علي عرمش شوكت
السبت 4 / 8 / 2007
زوبعة صاخبة في العملية السياسية !!
علي عرمش شوكت
يبقى المواطنون في موقع الفاعل المؤثر ضمن مجرى الحياة وفي مختلف مفاصلها ، ومن موقعه هذا يكون صاحب الحق الاول في العيش الامن والكريم ، صحيح قد غدا همه الاساسي اليومي هو الحصول الخدمات الانسانية وسبل العمل من اجل توفير مقومات البقاء في اقل تقدير ، ولكن لايعني ذلك انه لايتلامس بشكل مباشر مع تداعيات العمل السياسي ، وبخاصة عندما يكون المواطن صاحب القرار الفصل في اختيار القادة السياسيين ( الحياة الديمقراطية )، ومن ذلك ينبغي ان تكون الجماهير المرجع المقرر لمصيرالبلد ومصير المسؤول على حد سواء ، بمعني ان لا يأخذ القادة المنتخبون اصوات المواطنين ويستخدمونها سلما للصعود فحسب ،انما عليهم الاسترشاد بها ، لكون المواطن هو الذي نصب المسؤولين في مواقع القرار وهوالذي يمتلك الحق في ازاحة اوتغير هذه الشخصية او تلك عن كرسي الحكم .
ولكن الزوبعة الصاخبة في العملية السياسية ينبغي الا تبقى محصورة بين اطراف النخبة الحاكمة ، لأن اسباب الازمة انطلقت اصلا منها وليس من غيرها ، ولهذا هنالك ضرورة ملحة لاشراك المواطن العراقي في البحث عن حل لهذه الاشكالات والمخاطر المدمرة، والمقصود الرجوع الى ممثلي الشعب ( مجلس النواب ) ، غير ان مايجري من تداعيات تؤكد وجود اهمال مقصود لدور المواطنين العراقيين ، ففي ظل اشتداد الاحتقان السياسي والطائفي يعطل البرلمان !! ، وفي ذات المناخ تقدم ( جبهة التوافق ) على سحب وزرائها من الحكومة !!، ولانعلم هل كان لديها تفويض من ناخبيها في اقل تقدير لكي تأخذ مثل هذا الاجراء ؟ ، وكما يبدو انه انسحاب مع سبق الاصرار ، وقبله كان اصرارا ايضا من قبل الحكومة او اوساط متنفذة منها بعدم التعامل في الوقت المناسب مع مطاليب (جبهة التوافق) قبل ان تصل الامور الى هذا المستوى ، كما يأتي توقيت مغادرة رئيس الوزراء الى خارج البلاد ليصب في صالح التفسير الذي يذهب الى تأكيد ذلك الاصرار المبهم على ابقاء اوار الازمة مشتعلا !! .
ومن تجليات الوضع القائم تحصل قناعة بأن البحث عن الحلول سيبقى في دائرة محدودة الى ان تصطدم معالجات الرقع الضيقة بسعة الفتوق ، واثناء ذلك ستستمر فاتورة الدم بألتضخم المريع ، لأ ن المعالجات تنطلق من الحرص على الامتيازات الحزبية والفئوية والطائفية الضيقة ، حيث هنالك شعور متزايد لدى المواطنين من ان البعض من الذين تم اختيارهم لقيادة الحكم قد عجزوا عن الايفاء بوعودهم لارساء الحياة المستقرة والعيش الكريم لأبناء الشعب العراقي ، لا بل عجزوا حتى عن الحفاظ على ما كان عليه الوضع قبل انتخابهم الى هذه المناصب ، مما عزز ادراك المواطنين بان العلة تكمن في الاصطفافات الطائفية والعرقية فضلا عن الصراعات على السلطة والنفوذ والاستحواذ على اكبر قدر من اموال الشعب العراقي ، وقد تجلى ذلك الشعور بالميل الى النئي عن الهويات الفئوية والطائفية ،وتزايد الميل نحو الهوية الوطنية ، ويتبين ذلك من خلال الاستفتاء الذي اجراه ( منصور معدل ) الباحث في جامعة شرق مشيغان للابحاث الاجتماعية والذ ي كانت نتائجه : 54 % من المواطنين العراقيين يتمسكون بالهوية الوطنية في مارس2007 مقابل 28% في ديسمبر من عام 2004 ، وفي بغداد وصل الى 75% ، كما ان تزايد رغبة المواطنين الذين تم استفتاؤهم في فصل الدين عن السياسة اظهرت النتيجة التالية : من 18% سنة 2004 الى 26% في عام 2007 .
ان ماتقدم من نماذج لردود افعال المواطنين العراقيين على الا نقسامات الطائفية والعرقية قد لا يخلق ادراكا لدى فرسان الطوائف بخطورة منهجهم، ولكن ماذا يقولون ازاءالمد العارم للوحدة الوطنية الذي تمخض عن انتصار فريق المنتخب الوطني لكرة القدم ؟ ، الا يشعرون بأن مناسيب الهوية الوطنية ترتفع بصورة طردية مع تزايد مأساة الاحتقانات والانقسامات الطائفية المدمرة ؟ ، وبالتالي الا ينبغي ان يتعضوا ؟؟ .