجربتهم بهذا المتمسكين به غير الفشل بامتياز .
وهنا سؤال مُلح لابد ان يطرح على ضؤ التدهور الحاصل فيما سميناها عملية سياسية مع انها لم تبرر هذه التسمية ، مفاده : من هو المسؤول عن جريمة الضياع التي تلف الكتل السياسية المتنفذة والتي هي بدورها وضعت البلد في محرقة حقيقية، ربما ثمة بقايا امل للانقاذ اذا ما حصل عصيان مدني وطالبت الجماهير بسحب اصواتها والغاء نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ مؤقتة لحين ان يصل بعض الساسة الكبار الى مرحلة الرشد، وترتفع لديهم مناسيب الوطنية التي ما انفكوا يتمشدقون بها زيفاً وبهتاناً . لقد اخذوا اصوات الناخبين ليحولونها الى ملك صرف ولسلاح في الصراع على مواقع السلطة والمال والنفوذ، فهل يجوز للذين اعطوا اصواتهم بالمجان لكتل لا تستحق هذه الثقة غير المحسوبة، التي اثبتتها الوقائع التي تلت الانتخابات بكل جلاء. هل يجوز ان يبقوا متفرجين وتُلقى في نهاية المطاف مسؤولية خراب البلد على عواتقهم واول من يتضررون بعد ان تنأى الكتل المتنفذة بفسها عن الخراب الذي سيلحق بالبلد؟
كانت هذه الجموع التي جازفت واعادت التصويت لصالح الفاشلين والمفسدين قد اجبرها الشحن الطائفي والعرقي على ذلك، ظناً منها انه سيشكل ملاذاً تتكئ علية للحصول على ضمانات حياتية في اقل تقدير، ليس الا ، اذا لم تكن ضمانات سيادية ووطنية. وليسوا بحاجة للطائفية والاثنية ، حيث ان هذه الجموع المتضرر تدرك تماماً ان تلك لن تكسي عريان ولا تشبع جوعان ، اذن اين ملوك الطوائف والقوميات من بؤس احول المواطنين وانهيار البلد الذي صار قاب قوسين او ادنى، واين الملاذ المقصود ايها رامين باصواتكم في حسابات سماسرة السياسة المقامرين.
ايها الناخبون لن يبقى امامكم سوى ان تنزلوا الى الشوارع للمطالبة باسترجاع اصواتكم الثمينة، التي استطاع من اختلسها منكم ان يعطل تشكيل الحكومة بواسطتها وان يرمي العراق في اتون فتنة او متاهة سياسية بعد ان وضعه بفراغ دستوري خطير، والاستمرار بأكل البلد حاصل فاصل كما يقول المثل الشعبي، كفوا عن المطالبة بالخدمات وتحسين الحياة المعاشية، لقد فاتكم الاوان ، كان عليكم ان تنتزعوا هذه المطاليب قبل الانتخابات كعربون لانتخابهم هؤلاء الفاشلون الظالمون، وبالتالي كشف حقيقتهم ، واخيراً نقولها لكم اما تسحبوا اصواتكم او تتحملوا ما جنيتموه على عوائلكم وعلى البلد على حد سواء .