| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

الثلاثاء 9/2/ 2010



 تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين
(1-2)

علي عرمش شوكت
 
لا نقرأ طلاسم او تعاويذ كتبت بحروف شيطانية لايحل رموزها الا الراسخون في كهنوت الغيب ، وانما نقرأ ويشاركنا الاخرون في قراءة عناوين سياسية دونت في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية وغيره في عام 2002 حول مستقبل الحكم في العراق ، جلها تمحورت حول دور الولايات المتحدة الامريكية في هذا الامر ، فليس لسياسي عاقل ان يتجاهل هذه المسالة الشائكة حقاً ، وليس لاحد ان يصدق بأمكان مسؤول حكومي عراقي الغاء او تحجيم الدور الامريكي في الوضع العراقي بامر اداري او بتصريح اعلامي ، اذ ان ذلك يعني ، اما محاولة تضليلية او ادعاء اعلامي انتخابي ، ان الذين يحاولون نسيان تلك الحقيقة العلقمية الطعم التي تجرعها بعض الساسة العراقيون قبل وبعد التغيير ، بأن لواشنطن الدور الاساس لازاحة نظام البعث الدكتاتوري ، ادته بدافع اسباب عديدة ، ولكن على امل ان تجد نظاماً سياسياً بديلاً يكون حليفاً لها ، وتكون باكورة عمله هي المساعدة على تقليل الخطر الايراني على مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط ، وفي المقدمة منها الحفاظ على امن اسرائيل ، كما وفي بعد مداه الاعمق ان يكون المساعد على اسقاط النظام الايراني تحديداً ، وبعد سقوط نظام صدام الكارتوني الذي اذهل الادارة الامريكية والعديد من المراقبين السياسيين ، وقبل هذا وذاك المؤيدين له ، اذهلهم بسهولة انهياره السريع المريع ، الامر الذي جعل نشوة الانتصار تسكر اهل البيت الابيض وساسته ، فاخذوا يتعثرون بخطواتهم العشوائية اللاحقة .

اولاً : كان اخطرها قرار حل الجيش العراقي الذي كان متذمراً من اوضاعه المزرية وابرز تعبير عن ذلك هو عدم التصدي الحقيقي للاحتلال والدفاع عن النظام العبثي ، وموقف الجيش هذا هو حصيلة حروب النظام وعدوانه على بلدان الجوار التي اذلت الجيش وانهكته وعطلته عن مهمته الوطنية ، وكان بالامكان تحويل دوره الى صالح التغيير الجديد ، لو احسن التعامل معه ، الا ان ارادات داخلية وخارجية وقصر نظر امريكي ادى الى الحل ، وكان حله وبالتزامن مع انهيار مؤسسات الدولة الاخرى ادى الى حصول فراغ امني شجع بلدان الجوار الطامعة والمتحفزة لسحق العراق كبلد له مستقبل ديمقراطي واعد بعد التغيير ، الامر الذي يمكن ان يحرجها مع شعوبها ، فلم تتوان عن استغلال الفرصة للتدخل والتصدي للوجود العسكري الامريكي الذي من شأنه ان يحفز المعارضات الداخلية لتحذو حذو المعارضة العراقية في تغيير انظمتها القائمة المشابهة الى حد بعيد لنظام صدام الدكتاتوري .

ثانياً : وجاءت ثاني العثرات السياسية لسلطة الاحتلال بتشكيل مجلس الحكم ، الذي اسس وفق مفاهيم استعمارية قد اكل عليها الدهر وشرب ، الا وهي اثارة محفزات الحصص الطائفية والقومية والفرقة بين ابناء الشعب العراقي ، ولكنها هذه المرة تحت ستار المشاركة في الحكم ، حيث أسس المجلس المذكور بصيغة توازن عرقي وطائفي ، وليس على اساس توازن سياسي بين الاحزاب والقوى السياسية المعارضة للنظام وعلى قدر تضحياتها ورصيدها النضالي المشهود ، وبذلك حجم دور القوى الديمقراطية العلمانية في ادارة الحكم ، هذا مما ادى الى اختلال في ميل الشارع العراقي نحو الاحزاب التي تتصدر دفة الحكم وبخاصة احزاب الاسلام السياسي ، بدافع البحث عن ملاذ سياسي بعد ان ترك النظام المنهار جموع الجماهير تعيش في ضياع فكري وسياسي واقتصادي كمخلفات طبيعية لحكم الاستبداد والتعسف .

وتشكلت الاكثرية في ادارة البلاد من قوى طائفية وقومية ، وجدت في رصيد قواها التصويتية و بمقاعدها البرلمانية ما يجعلها تظن انها بغير حاجة للاستمرار في التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية ،لا سيما وان ايران قد دخلت عرضاً وطولاً في علاقات متشابكة معها ، كانت في الماضي وتوطدت في الحاضر ، بغية الاستعداد والامتداد بعد خروج قوات الاحتلال ، وهنا قد رفع الامريكان نقطة نظام بوجه الاحزاب الحاكمة في العراق ، لكونهم ادركوا ان حكام العراق باتوا حلفاءً لايران اكثر من ان يكونوا حلفاءً للولايات المتحدة الامريكية ضد الخطر الايراني الذي تخشى منه على مصالحها في الشرق الاوسط ، اي بعكس تصور الساسة الامريكان السابق ، وهذا ما اشعرهم بان فأر ايران غدا يلعب في عبهم ، فصاروا يبحثون عن حليف عراقي بديل معاد لايران ، في ظرف يشتد فيه الصراع بين النظام الايراني ودول الغرب عموماً على خلفية الملف النووي لطهران .








 

free web counter