علي عرمش شوكت
الأثنين 5/11/ 2007
يحرقون العراق ويستجيرون برمضائه... !!!علي عرمش شوكت
كان مؤتمر ( الاخوة الجوار) مبعث امل للشعب العراقي بفتح ابواب العون الاخوي لانقاذ البلاد من محنتها ، وذلك بفك تشابك ايدي بعض الخوة الجوار،الذي شكل جسرا عامرا لعبور الارهاب والسرقة والتخريب والتهريب ، للحد الذي غد ت فيه ارض وادي الرافدين في حالة استباحة بلا حدود ، وبالمقابل تحولت اراضي الاخوة في حالة انفتاح بلا قيود لمن يريد تصدير شروره الى العراق ، ولم يصغوا لحظة واحدة الى صوت العراق الطريح الجريح، الباحث عن النخوة العربية و الاسلامية لانقاذه من موجة الوباء التكفيري الظلامي ، المنطلق من مغارات (تورا بورا ) تلك التي يتوقف لدي شيوخها الزمن ، الذين مسحوا من قواميسهم ابجدية الاخلاق ، وصاروا لايقرأون سوى حروفا قد كتبوها وهم سكارى في نشوة الكفر بالحياة والقيم الانسانية .
وكانت المصيبة ( حفرة اخ لاخيه ! ) بأمتياز ، غير ان الصوت العراقي ظل عاليا ليس للاستغاثة ، ولا من شدة الالم رغم مضاضة جرحه ، انما لتنبيه الاخوة من اغفال ايادي الغدر، التي من عادة اصحابها عدم استثناء احد ، حتى تلك الايادي التي تشابكت وصنعت جسرا لعبورهم ، وقد فعلوا ذلك حيث ( افتوا ) لبعض (دوابهم الانتحارية ) في بلدانهم والطرق التي عبروها بامان لتبث الرعب والارهاب في كل مكان قد حلوا او مروا به ، ولكن كان لا احد يسمع اويخشى صوت الضحية ، فتعددت المؤتمرات لذر الرماد في العيون ، ولكن النتيجة كانت الضحك على الذقون ، قرارات لاتعدو كونها اعلانات غير ملزمة التطبيق ، فمن يلزمهم وهم يعتقدون بأن العراق ينازع النفس الاخير ؟ ، بيد انه وبهذا النفس الاخير تململ الشعب العراقي من تحت رماد الكارثة ، مصمما على كنس الارهاب وقطعان القاعدة المسعورة ، وبهذا النفس الاخير ايضا قلب المعادلة في المؤتمر الاخير، الذي عقد في اسطنبول ،وبهذا النفس الاخير افاق المعنيون وتلمسوا جوانبهم واذا بهم على شفا كارثة قد تكون اشد وامضى من كارثة العراق ، وبفعل هذا النفس الاخير طلبوا من الضحية ان تنجدهم ، ياللهول ياعرب ويامسلمين !! .
ولابد من ان نذكر بان العراق لم يعاقب جيرانه يوما بسبب وجود مخربين بل واعداء له يتدربون وينطلقون من اراضيهم لذبح ابنائه ، ولكن حينما تواجد بعض الخصوم لبعض بلدان الجوار على الاراضي العراقية ، تداعى الجميع خلف واجهة ( مؤتمر الجوار) محملين العراق المسؤولية عن ذلك التواجد ، ولكن لم يمهلهم الطوفان ، مما جعلهم غير قادرين حتى على انسجام مفردات منطقهم ، ففي الوقت الذي يهددون فيه العراق يستجيرون به من خطر وباء الارهاب !!، حيث يطلبون منه ان لايسمح لخصومهم بالتواجد على اراضيه، ليس هذا فحسب انما ارادوا مسك عتلات الامن الداخلي العراقي وذلك باحلال جيوشهم محل القوات المتعددة الجنسيات !!، وتم اخراج هذا الطلب المرفوض جملة وتفصيلا من خلال مؤتمرهم الدولي ، المؤتمر الذي عقد في تركيا مؤخرا ، لهذا كان على القوى الدولية التي ايدت الطلب ، تنبيه دول جوار العراق بان اي تعامل بين البلدان ينبغي ان يكون تعاملا بالمثل تماما ، وبدلا من ان يغضون الطرف عن حقيقة مشاكل دول الجوارالتي هي داخلية وليس للعراق اية يد فيها ، بينما معظم مشاكل العراق وتعقدها كانت وما زالت بسبب تدخلاتهم السافرة في شؤون العراق الداخلية .
لقد مضى على الازمة العراقية ما يقارب خمس سنوات، قدم شعبنا المدمر خلالها الاف الضحايا ، وتحطمت بنيته التحتية، وتهجر ابناؤه، وسرقت امواله ، واستبيحت سيادته ولكن كل ذلك بقى مشهدا لم يحظ من الاخوة الجوار سوى التفرج الذي يسرهم قبل ان يسر العدو، ويتكرر مؤتمر اخر حول العراق من قبل الدول المعنية بالامر، وبالتبعية لمرجعيته يخرج وكالعادة بذات القرارات السابقة ، بمعنى تكررت المؤتمرات وتكررت القرارات من دون ميكانزم ملزم للتنفيذها ، ولكن علينا ان نكون منصفين ونؤشر على الجديد في هذا المؤتمر فقد اضاف لهموم الشعب العراقي هما جديدا يتمثل بالطلب من العراقيين اضافة الى مكافحتهم للارهاب المصدر اليهم عبر الحدود ،ان يحاربوا عبور هذا الارهاب الى بلدان الجوار ، ولسان حالهم يقول ان الارهابيين الذين يدخلون الى العراق قد كتب عليهم العمل داخل العراق فقط والا سيدخلون جهنم ، ولكنهم اغفلوا حقيقة صارخة بان الساحة العراقية وبسبب سماحهم لدخول الارهاب المتعدد الجنسيات اليها ، قد باتت تظم العديد من مدارس ومعسكرات الارهاب المخيمة على الاكثر قرب الحدود ، وذلك بغية سهولة الحصول على الدعم من ناحية وسهولة تصدير الارهابيين الذين يتخرجون من تلك المدارس ومعسكرات صناعة الموت من ناحية اخرى.
فالى متى يبقون مصابين بقصر النظر وضعف البصيرة ؟ ، فمن الواضح انهم في غيبوبة سياسية لاتنهيها الا انفجار الاحزمة الناسفة والمفخخات تحت كراسيهم حينها سيتواجهون مع ( مجاهديهم ) على بوابات العالم الاخر .