|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  15  / 8 / 2016                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (120)    

رَأْسُ "باتّا"!! *

يوسف أبو الفوز
(موقع الناس)

أستبشرَ العراقيون خيراً برحيلِ الديكتاتور صدام حسين، ومع مرور أكثر من ثلاثة عشر عاماً على ذلك، لم يظنوا أنه سيأتي اليوم الذي سيترحم فيه بعضاً منهم على من أودى بحياةِ الأعزّة من الأبناء والأزواج في حروبه غير العادلة الداخلية والخارجية. لم يظنوا أن احدا سيترحم على المجرم "القائد اللاضرورة" فارس المقابر الجماعية وأسلحة الخردل والسيانيد، ضد الناس العزل والأبرياء. يترحم عليه لما عاناه وعاشه من سياسات جاءت له بـ"صدامات" باشكال ومقاسات مختلفة، سببت له المزيد من المصاعب في حياته، من سلب الحقوق والتستر على الفاسدين، حلفاء قوى الارهاب .

ـ بويه قلنا لكم ... كنا بمصيبة صرنا بمصايب !
قالَ ذلك أَبُو جَلِيل وهو يَتّسَمّع الى نقاش سُكينة مع أبنه جَلِيل.

كانت سُكينة تشعر بالغضب لما تردد من أنباء عن أن ثمّة بعضاً من المسؤولين البارزين في قيادة الدولة، يفكر ويدعو إلى تقليص التعليم المجاني وقصره على التعليم الأبتدائي، وإلغائه بالنسبة للمراحل الأخرى، والإعتماد على القطاع الخاص في تأمينه.

قال جَلِيل: أن مشكلة أمثال هولاء من القادة هي في كونهم يعتقدون أنهم يحملون في رؤوسهم عقولاً متميزة، تفكر نيابة عن الأخرين.
كنا وصلنا تواً، الى بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، وكان النقاش مستمراً بين جَلِيل وسُكينة، وأنضمت لهما زوجتي فوراً، وقالت :
ـ أتراهم لم يطلعوا على الدستور العراقي ويروا أن كلامهم يتناقض مع بنوده ؟!

حاولتُ المشاركة فقلت : لا أعتقد أن مثل هذه الدعوات يمكن أن تمر بسهولة، فالشعب العراقي، وبعد تجربة السنوات المريرة مع حكومات المحاصصة تعلم الكثير، وقوى الاحتجاج السلمي المتواصل خير مثال . وأن أبطال القوات المسلحة العراقية، بكل صنوفها، لا يواجهون قوى الارهاب الداعشي ويضحون بأنفسهم في ساحات القتال من اجل ان يضيع مستقبل ابنائهم على أيدي سياسيين يدور في رؤوسهم كل ما هو بعيد عن هموم الشعب وأحتياجاته؟!

سعل أَبُو سُكينة، وقال موجهاً كلامه لأبي جَلِيل : مثل هؤلاء ما ينفع معهم غير صاحبنا حاج شلاكه الله يرحمه !

وحاج شلاكه - عزيزي القارىء ـ هو جد الشهداء الشيوعيين كاظم وروار، وصفي وروار ومؤخرا المقدم علي وروار، صاحب مقهى صغير في مدينة السماوة، مقابل المكتبة العامة في "شارع آل مصيوي"، ليس بعيدا عن "شارع الأستقلال". وأن شارع الاستقلال يعرفه أهل السماوة دائما بأسم "شارع باتا" لان محل "أحذية شركة باتا" الشهيرة يقع في طرف الشارع مع تقاطع السوق المسقوف الكبير. وحين جاء البعثيون العفالقة للسلطة عام 1968 عمدوا لتسمية الشارع بأسم " شارع البكر".

