| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 19 / 4 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

حامي ثروة العراق!

عدنان حسين    

الحامي هو الدكتور حسين الشهرستاني، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة ومرشح دولة القانون الى الانتخابات البرلمانية الوشيكة.. وهذه ليست شهادة مني، فالدكتور الشهرستاني لم أتعرّف عليه عن قرب ولا التقيته يوماً في مهمة صحفية ولا في محفل عام إن هنا في بغداد أو في المنفى.

"حامي ثروة العراق" هو الشعار الذي اختاره الدكتور الشهرستاني في حملته الانتخابية فوضعه الى جانب صورته وتحت اسمه. والشعار فيه إيحاء ذو دلالة على نوع من مناكفة للكرد ... الذين قرأوا الشعار، أو بعضهم، فهموا انه يحيل الى موقف الشهرستاني تجاه قضية النفط في إقليم كردستان. أي ان الرسالة الكامنة خلف الشعار تقول ان سلطات إقليم كردستان مفرّطة بثروة النفط وان الدكتور الشهرستاني واقف في وجه هذا التفريط باتخاذه مواقف متشددة لم تساعد في التوصل الى حل للمشكلة القائمة منذ سنوات بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن إنتاج النفط في الإقليم وتصديره.

معنى آخر يمكن أن يكون الدكتور الشهرستاني أودعه شعاره الانتخابي، هو ان تراخيص إنتاج النفط التي أشرف نائب رئيس الوزراء والمرشح الانتخابي على عدة جولات منها قد أمّنت استثماراً جيداً لثروة العراق التي لم تزل الوحيدة، ولا حياة لشعب العراق من دونها ( الواقع أنها كانت نقمة على العراق والشعب والعراقي، ولم تزل نقمتها قائمة حتى اليوم فكل الحروب التي زُجّ فيها الشعب العراقي رغم انفه كانت بسبب النفط، وكل الصراعات الضارية الجارية على السلطة الآن أساسها النفط أيضاً الذي تتدفق ملياراته على جيوب الفَسَدة أكثر مما تُستثمر في التنمية).

لكن هناك العديد من الخبراء الاقتصاديين العراقيين، وبعضهم أكثر كفاءة واختصاصاً وخبرة من الدكتور الشهرستاني في الاقتصاد عموماً وفي الاقتصاد النفطي خصوصاً، يرون انه كان هناك تفريط كبير في مصالح العراق من جراء التراخيص النفطية التي جرت في السنوات الأخيرة، وهذه آراء منشورة ومُقالة علناً في ندوات عامة وعبر وسائل الإعلام.

على أية حال ان عبقرية الدكتور الشهرستاني الحمائية المعلن عنها في الملصقات واللافتات الانتخابية، لم نرَ لها أثراً في قضية النفط المتسرب الى نهر دجلة في الأيام الأخيرة. فقد عمدت السلطات الى إشعال النار في بقع النفط للخلاص منها ، بحسب ما أكده الناطق باسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد الليلة الماضية . وهذا العمل كانت له آثار وخيمة في الواقع، فالنفط الخام قد احترق، وكان يمكن العمل على شفطه وخزنه في صهاريج وإعادة ضخه في أنابيب تصدير النفط الخام الى الخارج لبيعه أو الى المصافي المحلية لتكريره. كما ان الحرائق النفطية وسُحبها الدخانية الكثيفة تسببت في الإضرار بالبيئة وبصحة الناس في مناطق عديدة من محافظة صلاح الدين وبينها مركزها مدينة تكريت، كما أفادت به تقارير صحفية عديدة.

كيف تحمي ثروة العراق، د. الشهرستاني؟ .. نوّرنا، لو سمحت.


المدى
العدد (3061) 19/4/2014

 

 

free web counter