| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي فهد ياسين

 

 

 

                                                                                 الجمعة  5 / 9 / 2014

 

انهم يشتمون العراق وشعبه ..!

علي فهد ياسين

اذا صحت التسريبات المتداولة في وسائل الاعلام و فضاءات التواصل الاجتماعي المكتضة بها , لقوائم الاسماء المتوقعة لوزراء الحكومة التي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر أملاً في أن تكون بداية مسيرةِ مختلفة للسياسيين في المحافظة على وحدة العراق وأرواح ابنائه , والبدء ببرنامج بناءه , فأن أقل مايمكن أن يقال عنها أنها ( شتيمة ) موجهه لتأريخ العراق وشعبه .

لقد تضمنت قوائم الاشخاص المقترحين لقيادة الوزارات العراقية , أسماءاً كان الناخبون العراقيون , ومعهم الممتنعون عن المشاركة بالانتخابات , في دورة الأنتخابات الأخيرة عاقبتهم على أدائهم الهزيل خلال الأربعة أعوام السابقة وألقتهم في سلال القمامة , وقد كشفت النتائج ماحصلوا عليه من أرقام تؤكد عقوبة الشعب وقراره باستبعادهم عن مواقع المسؤولية , وعندما أعادهم قانون الأنتخاب البائس بقرارات قادة قوائمهم , كان هذا وحده نموذجاً لأستهتار القيادات بأصوات الناخبين , قبل أن يكون ذلك القرار خطيئة مضافة لتلك القيادات ( لاتقبل الغفران ) بحق الشعب العراقي الذي لازال يعتبرهم قياداته المنتخبة والمعول عليها لتحقيق أمنياته في الحياة الكريمة الموعود بها منهم قبل عقد من السنين , والتي أخفقوا بها بأمتياز لايحسدون عليه .

لقد بات عصياً على فهم بسطاء الناس من المتضررين من الأداء العقيم لهؤلاء المرشحين للوزارات , خلال تأريخهم المشين في مواقعهم السابقة , قبل المثقفين والمتنورين والمعزولين بقصد ( ليس لأنهم ليسوا كفوئين لها بقدر ما أنهم ليسوا من أحزاب السلطة ) , عن مواقع المسؤولية طوال العشرة أعوام السابقة التي أدار خلالها قادة الكتل والأحزاب المتسلطة على مواقع القرار دفة الحكم , والتي كانت نتائجها خراباً عاماً على الجميع , أن يصر القادة على توزير هؤلاء في حكومة جديدة ( يطبخون عصيدتها ) لشعب كانوا هم فايروس أمراضه .

كيف يستقيم في أذهان قادة الأحزاب والكتل العراقية الفائزة بالأنتخابات , أن يكون الفاشل فيها وزيراً لحكومة يراد منها أن تحقق الانسجام لمواجهة تداعيات تمدد الارهاب القاضم لثلث مساحة العراق ؟ , وكيف تتوافق الكتل وقادتها على أعادة ( تدوير ) الفاشلين في مواقع صنع القرار اذا كانت فعلاً تريد مواجهة الارهاب وتحقيق مكاسب للشعب الذي انتخبها , تتناسب مع حجم ونوع تضحياته الجسيمة التي دفعها نتيجة أخطائهم السابقة ؟ .

قد تكون طاولات القمار السياسي المعتمدة من كابينة السلطات ( المنتخبة ) في العراق خلال العشرة أعوام السابقة حققت أهدافها في جمع الثروات المهربة الى بلدان الاعتماد الى الآن , لكن دماء الضحايا ليس لها بنوك خارج العراق , اذ أن لكل قطرة دم عراقي ساحة فصلها النهائي على أرض العراق , وكل قاتل في رقبته قتيل أو قتلى , وحساب هؤلاء لايسقط بالتقادم , وفصول المواجهة مع القتلة لاتميز بين قاتل من السلطة وقاتل من داعش , ومن يحاول أن يذر الغبار في عيون العراقيين ليس عراقي , ومن يريد أن ينظف نفسه من الجرائم يجب أن يعلن عن برائته منها بتوقيت مبكر , ان كان فعلاً أبيض اليدين والذمة , وليس للقادة المدعين بالنضال من أجل العراقيين الا أن يختاروا وزراءاً للحكومة القادمة , ليس عليهم شائبة في أذهان ضحايا الأرهاب بكل تلويناته , ومن يجذف بمجذافه القوي اليوم معتمداً على موقعه في القرار واعداد مسانديه وفوهات بنادقه وثرواته , سيكون واهماً غداً , عندما يواجه أفواه وأذرع المتضررين من قراراته .

لابد أن تكون حكومة الغد العراقية ليس فيها موطئ قدم للفاشلين , وأن تكون ممثلة لطموح العراقيين في غد أفضل وبناء ضامن لحريتهم وكرامتهم , وتحقيق ذلك لن يكون بالمحاصصة الطائفية التي اعتمدها القادة واحزابهم بعد سقوط الدكتاتورية , انما بالعمل الوطني العابر للانقسامات الطائفية والعرقية والقومية التي دمرت مشروع اعادة البناء واغلقت منافذ العودة للوطنية الجامعة المعتمدة على القرار الصائب الرصين والمشروع العراقي البعيد عن الانقسام والتشظي الذي دمر العراق ودفع العراقيون جميعاً ضرائبه القاسية .
 

free web counter