| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الخميس  16 / 1 / 2014



كلام ليس في السياسة

عزيز العراقي

للجسد لغة يتحدث بها , ويعبر فيها عن اغلب الافكار والمشاعر اليومية وذلك من خلال ايحاءات حركته . وقبل ان نصل الى الفنان شارلي شابلن لنا امثلة كثيرة توضح المقصود وهي معروفة لجميع البشر , وأقربها لغة الاخرس التي يتعايش معها طيلة حياته ولا تشكل اعاقة كبيرة له , ولغة الاشارة التي تستخدمها الكثير من القنوات الفضائية مع نشراتها الاخبارية اصبحت مفهومة ليس الى المقصود من الطرشان فقط , بل ومفهومة من الآخرين ايضا . ولعل في المسرحيات الصامتة التي تخلو حتى من الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية وتعتمد فقط على حركة جسم الممثل, تنقل مشاهديها الى تجليات معرفية تجعلهم اكثر رهافة في معرفة اصول التعامل مع ابناء جنسهم , وملك التمثيل الصامت شارلي شابلن ليس فنانا فقط , بل مفكرا , ومصلحا اجتماعيا , ومانحا الفرح والأخلاق الحميدة لكل من شاهده في ارجاء المعمورة .

الدبلوماسية التي تعتمدها الدول في تعاملها مع الدول الاخرى , وبصورة اخف بين قياداتها السياسية والإدارية العليا , تعتمد اساسا لها لغة الجسد قبل الكلام , وأول اولوياتها الاحترام والاهتمام بالمقابل . الدول العريقة تمتلك مدارس تابعة في اكثر الاحيان لوزارة الخارجية , تدرس فيها الاساليب الدبلوماسية وكيفية ممارستها , والاستعداد للمواقف المحرجة والمفاجئة . ويدرس فيها ليس موظفو وزارة الخارجية فقط , بل كل الموظفين الكبار في الدولة , وخاصة من يعملون في الشأن العام ويكونوا واجهة ولو محددة للدولة التي يمثلونها . اما في البلدان التي لا تمتلك مؤسسات دولة اصلا ومنها بلدنا العراق , فلا تأتي مفردة السلوك الدبلوماسي في الحركة او الحديث على بال اي احد من كبار المسؤولين , بل ويستهان بها امام نزعة الرجولة التي تعودنا عليها في سلوكنا العشائري عندما نريد ان نوضح فكرتنا , او نحدد مطاليبنا . وابرز صور التعبير الحركي عن هذه الرجولة هو فتح الساقين على سعتهما , وتشمير الذراعين الى اقصى مدياتها , والنظر بكل الاتجاهات . بعكس الحركات المدروسة لقيادات الدول المتحضرة في ضم الساقين وعدم استخدام اليدين في ابسط حركتها والنظر الى وجه المقابل او الى الاسفل . ولا يعتمد في فهم هذا التصرف العشائري على تحليل العقل الباطن كما طرحه فرويد فقط , بل واغلب علماء تفسير الحركة , وما تشي به من رسائل موجهة الى المقابل والى الاعلام والى كل من يهمه الامر . ولعل ما افادنا به العالم العراقي الدكتور عبوب سمث حول حركة صخرته بين المجاري والسبتتنكات ما يوازي المقارنة بين الفرق في الحركات الدبلوماسية للقيادات العراقية وقيادات الدول المتحضرة الاخرى .

اللبلبان لا تعني لبلبة القضية , اي شرحها بما قل ودل , بل اللبلبان صفة للمتحدث الذي يتكلم كثيرا , وفي كل شئ . ليس في شرح وتوضيح الموضوع , بل الحديث قدر المستطاع حول اي شئ حتى وان لا يعرف عنه اي شئ . وتطلق اللبلبان على ( البلاّف ) الذي يخدع المقابل ويجعله يقتنع بدون دراية . وتقال اذا كان اللبلبان محبوبا من قبل المتكلم كصفة ذكية , بعكس ما يقوله الذي لا يوده من انه يحاول فرض رأيه بالحق وبالباطل . الذين يحبون الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني يشيدون بذكائه ويسمونه لبلبان : عمي ما كو شي يفلت منّه , شوفة شلون فاتح رجليه ويحجي بترس حلكَه ويه الكل بما فيهم السفير الامريكي . ويضيفون : حتى شعره شلون منفوش من الانفعال . والله لو هيج الزلم لو ما تنراد . والحقيقة هو ان السيد الجعفري ليس وحده من يفتح ساقيه على مصراعيها عند استقباله للضيوف , بل اغلب القيادات السياسية العراقية .

يقول الدكتور الالماني هيس , وهو احد علماء حركة جسم الانسان : ان بