| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الجمعة 8 / 7 / 2016 علي عرمش شوكت كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
التفجيرات الارهابية .. ومتاع بنات العقارب
علي عرمش شوكت
(موقع الناس)
غدت التفجيرات الاجرامية بمثابة "لعبة كل يوم" لدى اعداء شعبنا العراقي، واللاعبون جناة قتلة ماكورن يقابلهم اوغاد سرّاق محترفون، يجيدون جني واستثمار حاصل الجريمة المتمثل بالرعب والخوف الذي يجتاح نفوس الناس، مما يجعلهم باحثين عن ملاذ يتقون به شر الدواعش ومن لف لفهم من ايتام النظام السابق، ويتجسد ذلك بلا اية مواربة، بهذا التسارع للكشف عن النوايا المبيتة. فالخوف والرعب متى ما سادا تكون الطريق سالكة لكلا طرفي اللعبة، داعش يحصل على اتباع متجنبين شره، والطرف الاخر يضع الناس امام الامر الواقع ليقول لهم العدو امامكم وخلاياه النائمة خلفكم ولا من يحميكم سواه !!.
ان انفلات الارهاب والبلطجة، مزيج لصناعة تعتمد على توفر خاماتها المادية والمعنوية من خلال طرفي اللعبة، ويتجلى ذلك بعروضه في الشارع العراقي بمختلف صنوفه القاسية، دون ان يلقى اي رد فعل كفيل بردعه، فهو مؤمل اصلاً من الطرف للعبة الاخر، لكي يوفر عوامل الخوف التي تخلق له القبول به كملاذ للحماية وبالتالي يتسنى له ان يكون البديل عن السلطة دون منازع . وما يقال بان الحكومة عاجزة عن حماية المواطنين، لقد قيل ذلك قبل وقوع الكارثة وسوف يقال لحين ان تتخلى قوات الامن عن دورها لبعض المليشيات المنفلتة التي تروم التسلط، بمراهنة قاطعة لكونها تحسب اية اعمال ارهابية عاملاً مؤهلاً لها وخطوة تقربها من استلام الحكم.
من الاهمية بمكان التأشير على ضعف وتدن بعض هياكل الاجهزة الامنية، افتقارها للتقنيات الحديثة. فضلاً عما ينخرها من عوامل الفساد وغياب الخبرة وانعدام الواعز الوطني لدى بعض القيادات الامنية. وتتجلى هذه الهزالة والهشاشة الامنية في الاحداث والكوارث الامنية وعلى سبيل الذكر: يجري تكرار القول ان الارهابي جاء بسيارته من محافظة بعيدة ، وهذا، ما هو الا رؤية سطحية، ولا تدل على حس امني ينم عن خبرة حرفية، لان الارهابي الذي يجلب عجلته المفخخة لا يجازف بنقلها عبر مناطق بعيدة مما يعرضه الى مخاطر عديدة، من خلال مروره بالكثير من نقاط التفتيش واستغراق وقتاً طويلاً للوصول الى هدفه المحدد، الامر الذي لا يتلائم مع احمال البارود القابلة للانفجار. شاهدنا ان المفخخة لا تاتي الا من حواضن قريبة من مكان الانفجار هو تكرار الانفجارات في نفس الاماكن. وهنا يقتحمنا سؤال مفاده لماذا ذلك التكرار في ذات الاماكن ؟، مثل ساحة ميسلون في منطقة الغدير، ووسط الكرادة ، واطراف مدينة الصدر، وساحة عدن في الكاظمية ..الخ. واذا ما عنى ذلك شيئاً محدداً فيعني قطعاً وجود حواضن كامنة في محيط مواقع التفجير، معنية بتجهيز هذه المفخخات الاجرامية. على اية حال نتمنى ان يكون القول بان المفخخة قد جاءت من مكان بعيد، تضليلاً امنياً يقتضيه سير التحقيق ليس الا. وهذه صورة من لعبة كل يوم.
اما الباحثون عن الفرص السانحة التي لا يتوانون فيها لاظهار نواياهم بتقديم انفسم كبديل للحكم، فهم يجدون في مثل هذه الكوارث الامنية متاعاً كمتاع بنات العقارب اللواتي يأكلن امهاتهن في سبيل ان يبقين على قيد الحياة!! فيتسارعون الى النزول الى ساحة الجدل تحت قرقعت بنادقهم ومليشياتهم المنفلتة. فهم عندما يشيرون الى ضعف وغياب الاحتراس من مكائد الاعداء لا يعنون ترسيخ الامن ورفع الجهد للحفاظ على ارواح الناس انما يرومون القول: بأنهم وحدهم القادرون على " تعليق الجرس برقبة القط" وليس غيرهم. علماً ان هذه " العنتريات " الفارغة لا تظهر الا بعد الكوارث المأساوية التي تدفع الناس الى البحث عن ملاذ امن. وبمعنى اكثر وضوحاً. لعلهم يجدون في ذلك سوقاً لبضاعتهم البائسة.