علي عرمش شوكت
الخميس 8/7/ 2010
لحل الازمة العراقية هل نحتكم الى الاخطبوط المونديالي ( بول ) !!علي عرمش شوكت
جاء بايدن نائب الرئيس الامريكي وقال كلمته وعاد ادراجه ، وكانت تلك الكلمة بمثابة رد فعل لطفح الكيل في الازمة السياسية العراقية ، مما دعا الامريكان لعبور المحيطات في سبيل ايقافه ، قبل ان يبلغ السيل الزبى في العملية السياسية المتدحرجة نحو الهاوية ، اربعة اشهر مضت والساسة العراقيون يغوصون في وحل الانانية القاتل ، يتنكرون لكل ما يخص اهدافهم المعلنة ، لم يردعهم اي واعز من ضمير ، ولكن عصا واشنطن التي رفعها بايدن في وجوههم ذكرتنا بذلك القول العربي المعروف ( العصا لمن عصى ) كان الاستعصاء في عقدة تشكيل الحكومة العراقية لا تلوح في افقه اية امكانية في تفككه ،الا ان الآليات الامريكية قد حلحلته ، مع ان ذلك معيباً في كل المعايير .
كم كان مشرفاً لو انبعث حل عقدة التشكيل من لدن الساسة العراقيين دون اي تدخل خارجي ، لقد اسفرت التجاذبات بين اطراف الكتل المتنفذة عن كون هذه الكتل ما زالت تعيش في دائرة المعارضة ، ولهذا صار الكل يعارض الكل ، ووضع نصب عينيه اسقاط الطرف الاخر ، بصرف النظر عما يمثله من استحقاقات انتخابية ، بتجاهل تام لما نصت عليه المواد الدستورية ، لقد ظل البيت الابيض في واشنطن متفرجاً طيلة الفترة الماضية على محنة المنطقة الخضراء في بغداد ، وكان يتربص وصول الحالة الى اللحظة الحرجة ، التي ما يأتي بعدها سوى الانفجار ، او التحول ولكن باداة قوية من خارج الاطراف المتناحرة تكون قادرة على ارغامها للتوقف عند شفير الهاوية ، والتراجع الى الخطوط الخلفية واعادة حساباتها ، ويبدو ان السيد بايدن اجاد اللعبة وحسب جيداً امكانية الاستجابة للسيناريو الذي جاء به .
كان على الدوام حل الفرصة الاخيرة يقبله المختلفون مرغمين ، ولم يكن الامريكان بمفردهم يأملون تحقيق مآربم في الشوط الاخير ، حيث اُنهك الجميع واعيتهم الخلافات وحاصرتهم الاستحقاقات واجبرتهم نضالات الجماهير ، انما كافة اللاعبين المتصارعين كانوا يراهنون على هذه المرحلة الحرجة ، ودون اي شعور بمسؤولياتهم الوطنية ، وعليه ياتي الحل الامريكي وبصرف النظر عما سيتمخض عنه من نتائج قد تضر بعض الاطراف وتكبح في ذات الوقت تطلعات اطراف اخر ، الا انه سوف يمر نظراً لغياب الخيارات الوطنية هذا من جانب ، ونفاذ صبر المواطنين على محنة البلد الذي ابتلى بساسة لا يحسبون لمصالحه العليا اي حساب من جانب اخر .
وعلى اثر مجيء المبعوث الامريكي وما خلصت اليه لقاءاته مع المسؤولين والساسة العراقيين ، ترشحت معلومات تفيد بان الاتفاق بين القائمة العرقية بقيادة اياد علاوي وبين دولة القانون بقيادة نوري المالكي قد ازيلت عنه المعوقات ، وليس هذا وحسب انما التصريحات التي صدرت عن الكتلتين الكبيرتين اكدت بهذه الصورة او تلك على احتمال قوى بان يذهابا الى جلسة البرلمان في الرابع عشر من تموز الحالي متفقين على تشكيل حكومة شراكة وطنية ، ولكن كيف سيجري توزيع اصعب مفصل من التشكيل المنتظر الا وهو مواقع الرئاسات الثلاث ، وبذات الصعوبة لا يمكن التكهن بسيناريو معين للتشكيلة القادمة ،
الغموض يلف المشهد السياسي العراقي وليس من المؤكد من الذي سيفوز برئاسة الوزراء ، ولمعرفة ذلك اقترحت عليّ ابنتي ( د . رحاب ) مقترحاً ظريفاً وهو بان يتم الاحتكام الى الاخطبوط المونديالي ( بول ) الذي تنبأ بفوز اكثر من فريق على خصمه وكان اخرها فوز الفريق الاسباني على الفريق الالماني ، ولكن في مطلق الاحوال يبقى الترقب القلق يسود الشارع العراقي ، بالرغم مما يصرح به اعضاء في العراقية وفي دولة القانون بقرب اعلان توافقهما ، فهل سنشهد الدخان الابيض يتصاعد فوق المنطقة الخضراء ؟