| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

                                                                              الأثنين 7/3/ 2011



مسمار اخر يدقه المالكي بنعش الديمقراطية

علي عرمش شوكت
 
لم تكن مفاجئة ولا مستغربة خطوة رئيس الوزراء العراقي بغلق مقرات الحزب الشيوعي العراقي،بل كانت متوقعة من قبل الحزب ذاته ومن قبل جماهيره وانصاره وكذلك القوى الديمقراطية الاخرى. وذلك بسبب مساندته لمطاليب الجماهير العادلة، التي لم ولن يبتعد عنها الحزب الشيوعي يوماً طيلة تأريخه النضالي المديد والمجيد، وكانت بمثابة مرادفة لخطوات بهذا المنحى التعسفي الذي سلكه المالكي واتباعه بحق النخبة المثقفة في العراق، فلم يقدم رئيس محافظة بغداد والمسمى كامل الزيدي عضو حزب المالكي على تلك الخطوة المخزية بغلق النادي الاجتماعي لاتحاد الادباء والكتاب الا لكون التقدميين ومنهم الشيوعيين قد حصلوا على نصيب وافر في انتخاب الهيئة الادارية للاتحاد، ولم يخفى على احد كنهها حيث كانت خطوة مبيتة جاء ايقاعها ايفاءاً وتناغماً مع عهد قد قطعه المالكي على نفسه لاوساط ودوائر خارجية وداخلية مقابل مساندته في تشكيل الحكومة.

يبدو ان المالكي قد اعتمد نظرية عنتر ابن شداد في المعركة حينما كان يستهدف اضعف الفرسان لسهولة الانتصار عليه لكي يخيف الاخرين، الا انه قد اخطأ الحساب فالحزب الشيوعي العراقي اقوى من تصورات المالكي، لكون هذا الحزب الشامخ ليس هو بالضعيف وانما هو اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق. فتبت يد ابى اسراء المالكي على هذه الورطة التي لا يفسرها عاقل اومنصف بغير كونها دق مسمار اخر بنعش الديمقراطية التي كانت جاءت بالمالكي وامثاله الى سدة الحكم ليتعسفوا باعرق الاحزاب الوطنية ذات والرصيد النضالي ويكاد يكون الوحيد بين الاحزاب العراقية الذي لم يسجل في تأريخه ارتباطات خارجية،ولم تسجل العدالة ولا النزاهه حتى لابسط اعضائه مثلبة للفساد اوبالسرقة .

ولا تبرء من الشبهة تبريرات من قام بهذه الخطوة الرجعية شكلاً ومضموناً والتي جاءت خلف ذريعة الحرص على املاك الدولة، اذاً اين هذا الحرص من الذين نهبوا املاك البلاد والعباد وباعوها لانفسهم برخص التراب، واين هم من عقارات المنطقة الخضراء التي صادروها بلا بيع وبلا شراء ومنها بيوت كبار رجالات الدولة الحاليين دون استثناء، اما مقرات احزاب السلطة وفي المقدمة منها حزب الدعوة الذي يحتل بناية مطار المثنى القديم فهي كلها املاك دولة. واذا رحنا نقارن بين هذه الاحزاب والحزب الشيوعي نخرج بنتيجة تفيد ان الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي له عقارات مصادرة لحد الان من قبل الدولة ولم تسترجع !!!.

لا يجوز السكوت من اي حريص على الديمقراطية ومستقبل وسيادة البلاد ازاء هبوب الرياح الطلبانية، فهي نذير لزوبعة هوجاء ومقدمة لاكتساح حتى النفس الديمقراطي، سوف لن تتوقف عند اخلاء المباني وانما تبشر باخلاء البلاد من ارثه الثقافي والسياسي والحضاري لتفسح المجال للافكارالظلامية، ويسود فيه حكم ولاية الفقيه . ويتساءل العديد من الناس عن اي مكسب حصل عليه المالكي بهذه الخطوة غير المسؤولة، انه قد لعب ورقة خاسرة بامتياز. وسوف لن يدفع ثمنها غيره، خسر انصار خلّص للعملية السياسية، وصار التصرف الكيدي هذا ضد الحزب الشيوعي لكونه مشاركاً فعال في التضاهرات الاخيرة في عموم البلاد ومسانداً لمطاليب الجماهير،صار مثاراً للسخرية والتندر كما ان البعض الاخر اعتبره شهادة نزاهة لهذا الحزب المناضل وسوف تزيد من شعبيته. لكونها بمثابة ثمن يدفعه في سبيل الدفاع عن حرية وحقوق ابناء الشعب العراقي المدمر.











 

free web counter