علي عرمش شوكت
الثلاثاء 2/2/ 2010
موفق الربيعي لم يوفق في دعايته الانتخابيةعلي عرمش شوكت
وقع الدكتور موفق الربيعي في مطب شائك عندما ظهر في مناظرة تلفزيونية مع الاستاذ مثال الالوسي والتي قدمتها المذيعة التلفزيونية العراقية المتألقة ( سهير القيسي ) من على شاشة قناة العربية ، حينما استغل فرصته في الحديث واعلن انهم ، ويقصد الائتلاف الوطني العراقي ، سيمنحون لكل مواطن عراقي تجاوز الثامنة عشر من العمر ، قطعة ارض وراتباً شهرياً ، في البداية لا نقول للسيد موفق غير انه لم يوفق في دعايته الانتخابية هذه ، لقد ظهر وهو يحلق في فضاء اميري وراح يوهب ما لا يملك ، ولسنا بحاسدين له على هذا الحلم الجميل ، ولكنه يعلم ام يجهل بان وعده هذا والذي يبدو مجرد وعد انتخابي ، قد وضع ائتلافه الوطني في اشكالية قانونية ، امام قانون السلوك الانتخابي لمفوضية الانتخابات ، حيث بدأ الدعاية الانتخابية له قبل ان يبدا وقتها المحدد في اليوم السابع من شهر شباط 2010 ، الامر الذي سيترتب عليه غرامات مالية ، هذا اذا لم تتجاهله مفوضية الانتخابات ،
ومن فحص لهذه التصريحات يبدو ان موفقاً الربيعي قد راح يستغل الفرصة التلفزيونية لاستدراك الضجة التي اثيرت حول موقف الائتلاف الوطني على اثر تاييده للمادة 21 من الموازنة المالية العراقية لسنة 2010 ، والتي نصت على ايقاف التعينات لحين تشكيل مجلساً للخدمة ، بمعنى تاجيل حالة البطالة لـ 115 الف عاطل عن العمل الى ستة اشهر او اكثر، وهذا اذا ما وضع في ميزان حقوق الانسان فلا يعني سوى انه ثقل جديد يرمى في كفة الصعوبات الحياتية القاسية لهذه الجموع الغفيرة ، لذلك جاء استدراك الربيعي بعد ان شعرالاخوان في الائتلاف الوطني بان هؤلاء الذين اغلقت ابواب الرزق امامهم ، سوف لن يعطوا اصواتهم للائتلاف الوطني في الانتخابات القادمة ، الا ان موفقاً لم يوفق في هذا الطرح العائم وبلا اساس موضوعي .
وليس من الغريب ان نسمع مثل هذه الافكار والحلول والتي في حقيقتها مجرد عناوين فحسب ، لا تدل على فهم للواقع العراقي ولا لكيفية معالجة مصائبة ، واذا ما سمعناها اليوم من موفق الربيعي فبالامس سمعناها من السيد احمد الجلبي ، حينما وعد قبيل الانتخابات المحلية بانه سيعمل على توزيع حصة معينة لكل مواطن عراقي من واردات النفط !! ، وهنا لابد من سؤال غدا يلح على طرح نفسه ، ومفاده ، لماذا هذا الفيض من الكرم بالاموال العامة ؟ ! ، الا يعلم هؤلاء الاساتذة بان منح حصة من النفط وقطعة ارض وراتب شهري لكل مواطن تجاوز الثامنة عشر من العمر سيخلق هجرة مخيفة للقوى العاملة العراقية عن ميادين العمل والدراسة وحتى عن القوات المسلحة ، وكل ما من شانه وضع لبنة في جدار هذا البلد المنكوب ، لكونهم سيصبحون ليسوا بحاجة الى ما تدره الوظيفة عليهم ، وفي مثل هذه الحالة الخرافية طبعاً ، ما على الشعب العراقي الا ان يستورد بشراً يديرون له حتى شؤون الدولة العراقية !! ، وبالمختصر المفيد وبمعنى من المعانٍ تحويل القوى العاملة العراقية الى ( تنابلة ) مع احترامنا لبنات وابناء شعبنا الذين سيرفضون ذلك بكل تأكيد .
نعود الى سؤالنا السابق ، لماذا هذا الكرم الفيّاض بالاموال العامة ؟ ، هل حقاً من اجل تحسين احوال الناس ؟ ، ام انه من اجل تحسين مواقع النفوذ والسلطة واستباحة المال العام بلا رقيب اوحسيب ؟ ، ان هذا الطرح اذا علم هؤلاء السادة ام لم يعلموا ما هو الا محاولة رشو للناخبين العرقيين ، وفي الوقت نفسة دعاية انتخابية لم يحن موعدها بعد ، وبهذه لم يوفق الدكتور موفق الربيعي ايضاً ، ولو فرضنا جدلاً ومن باب اخرى وسلمنا بان حلم الربيعي وصل الى مرحلة التطبيق ، فباي مقدار متري ستوزع مساحة ارض العراق على ما يقرب من ثلاثين مليون من سكان العراق اليوم ، ولا نعلم كم منهم قد تجاوز عمره الثامنة عشر ، فكيف سيعاد توزيع الارض اذا ما اصبح عدد سكان العراق بعد حين ضعف هذا العدد ؟؟ ، سؤال نطرحه على الدكتور الربيعي الذي لا نعرف اختصاصه ليجيب عليه .