| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

السبت 6/ 10 / 2007

 

 


يا ازمة اشتدي لكي تنفرجي !!


علي عرمش شوكت

يا ازمة اشتدي لكي تنفرجي !
هذا قول يتردد احيانا في حالات تبرز فيها من داخل بعض الازمات اسباب حلها ، ان الانقسام الحاصل بين ابناء الشعب العراقي هو العامل الاساس في وجود الازمة وبقائها دون حل ، يمكن اعتبار المصالحة هي الحل والانفراج الذي ينتظره الشعب العراقي ، وعلامات توحد العراقيين قد تبرز حتى في اشتداد ازمتهم الحالية ، بل انها برزت من صلب وطني عندما فاز الفريق العراقي في كأس آسيا ، واليوم نشاهد دون اي لبس بروز علامة اخرى تبدو موحدة لابناء الشعب العراقي ، الا وهو الموقف الرافض لقرار الكونغرس الامريكي الداعي لتقسيم العراقي على اسس عرقية وطائفية مقيتة ، واذا اما اريد تفعيل هذا الموقف الشعبي والوطني الحريص على العراق ووحدة ترابه وشعبه، فيمكن للقيادات السياسية الوطنية ان تستثمره و تتبناه وتعززه باجراءات عملية على الارض لشد لحمة الشعب العراقي وبالتالي تعزيز سيادته وحدة ترابه المستهدفة .
ولابد من الاشارة الى ان قرار مجلس الشيوخ الامريكي لا يمكن اتخاذه لولا وجود الارضية التي اسسها دهاقنة المحاصصة الطائفية والاثنية الساعون الى تقسيم البلد بعد ان قسموا السلطة فيما بينهم ومزقوا وحدة الشعب العراقي ، لكن ذلك لايبرئ الادارة الامريكية من هذا الفعل الشنيع والتدخل الفظ في شؤون الغير ، فمنذ بداية الاحتلال والعمل متواصل لسحق اية اسس للدولة العراقية تمهيدا لهذا القرار الاخير ، فحل الجيش العراقي وفتح الحدود والسماح بحرق دوائر وارشيفات مؤسسات الحكومة وسرقة الاثار وتهريب النفط ، واستدراج ( القاعدة ) لمقاتلتها على الارض العراقية كلها خطوات مخطط لها بالاتجاه ذاته ، وهي تعلم ان تفتيت وحدة البلد سيتيح لها السيطرة الكاملة والدائمة ، كما ان هنالك غاية استراتيجية لدى الادارة الامريكية وهي اضعاف المحيط العربي لاسرائيل وبقاء التوازن العسكري في المنطقة لصالحها ،ولكن المسؤولية تقع على عاتق السياسيين العراقيين اولا الذين انتخبهم الشعب العراقي ووضع امانة الوطن بين اياديهم .
ومن نافلة القول ان موقف رئيس الوزراء ومواقف الاحزاب والقوى الوطنية التي تصدت رافضة للقرار قد عبرت عن الشعور بالمسؤولية وعن الروح الوطنية العراقية ، الا ان هذه المواقف لم تترجم الى فعل مؤثر حتى ذلك البيان اليتيم الذي اصدره مجلس النواب العراقي للاسف الشديد لم يرتق الى مستوى القرار الرافض والملزم للجميع مع التأكيد على حق شعبنا الكردي بالفدرالية التي لاتعني الانفصال ، ومن المفيد للمعنيين في الامر ان يتمعنوا جيدا بالتزامن الحاصل بين (قرار الكونغرس) وبين الحاح الادارة الامريكية على الحكومة العراقية لاقرار قانون النفط والغاز!، المختلف حوله عراقيا لكونه ينطوي على ثغرات خطيرة من شأنها التفريط بمصالح الشعب العراقي ، ومن ذلك يمكن الاستنتاج بان هذا القرار ماهو الا هراوة امريكية ترفع بوجه الشعب العراقي المتصدي للمخططات الغادرة بالرغم من ما اوصلوه اليه من وهن وتداع وعدم قدرة على النهوض موحدا . غير ان الموقف الرافض لقرار(التقسيم ) والذي قد ذكر العراقيين بقرار تقسيم فلسطين سيئ الصيت جاء ليؤكد بأن الشعب العراقي يمكن ان ينقسم وتتناحر اجزاؤه في مختلف الامور ما عدا في الثوابت الوطنية التي ازاؤها يمكن ان يصبح المتناحرون من القوى الوطنية العراقية حلفاء والتاريخ السياسي العراقي خير شاهد على ذلك .
فأين الحل ؟ لقد تقدمت مشاريع وطنية رائدة من قبل الاحزاب والقوى السياسية العراقية لحل للازمة ولم يتم تفيعلها ، ولكن ظل الموقف الرسمي في حالة ترقب سلبي مع الاسف الشديد ، فهل يا ترى لازال الامل متعلقا بحل خارجي يحتل ناصية الحلول الوطنية على شاكلة الحل العسكري ؟!