علي عرمش شوكت
صبية السياسة يقاتلون بالانابة..!!
علي عرمش شوكت
صراع داخلي غدا دامياً مستبيحاً البلاد بلا حدود، مع ذلك بات كأنه " سؤال ترك "، لا اجابة عليه، وفي ذات الوقت يُكرس كبيرالاهتمام بالتعامل مع "صراع خارجي" ليس لنا فيه قضية، بل وكأن مسؤولينا صبية يهرولون خلف معتوه. يسوقهم الى ترديد هذيانه. فشوارع العراق يسيطر عليها الارهاب الدموي، غير ان اهتمام المتحكمين ينصب على تجنيد الشباب للذهاب الى الموت دفاعاً عن شوارع بلد اخر!!. ان" صبية السياسة " الذين ابتلى بهم شعبنا، يتحركون ، بل ويقاتلون بالانابة عن مصالح دول اقليمية. شرقاً وغرباً، ظناً ووهماً منهم بانهم يستطيعون بذلك بناء متاريس تبعد عن مواقعهم طوفان الشر الزاحف من دمشق او طهران الى بغداد.
يعلم الحكام ام لم يعلموا بانهم يغذون الارهاب ويهيئون مناخاته، ليس بجعل الساحة الداخلية ممزقة ومهدمة بالمعاول الطائفية، انما بالمشاركة في الصراعات الطائفية الاقليمية ، وحقيقة الامر ليس دفاعاً عن حقوق هذه الطائفة او تلك، بل لتحويل شبابها الى وقود رخيصة لماكنة الامتداد الاقليمي الذي حوّل العراق وشعبه الى جسر تدوسه بساطيل جحافل الباحثين عن احياء حلم الامبراطوريات الغابرة، التي طوى وجودها الزمن. هذا الزمن الذي يخشونه حكامنا اليوم من انه سيأتيهم عاجلاً ام آجلاً بعدالة الشعب العراقي للبحث حتى عن نزر طحين بين اظافرهم قد اخذوه بفساد. فكيف وانهم قد طحنوا الزرع والضرع وما هو فوق الارض وما تحتها وحولوه ذهباً الى خزائنهم خارج الحدود.
ان الحرب الدائرة في المنطقة قد تحولت الى حرب دولية، ومن البديهي ان لا يستغل طرفا النزاع طاقات العراق السائبة، وما استدراج البلد الى الانغمار في اتون الصراعات حول سورية، الا تجلياً لاستثمار هذه الطاقات المبذولة بلا رقيب او حسيب، ولم يتوقف الامر عند هدر الاموال، وانما غدا يسمح بتجنيد الشباب العراقيين وارسالهم الى خوض قتال طائفي بامتياز، عبر اغراءات المال، وتأثيرات الفتاوى والمفاهيم الدينية المتشددة،خلف قيادة سفاح بغداد المسمى" ابو درع ". فجعلوا المال والبنين وقوداً للصراع الطائفي الاقليمي المقيت، ان الغايات عديدة ياتي في مقدمتها الهروب من استحقاقات الازمة الداخلية الدامية، واستباق تراكم غضب هؤلاء الشباب العاطل الذي يشكل للحكام هاجساً خطيراً قد ينفجر في اي وقت. هذا وناهيك عن كوارث الانهيار الامني و فضائح الفساد المالي التي تخطت اية سوابق مماثلة.
الكتل الحاكمة استمرأت مظاهر الكارثة التي تحل في الشعب العراقي، والتي لا احد يتكهن بنتائجها المدمرة، وهؤلاء الحكام قد غرقوا الى هاماتهم بالوهم القاتل بان لا احد سيزيحهم عن كراسيهم، وهذه هي البلوى المتمثلة بوجود اصوت مجيّشة، ومعبئة، وغير مدركة، تجدد انتخابهم، كما ليس هنالك احد يقاضيهم لان القضاء لا يجرؤ على مقاضاة حتى الحرامية المتلبسين بالجريمة، فكيف يُقدم على مقاضاة من بيده سلطة القرار التنفيذية المهيمنة على كل السلطات كما يبدو، وكانت ابرز تجليات ذلك قد حصلت في تعطيل البرلمان. والاستحواذ على رئاسة الجمهورية، والغاء استقلال الهيئات المستقلة.
ان تعدد جرائم التخريب والتفريط بمصالح الشعب العراقي ، قد شكلت ملف ادانة ضد السلطات الحاكمة، لكونها قد ربطت مصير البلد بمصير بلدان جوار تحكمها انظمة جائرة ومستبدة ومدانة دولياً، تسودها حروب داخلية لا ناقة فيها للشعب العراقي ولا جمل. ولسنا بصدد التشكك بوطنية هؤلاء، انما من مقتضيات الواجب الوطني ندعو كافة القوى الوطنية ان تحشد كل ما اوتيت من فعل وقوة للوقوف قصاد نهج الكتل الحاكمة المهرولة باذعان ملفت، خلف الاخرين، لقد تخلص الشعب العراقي من اقسى نظام دكتاتوري، ضيّع البلد ومستقبل ابنائه بحروب عبثية مدمرة مع بلدان الجوار، فما هو الفرق بينه وبين حكامنا اليوم الذين يهدرون اموال شعبنا وطاقات شبابه بالانصياع والانخراط بمشاكل بلدان الجوار ..؟. هل على العراقيين كتب تقديم ضريبة الفداء للاخرين..!!؟