| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الأحد 4/5/ 2008



الراصد

 جهود ووفود حصيلتها تكرار الوعود !!

علي عرمش شوكت 

اسفرت الجهود الاخيرة لتفكيك الاشتباك الحاصل بين السلطة وبين الخارجين على القانون ، عن حجم التدخل الاقليمي السافر ، ومع ان هذا التجاوز على سيادة العراق قد شكل احتلالا باطنيا موازيا للاحتلال العسكري ، الا انه كان صارخا ولم يخف على ذي بصيرة ، لكن عدم مواجهته مبكرا ربما كان بهدف اعطاء الفرصة للجهود الدبلوماسية لكبح جماحه ، مع ان البعض يقوم بتسويقه دون اية مواربة خدمة لاجندات خارجية ، مما ادى الى ان طفح الكيل ووصل الحس الوطني لدى المسؤولين الى اللحظة الحرجة التي كسرت نطاق التحمل ، وكانت ( صولة الفرسان ) ، التي حظيت بالاشادة وعلى كل لسان عراقي ينشد الامان والاستقرار ومعالجة جراح هذا البلد الذي جعله الاحتلال والارهاب في حالة موت سريري ، وقياسا عليه تتحدد المسؤولية الوطنية والتاريخية ، وقد ادركت القوى الوطنية ان من دون مثل هذه ( الصولة ) سيبقى عقاب جريمة ذبح الوطن مطلقا وبلا حدود ولن يعفى احد منه ، ولكن ينبغي التحذير هنا من المعالجات الاجتثاثية التي تحرق الاخضر واليابس ، ومن المفترض ان تكون الاجراءات والمواجهات مع المليشيات والخارجين على القانون بنفس وطني عراقي بعيدا عن الكيد وعن الصراعات الحزبية والمصالح الفئوية الضيقة .
وكانت خطوات رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي التي اختتمها بشروط منطقية محددة لانهاء العمل العسكري ضد الخارجين عن القانون لم يستجب لها للاسف ، وفي المقابل لم يستجب لشروط مقتدى الصدر التي انطوت على تأكيد شرعي - كما يقال - بارتباط المسلحين المتمردين على السلطة بالتيار الصدري تحديدا ، ذلك ما اغلق ابواب ( الحل العراقي ) وفي ذات الوقت فتح ابواب الحلول الخارجية تبعا لبواعث المشكلة الواردة من عبر الحدود ، ولكي لا يلومنا احد على هذا التشخيص ويسمح لنفسه بأتهامنا بالتجن على دولة اسلامية جارة حميمة وغالبا ما ( اعلنت) بانها تتعاطف مع الشعب العراقي وتريد تخليصه من الاحتلال ، فنشير لهذه الصور من تضامنها مع شعبنا ، الذي تجلى باحتضان القتلة الفارين من المعركة والذين اقل واحد منهم هو مطلوب مئة مرة للعدالة ، وثم بادرت لقع النزر القليل من التيار الكهربائي الذي كانت زودت به مدينة البصرة ، ولم تكتف بذلك وانما راحت تحول منابع نهر ديالى لتقطع الماء عن العراق الجريح وهو في معركة ضارية ، ولم تخطر ببال مسؤوليها واقعة كربلاء حيث قطع الماء عن آل بيت رسول الله وهم في معركة ضارية ، واخيرا وليس اخرا وضعت في مقدمة شروطها للتفاوض مع الولايات المتحدة ، التوقف عن قتال ومطاردة الخارجين عن القانون ، وقبل ذلك كانت تصريحات سفيرها في العراق التي مثلت تدخلا سافرا في الشئون الداخلية للبلد ، في كل ذلك قد اعلنت وبفصاحة ما بعدها فصاحة بان عتلة تحريك هذه المشكلة بيدها وليس بيد غيرها .
وبالرغم من تبرؤ رئيس الوزراء من التفاوض مع المسلحين او ارسال الوفود الى ايران حيث وجود السيد مقتدى الصدر ، الا انه قد ذهب الوفد مقتصرا على كتلة الائتلاف فقط ، حاملا الكثير من ادلة التدخل الايراني في دعم الخارجين على القانون والمليشيات متحملا عناء هذه المهمة لكي يقدم ما هو ملموسا امام الجنرال ( سليماني ) قائد فيلق القدس الذي يشار له بانه المسؤول عن تدريب وتسليح المليشيات التي تخوض الصراع مع القوات العراقية والمتعددة الجنسيات ، غير ان هذه الجهود المضنية لم تثمر سوى عن وعود ممجوجة مكررة ، والتي تدحضها الوقائع على الارض ، وعليه لزاما ان يكف البعض عن محاولة اقناع العراقيين بان ايران ستسهم في حل المشكلة بناءا على تلك الوعود غير الصادقة قطعا ، متجاهلين تصريحات الحكومة العراقية التي تتهم ايران بالتدخل المدعم بالشواهد الملموسة ، وتشكيل لجنة حكومية لتقصي هذا التدخل ، وكذلك تصريحات الاوساط الاصلاحية الايرانية ذاتها والتي جاءت على لسان السيد محمد خاتمي الذي قال في كلمة له منتقدا السياسة الخارجية الايرانية ( بأن تصدير العنف خارج ايران هو ضد اهداف الثورة الايرانية ) ، والحقيقة هي ان الحكومة في طهران تستهدف العكس ، اذ ان التدخل وارباك الاوضاع في العراق ، وحسب ما تظن بأنه سيساعدها على تحقيق ما تصبو اليه وهو اغراق الادارة الامريكية في مستنقع عراقي يعوقها عن العبور الى ايران وبالتالي افشال ( مشروع الشرق الاوسط الجديد ) الذي تلوح به الولايات المتحدة وان كان ذلك على حساب دماء الشعب العراقي المغلوب على امره .
يبقى على الحكومة ان تبرأ نفسها اولا من استهداف التيار الصدري كحركة سياسية عراقية لها قواعدها الشعبية الواسعة ، وتمتلك رؤية محددة في موضوع الاحتلال ، وفي ذات الوقت ان يبرأ التيار الصدري نفسه من الارتباط بجهات خارجية والعمل لحسابها حسب ما يشار اليه ، وتسليم السلاح الى الدولة ،وتطهير الذات من القتلة والمجرمين ، وما دأبت ايران على الايحاء به ، بكونها تمسك بصولجان قيادة وتوجيه التيار الصدري ، حينها ينعدم الالتباس وتفكك العقد ويهتدي الجميع الى سواء السبيل لحل المشكلة بخضوع الجميع الى القانون والى احكام الدستور العراقي .




 

free web counter