|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  3  / 2 / 2016                                علي عرمش شوكت                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 الرئاسات واجتماعات متعددة والحصيلة "خفي حنين"

علي عرمش شوكت
(موقع الناس)

اشبعتنا الرئاسات العراقية الثلاث باجتماعاتها المصغرة والموسعة، ورغم حصولها تحت وابل من قصف الازمات ومخاطر انهيار طاقة صبر الناس، غير ان الحصيلة ما هي الا استنساخ عن سابقاتها. بمعنى لم تأت بما يختلف عن نهج الفساد والفشل السائد، يبدو ان التسويف لدى "الرئاسات" قد غدا الوسيلة الرائدة المتبعة للزوغان عن ضغط الحراك الجماهيري في الشارع المنتفض، الذي يواجه بمسؤوليته الوطنية، حالة تسيّد تحالف الفساد والفشل الماضيين نحو انهيار الدولة العراقية التي امست عصفاً مأكولاً !!.

ان الاجتماع الاخير للرئاسات الثلاث قد تميز من حيث المشاركة مع قوى سياسية من خارج المحاصصة، الى هنا لابد من تأمل في هذا التوجه، ومما لاشك فيه له اسبابه غير المعلنة. يذكرنا ذلك في بداية تشكيل مجلس الحكم من قبل سلطة الاحتلال، حيث انتبه الحاكم " بريمر " الى ان الحزب الشيوعي العراقي وهو من ابرز معارضي الاحتلال، اذا ما بقي خارج تشكيلة مجلس الحكم سيصبح قطب المعارضة السياسية الاقوى، كونه الحزب المنظم الذي يمتلك رصيداً نضاليلاً وجماهيرياً يشهد له تاريخ العراق السياسي، وعليه سيكسب الشارع. فسارعوا اليه ليشركوه في مجلس الحكم، فاشترك بدافع ارجاع السيادة سلمياً، حيث لا مناص من ذلك في تلك المرحلة. ولكن دون ان يعطوه ما يتناسب مع رصيده النضالي وتضحياته الجسيمة، بهدف قطع السبيل عن ان يكون قطباً متميزاً تلتف حوله القوى الوطنية المعارضة للاحتلال.

وما اشبه اليوم بالبارحة !!. فعندما هُتكت براقع زيف الطبقة المتنفذة الحاكمة بفعل فسادها وفشلها الذريع مما عرّاها تماماً، وعلى صعيد اخر، بدا الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية المدنية يزداد كسبهم لاعتراف الناس بنزاهتهم وبأهليتهم لبناء دولة مدنية، بحكم وطنيتهم الخالصة من شوائب الطائفية والاثنية. سارعت الطبقة الحاكمة لدعوة الحزب الشيوعي العراقي الى اجتماعها الاخير، وغايتها ليست بمنأى عن هدف محسوب بمكر، مؤداه قطع الطريق عن الحزب الشيوعي والقوى المدنية الاخرى من ان تصبح محوراً جاذباً لمعارضة حكم الفساد والمحاصصة البغيض، ولكي لن تحتل مكانها كرافعة لخيمة بناء الدولة المدنية البديلة. فاين بيت القصيد هنا ؟. ان ذلك ما يدفعنا الى التفهم لبعض التساؤلات التي انطوت على شيء من القاء العتب بل واللائمة على حضور اجتماع الرئاسات الثلاث الاخير.

ومما لا ريب فيه ان حضور الاجتماع لا يخلو من الاهمية بين رئاسات الطبقة الحاكمة، حيث تختصر المسافة لسماع صوت التغيير المدني عن قرب اذان المسؤولين، الذين لا يسمعون غير همسات مستشاريهم من سماسرة السياسة، هذا من جانب، وتوفر امكانية الرد المباشر على مزاعمهم وديماجوجيتهم السياسية التى دمرت البلد الى حد الانهيار، شديد الاحتمال، من جانب اخر، وهنا لابد من التنويه بان العبرة بمدى تأثير صوت التغيير، وماذا اسمعهم. ومن دون ذلك لا مكسب غير " خفي حنين " للاسف الشديد.

ليس من المتوقع ان تتم الاستجابة لمطالب الحراك الجماهيري، فالبيان الختامي لم يتطرق الى تلك المطالب، بيد ان ما ذره الاجتماع من رماد بعيون الجماهير المنتظرة لنتائجه "الهامة" سوى اشارة خجولة بالقول: ثمة ضرورة لانجاز الاصلاحات وطلب دعمها، الا انها ربطت ذلك بما يلزمه الدستور!!، وهنا اسفر الاجتماع بلا مواربة بان الاصلاحات ليست كما تريدها الناس، هذا اذا ما وجدت اصلاحات اصلاً، وانما كما تريدها الطبقة الحاكمة الباغية، حيث ان الدستور يعد اهم ضامن لمصالح من فصّله على مقاسه الطائفي والاثني ، اي انها هذه الاوساط الحاكمة ذاتها .







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter