علي عرمش شوكت
الأثنين 30 / 7 / 2007
لا تسكركم نشوة السلطة لانها قاتلة
علي عرمش شوكت
التجربة خير برهان كما يقال ، ولكن لانرى احدا يتعض كما يبدو ، ولانريد هنا ان نلفت الانتباه الى تجاربنا في العراق والتي هي ليست قاتلة فحسب وانما كارثية ، بل نستدعي تجارب شعوب الشرق قاطبة في ما آلت اليه القيادات والزعامات التي تمسكت بعروش السلطة على حساب مصائر شعوبها ، دون ان تصحو تلك الزعامات من سكرتها السلطوية ولو للحظة واحدة وتعي بأن صولجان السلطة الذي بيدها قد صنعته وسلمته لها الجماهير لا لغاية سوى الاقتناع بان تلك الزعامات ستذود عن مصالحها ومصالح اوطانها وحمايتها من الكوارث الداخلية والمخاطر الخارجية ، ان التاريخ يكرر نفسه في هذه الايام على لوحة المشهد العراقي بالرغم من ان المصيرالاسود الذي آل اليه من تسلط في العراق واستكبر واستبد دكتاتورا ارعنا ما زال شاخصا ، واكثر من ذلك من جاء خلفا له كان من ضحاياه !!، وكان وجع السياط باقيا الما وجرحا داميا فيه، لا يشحذ الذاكرة او يلفت الانتباه فحسب ، انما يلسع كل ضمير حي ويضعه في موقع الاختبار الوطني . وفعلا قد حانت ساعة الاختبار الوطني ، فمن هو الذي سيقدم الجواب الشافي المنتظر من قبل كافة ابناء شعبنا المنكوب ؟ ، هوبكل تأكيد من بيده القرار ويبادر لتفكيك الازمة على قاعدة الثوابت العراقية الوطنية لاغيرها ، هو من يحسن القيادة حاملا راية السماح البيضاء غير الملوثة بالطائفية المقيتة او بالمحاصصات المخادعة ،هو الذي لايتمسك بأية هوية غير الهوية العراقية، وفي ساعات الترقب القلق هذه التي يعشيها شعبنا العراقي تكون الساحة مفتوحة امام القادة الوطنيين الحقيقيين ليصنعوا المعجزة لا بل ليحققوا الاعجاز في اعادة الوحدة العراقية من جديد والتالي يتمكنون من القضاء على الارهاب والتخريب ، وبذلك سيؤكدون شرعيتهم ويثبتون جدارتهم ، ومن دون ذلك ستنتزعها منهم الجماهير لا محال وتمنحها لمن يثبت للناس قدرته بتحقيق خلاصهم من محنتهم المدمرة،واقرب شاهد على اعتزازالعراقيين بمن يوحدهم او من يصنع لهم انجازا عاما يعم خيره على الجميع دون استثناءات او اقصاءات هو ذلك الفرح العارم والاعتزاز البالغ بالفريق الوطني العراقي الذي طغى على كافة الاسوار والحواجز الكونكريتية والطائفية والعرقية على حد سواء التي صنعها من لايحبون للعراق خيرا .
وعلى المعنيين ان لا يبحثوا في الرفوف العالية العتيقة عن حلول عفى عنها الزمن ، وهي لاتعدو عن كونها محاولات ترقيع بوسائل بالية سرعان ما تنفتق بصورة اكثر خطرا واصعب تعقيدا، وبالتالي سيصبحون مطلوبين لعدالة الشعب العراقي اولا، وفاقدي لشرعيتهم ثانيا، وفي ذمة التاريخ ثالثا اذا لم يكونوا بأتعس من ذلك ، ان المسؤولية والحصول على الشرعية ليست صك غفران ، ولا هبة من السماء ، فهي منحة ثقة بنت ظرفها وشروطها ، ولها استحقاقاتها التي لابد من توفيرها، ومن لايجيد الاداء القيادي الكفئ ستزيحه المناكب الوطنية المتزاحمة على خدمة شعبها العراقي التي تمتلك الحل الوطني للازمة وانقاذ العراق من التمزق والسرقة والتصدي للموت الاسود الوارد من القوى الظلامية، اذن يصبح الاختبار الوطني هو الفيصل، ونتائجه تعتبر هي وثائق التكليف وايداع المسؤولية عن مصير الشعب والوطن ، ويفترض ان يكون ذلك في سياق الحياة الديمقراطية الجديدة عبارة عن عينة تبقى تحت مجهر الشعب ، لكي يتم تجنيبها في الوقت المناسب من اي تلوث بفايروس الدكتاتورية والاستبداد .