ويوما كان الحاج شلاكه قادما من "المستشفى المركزي" في الصوب الصغير، راكبا باص النقل الداخلي الصغير - نفرات - ، المسمى ايامها بـ" البولوني"، وكان السائق هو عبد الامير أبو شوارب، يعرف حاج شلاكة جيدا وتعليقاته الساخرة ولسانه اللاذع. عبرت السيارة الجسر الحديدي - الذي هدمه قصف الطائرات الامريكية يوم 9 شباط 1991 في حربها مع المجرم صدام اثر غزوه الجارة الكويت - وانعطفت في شارع الاستقلال أو البكر، فطلب الحاج شلاكه من السائق بروح أبوية : رحمه لموتاك وليدي نزلني برأس شارع باتا !

فأراد أبو شوارب مشاكسة حاج شلاكه فقال: حجي ما تعرف بدلوا أسمه وصار "شارع البكر" ؟!
فرد حاج شلاكه فورا وهو يقطع بكلامه عامدا: بويه نزلني .. هو رأس شارع .. رأس البكر لو رأس باتا شنو الفرق !

***
رواية أخرى ـ مع بهارات ! ـ تضيف ان السائق أبو شوارب أوقف السيارة إثر ذلك وفر هاربا تاركاً كل شيء !


* طريق الشعب العدد 10 ليوم الاثنين 15 آب 2016
 

الكلام المباح (119)  مَصِيرُ المُتحاذِق!
الكلام المباح (118)  مَا الَّذِي قَالَهُ شِكسبير لأَبي سُكينة؟!
الكلام المباح (117)  أَسْرَارُ الخَرَابِ !
الكلام المباح (116)  فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتِّبْنِ!
الكلام المباح (115)  الحوافِزُ ولُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !
الكلام المباح (114)
  النُزُول مِن القَنَفةْ!
الكلام المباح (113)  مَتَاهَةٌ الـ 28 !
الكلام المباح (112)  وَثائِقُ بَنَما العِراقِيَّةُ!
الكلام المباح (111)  جِسْرُ الْلاعَوْدَة ! 
الكلام المباح (110)  مَعايير خاصَّة للحُكْم !
الكلام المباح (109)  "باس وورد" الأصلاح !
الكلام المباح (108)  صُورَةٌ صَدَّام !
الكلام المباح (107)  سِياسَةُ خَلَفَ "الروف"!
الكلام المباح (106)  أَبُو سُكينة وجَمَاعَةٌ ألأنَّنَو!

الكلام المباح (105)  أَبُو سُكينة وعَامُ القَرَد!
الكلام المباح (104)  الكَلاَمُ الحامِضُ وَسَّرَطَانُ الكَرَاهِيَة !
الكلام المباح (103)  أَبُو سُكينةْ وباصْ ستّاليِن !

الكلام المباح (102)  چۆنى كاكه !
الكلام المباح (101)  حِزامُ السِّيَاسَة !
الكلام المباح (100)  خَريفُ ألمُحَاصَصَةٌ !
الكلام المباح (99)  ألاَمْوَاجٌ الهَادِرَة !
الكلام المباح (98)  قَانُون أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (97)  يَسقُط أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (96)  جَمَاعَةُ الْمَطَارِ !
الكلام المباح (95)  هَيْبَةُ اَلدُولمَّة !
الكلام المباح (94)  مَنْ يَتحَسَّسَ جَيْبه؟!
الكلام المباح (93)  وِزَارَة العَضِّ !
الكلام المباح (92)  حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك!
الكلام المباح (91)  أَبُو سُكينة وَمُتَلاَزِمَة بِيتَر بانْ !
الكلام المباح (90)  الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!
الكلام المباح (89)  أبو سُكينة وحَلَزُون ماركِس !
الكلام المباح (88)  نَوْرُوزٌنَا مَعَكُمُ !
الكلام المباح (87)  من هي "ماعش" ؟!
الكلام المباح (86)  من دونهُنَّ كَيفَ يَكُون المُجْتَمَع؟!
الكلام المباح (84)  مَنْ يَسرِق فَرَح النَّاس ؟!
الكلام المباح (83)  "مثرودة" بالجَوْز واللَّوْز !

الكلام المباح (82) أبو سكينة و معجزات هرقل!
الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter