علي عرمش شوكت
اجتماع الصوت الواحد .. لماذا..؟
علي عرمش شوكت
اعتبر اجتماع الشخصيات الوطنية العراقية في بيت سماحة السيد عمار الحكيم ، خطوة تستحق التقدير، لكونها ململت جموداً كان مستعصياً، وان اقتصر على الصوت الواحد، الذي حجم عن ان يبشر بولوج طريق نهايات الفشل الكارثي الحاصل في العملية السياسية، الذي لا يتحمل الترقب السلبي بعد ، كان امر اللقاء بين الاطراف المتنفذة المتنازعة ليس مستحيلاً، غير ان رؤية المختلفين من قادة الكتل كانت لا ترقى الى النزول عن عروشهم وكياناتهم التي تصوروا مكانها في العلياء، واخذوا ينظرون للناس وكأنهم مجرد حاشية لا حول لها.
وهذه النظرة كان مؤملاً ان يبتعد عنها الاجتماع، الا انه وبرغم دعوة قادة ورموز سياسية معنية بمعالجة الشأن العراقي، مثل غيرهم. وذلك بحكم مكانتهم السياسية التي تستند الى رصيدهم النضالي وتضحياتهم الجسام. ولكن لم تعط لهم الفرصة في هذا الاجتماع بالمشاركة ولو بالكلمة. وليس هذا التمييز فحسب، انما الجزء " الغاطس " من التفاهمات التي جرت بـ " كولسة " تامة لاعداد الاجتماع، كان هو الغالب، ولهذا توقف الاجتماع عند نهاية ليست هي المنتظرة والملحة من قبل ابناء شعبنا، واقل ما يوجه للقائمين عليه من تساءل ازاء نتيجته هو، لماذا ضيعت هذه الفرصة التي حصلت بعد عناء ليس بالقليل، ولم تستثمر بوجود هذا الجمع المهم من القادة السياسيين .؟، بفتح بوابة الطريق لتغيير الواقع المتردي وانقاذ البلد مما وصل اليه من مرحلة صفرية، لا يتحمل خلالها البقاء على ما هو عليه.
العبرة في النتيجة كما يقال، ومع ان الجهود التي بذلت لعقد هذا الاجتماع كانت معتبرة ومقدرة وليست سهلة، ولكن الحصيلة لم ترق الى مستوى المبادرة، ان ابناء شعبنا في حالة توقع قلق حول ما سياتي بعد هذه " المصالحة "، ولكي لا يتسمر المعنيون امام مشهد " بوس اللحى " والتسويات المحاصصية، التي تتم خارج نطاق مصلحة الشعب العراقي. فان معالجة العطب الذي لحق بعجلة الوضع السياسي في العراقي، ليس كمعالجة عجلة السيارة المصابة بثقب، وذلك عن طريقة اللسق، انما ينبغي ان تغيّر هذه العجلة التي لا تتحمل وزر اعباء العملية السياسية المعقدة. واول ما يتبادر للذهن - في حالة التفاؤل طبعاً - ان يجرى التعامل مع الاتفاقات والقرارات التي اتخذت باجتماعي اربيل والنجف وغيرها.
وتجدر الاشارة هنا الى انه لم يتبق من الدورة البرلمانية الحالية الا القليل من زمنها، وعليه من الوارد جداً ان تناور هذه الاطراف المتصارعة، وتتملص من استحقاقات هذا اللقاء، لابقاء الوضع السياسية متخماً بالشحن الطائفي والتوتر بغية استقطاب الاصوات، وعلى الوجه الاخر النفاذ من شرك المسؤولية عن التردي السياسي والامني والمجتمعي الخطير، وكأن المتناحرين قد جاؤوا الى البلد كخبراء بخلق الازمات واستثمار نتائج الاحتراب الداخلي، فليس غريباً الا ياتي على بالهم معالجة الوضع الامني النفلت، ولا الحد في اقل تقدير من الفساد المستشري، ولا النظر الى شبكات المخابرات الاجنبية التي حولت البلد الى ساحة صراعات، وتنفيذ اجندات هادفة الى الغاء العراق من خارطة المنطقة. بغية تقاسم كنوزه الماسية.