| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الثلاثاء  23 / 9 / 2014


 

الكلام المباح (75)    

الحلاقة والأرهاب!

 يوسف أبو الفوز

كنت وجليل نخوض نقاشا، تواصل بيننا لاكثر من لقاء. كان جليل قد ذكر بأن المجرم الهارب عزت الدوري تباهى عدة مرات بكون تعداد اعضاء حزب البعث العفلقي بلغ سبعة عشر مليونا، ولكن مصادر مراقبة ومطلعة قدرت عددهم باحدى عشر مليونا. فقد كان لحزب البعث قبل الاحتلال الامريكي وسقوط نظام صدام الديكتاتوري، أثنين وعشرين فرعا حزبيا تغطي كل محافظات العراق، وبغداد وحدها كانت تضم ثلاثة فروع. كنا نحاول في حديثنا ان لا نخلط الثمار بالسلة، نحاول ان نفصل بين من اضطر للانضمام شكلياً لحزب البعث حفاظا على حياته وسلامة عائلته، وبين المجرمين والمسعورين الناشطين في الاجهزة الامنية والمخابراتية ومنظمات الطلبة والنساء والشباب وغيرها. وهذه كلها كانت تقوم بمهام أمنية تحكم أنفاس المواطن العراقي وتنغص عليه حياته. كان التساؤل الذي تكرر في حديثنا، ورددته معنا زوجتي وسكينة : "أين ذهب كل هؤلاء؟". كنا قد توصلنا الى أن أعدادا ليست قليلة من البعثيين، خصوصا من المعروفين والمتورطين في قمع ابناء شعبنا العراقي، تركوا العراق ، وصار كثير منهم "لاجئين سياسيين" في دول الجوار والدول الاوربية ، ورفعوا رايات المعارضة للعملية السياسية في العراق. واتفقنا بأن البعثيين عموما لم يتبخروا من ارض العراق. نعم نزعت اعداد غير قليلة منهم الزيتوني ببراعة وأرتدوا اللباس المناسب والملائم وتسربوا الى مختلف الاحزاب والجمعيات العراقية ، وتحايلت بالف حجة وستار على قوانين الاجتثاث والمحاسبة. وعاد بعضهم للواجهة بغطاء قانوني بحراسة آليات نظام المحاصصة الطائفية والاثنية. ومع تعدد الاستعصاءات في العملية السياسية، التي لم تنجح في تحقيق الأمن والمصالحة ولا تنفيذ الوعود للشعب بتوفير الخدمات الضرورية، وتراكم الاحتجاجات باشكالها المختلفة، تصاعد دور البعثيين من جديد، خصوصا في المناطق الغربية من البلاد، وصاروا يلعبون على المكشوف واعادوا تنظيم انفسهم لكسب التأييد وتطوير نشاطهم .

كان صديقي الصدوق، أبو سكينة، غير بعيد عنا، يستمع لحديثنا، وأسئلتنا المتقاطعة، وحين تحدثنا عن المعالجات التي يفترض بالحكومة العراقية أتباعها للحد من نشاط البعثيين ودعمهم لقوى الارهاب ومرتزقة "الدولة الاسلامية"، وما ان تكرر السؤال: أين ذهب البعثيين؟ ضحك ابو سكينة، مد رقبته، ثنى ساقه،واستند الى الحائط القريب، وضحك بخفوت وكأنه يسخر منا : "اسئلتكم ما ينراد لها نقاش طويل وحسبة طويلة، تريدون تعرفون وين صاروا اللي دمروا العراق وكانوا اسباب الخراب اللي نعيشه الان ؟ هم بكل بساطة أطلقوا لحاهم وقصروا ثيابهم، وصاروا يتحدثون بأسم الدين ويحللون ويحرمون على كيفهم ! واذا الحكومة الجديدة تريد تحارب الارهاب والدواعش، ما عليها الا ان تحلق للبعثيين لحاهم، وتبذل جهدا لفصل المجرمين عن المغرر بهم، وهؤلاء توظفهم وتسكنهم وتحل بقية مشاكلهم، وتخليهم يعيشون حسب القانون وروح المواطنة !"
 

طريق الشعب . العدد 36 السنة 80 الأحد 21 أيلول 2014


الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter