علي عرمش شوكت
رفاق شهداء عايشتهم
(5) الرفيقة الشهيدة بدرية داخل "ام ماجد"علي عرمش شوكت
كان عليّ ان استذكرك ايتها الرفيقة الباسلة والشقيقة التي لم تلدها امي، عذراً والف عذر، لانني تأخرت عن هذا الواجب بل المهمة ، ولكن اخترت يوم الثامن من اذار عيد المرأة العالمي. لابعث لذكراك ورداً احمراً. ولكي اوقد شمع ذاكرتي واسترجع صور سنوات الضيم الذي كنا نتلظى به في السجون والمعتقلات عشية وغداة انقلاب شباط 1963 الاسود، وكيف كنت تزوريننا مع الوالدة حاملتين اخر اخبار الحزب، مجازفة متحدية مختلف الصعاب متحملة تجاوزات قطعان الحرس القومي الفاشية.
وماذا بعد اتذكر ؟ ،
لا يغيب عن البال ويجب ان لا يغيب، ذلك الاعلان الذي القيتيه ذات مرة ونحن على سفرة الطعام في بيتك وبيت الشهيد ابي ماجد " حميد شلتاغ "، ذلك البيت المنذور للحزب، معلنة لابنائك بانك اخترتني شقيقاً اخر لك واكدت عليهم ان ينادونني من تلك الساعة بـ " الخال " وقد مضوا امناء على ذلك الطلب لحد الان، وانا اتشرف به، كما عززتي هذا الاختيار بوقائع ملموسة وجليلة لي شخصياً ولزوجتي واطفالي، حينما كلفك الحزب " الرفاق ابو خولة وابو نبيل " بايصالهم الى بيروت حيث تواجدت انا هناك. والاكثر منه، قمت قبل ذلك بنقل رسالة هامة وخطيرة من الداخل عام 1979 الى قيادة الحزب في الخارج، وباشد مراحل الهجوم البعثي الفاشي على الشيوعيين، متحدية ومجازفة بحياتك في سبيل خدمة الحزب.
مشاهد تشكل حقاً "بنوراما" كاملة لمواقفك النضالية، فانت المبادرة باعادة تشكيل رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة بصورة سرية منذ عام 1970، وواصلت هذا العمل، حيث كان بيتك القريب من القصر الجمهوري في كرادة مريم والذي يتكون من خمس غرف كما اتذكر، عبارة عن بيت مخصص لاجتماعات الخلايا الحزبية، وذات مرة و خلال زيارة اضطررنا الى الجلوس في العراء رغم برودة الجو، نظراً لان كل واحد من ابناءك كان يجتمع بخليته الحزبية محتلاً احدى الغرف، وحتى اصغرهم " زياد " كان له حصة بأشغال احدى الغرف لاجتماع حلقة اصدقاء الحزب من عمره. وخلاصة القول كنت اللولب والمعين اللوجستي لتوفير كافة خدمات الراحة لرفاق حزبك الشيوعي العراقي. وما كان من ابي ماجد الا ان يمازحك بقوله : { والله .. في يوم من الايام ستصبحين مسؤولتي الحزبية على نشاطك هذا}. فتردين عليه بروحك المرحة (اصبر لي شوية ابو ماجد وشوف شسوي).
ولموقفك الصامد داخل الوطن رغم قساوة وخطورة الاوضاع ، شهادة لابد ان تذكر، ففي عام 1980 اقترح التنظيم عليك وعلى ابي ماجد الخروج الى سورية فرفضتما، بسبب ما حملتم انفسكم به من مهمة وهي مراعاة رفاق هاربين من البطش من الجنوب ومختفين في بغداد ، ولا احد لهم غيركما ، وحتى عندما وصلت الى بيروت رفضت البقاء واودعت اخر العنقود "زياد" لدى الحزب، طالبة بكل تواضع بقاءه قائلة : (ولو يشلع قلبي فراقه، لانه الوحيد الذي ظل بجانبنا بعد ان اعتقل اخوه الشهيد كريم، الا ان بقاءه هنا اكثر اطمئناناً عليه).
وبعد ذلك ما يجب ان نقوله.. تم اعتقالكما انت ورفيق عمرك الشهيد حميد شلتاغ ابي ماجد انتقاماً منكما لدوركما الباسل والصامد رغم اقسى الصعاب في الداخل، ودور ابناءكم في الخارج لمعارضة النظام البعثي الفاشي. وما كان منكما الا البقاء على عهدكما للحزب ولسفر حياتكما الخاصة، وان تحييا انتما الاثنان، او تستشهدا معاً. وتم ذلك بكل سمو واباء واخلاص وصمود شيوعي باسل، لتكسبا الشهادة المؤزرة وتكسباها معمدة باعتزاز وتقدير الحزب وجميع رفاقه وجماهيره المناضلة.
المجد لكما وللشهيد ابنكما ذي العشرين عاماً "كريم حميد شلتاغ" البطل
سوف لن ينساكم حزبكم ، الحزب الشيوعي العراقي ، حزب الشهداء البواسل