|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  15  / 1 / 2015                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مسيرة باريس لا تنظف تأريخ نتنياهو الملطخ بدماء الابرياء

علي فهد ياسين

مسيرة باريس التي كانت لافتاتها العريضة ضد الارهاب ، رداً على الجريمة التي نفذها ارهابيون كانت أسمائهم مدرجة في قوائم المراقبة لأجهزة الاستخبارات الغربية منذ سنوات ، تلوثت بقصد فاضح ومعلوم الاهداف ، عندما أصطف في قيادتها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ، السفاح الأبرز في فريق القتل الممنهج الذي يستهدف الشعب الفلسطني منذ عقود ، ووريث المنهج الدموي الذي رسمته العصابات الصهيونية منذ أغتصاب الأرض في ( 1948 ) ، ولازالت تنفذه برعاية أمريكية وغربية فائقة المساندة والتعضيد على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ، التي أقرتها شرعة لحقوق الأنسان وجميع قرارات المنظمات الدولية .

لقد فشلت القيادة الفرنسية في سياستها المغطاة بالمعطف الأمريكي في الدورتين الرئاسيتين لساركوزي وخلفه هولاند ، بعد أن تحولت الى رأس حربة عداء للشعوب العربية ، سواء باسنادها للانظمة الدكتاتورية التي أسقطتها الانتفاضات الشعبية ، أو في مساندتها لطواقم الحكم المشكلة من الاحزاب الاسلامية الخادمة لمصالح الغرب على حساب شعوب بلدانها المتطلعة الى حكم ديمقراطي بديل يوفر لها العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية التي تشكل الاساس في مبادئ الثورة الفرنسية العظيمة في التأريخ الحديث ، ولم تكتفي حكومات فرنسا المتعاقبة بهذا الانحياز المشين للطغاة ضد شعوبهم ، بل ساهمت بشكل فاعل في مخططات أشعال الحروب في المنطقة العربية ، بالتعاون مع أنظمة وحكومات تابعة ومنفذة للسياسات الامريكية في المنطقة ، في اعادة لسيناريوهات الحرب في افغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، لتكون ساحتها هذه المرة سوريا والعراق ، ولترتد نتائج تلك السياسة الفاشلة وبالاً على الفرنسيين في مشهد دموي أول قد تتبعه مشاهد أخرى متلاحقة .

يبدو أن عصابة ( دمار العالم ) التي تقودها أمريكا وتنتظم فيها الحكومات الغربية وأذنابها في منطقتنا العربية ، استعدت لتداعيات أنشطتها الاجرامية التي تقودها ( القاعدة وداعش وتفرعاتهما ) ، فقد أمرت هذه العصابة ربيبتها الحكومة السعودية بتنفيذ مخطط انهيار أسعار النفط العالمية التي هوت الى دون النصف الى الآن ، لتكون قادرة على تسديد تكاليف ( أفلام المواجهة الهوليودية ) التي تدعيها ضد الارهاب ، في نفس الوقت الذي يتسبب فيه هذا الانهيار بدمار هائل لاقتصاديات الدول المنتجة للنفط ، سواء كانت حكومات تلك الدول حليفة لامريكا ، أو معارضة لسياساتها العالمية ، تحت شعار ( نحن أولاً والعالم الآخر الى الجحيم ) !.

ان مسيرات الرد على الارهاب التي شارك فيها أكثر من ثلاثة ملايين مواطن فرنسي في العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى ، تمثل وجهة نظر الشعب الفرنسي وليس القادة الذين تصدروها في العاصمة ، وهي على أهميتها تمثل رأي الشعوب وموقفها من الارهاب ولا تمثل رأي الحكومات التي شاركت فيها ، لان الكثير من هؤلاء هم مساهمون فاعلون في رعاية الارهاب المستفحل في المنطقة العربية ، ولم تعد أدوارهم فيه محل جدل وخلاف حتى من شعوبهم نفسها ، فمن يجادل على دور حكومات اسرائيل وتركيا وقطر والسعودية في مصائب منطقتنا العربية منذ عقود ؟ ، وكيف يستقيم امام عقول الضحايا وجود الجلادين في الصف الاول من مسيرة ضد الارهاب ؟ .

أن أحرار العالم أجمع يقفون مع الشعب الفرنسي والشعبين العراقي والسوري وشعوب العالم ضد الارهاب بكل الوانه وتصنيفاته وأنشطته ، وضد من يمولها ويخطط لها ويبرمجها ويحصد نتائجها لمصالحه الخاصة ، بما فيهم قادة الارهاب الذين فرضوا أنفسهم على مسيرة باريس في محاولة يائسة لتبييض صفحات تاريخهم الدموي المشين ، ومنهم نتنياهو أحد مجرمي العصر ووريث سلفه الجلاد شارون ، وتعتبر مشاركتهم في المسيرة نقطة سوداء فرضتها بروتوكولات السياسة الدولية العرجاء أصلاً .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter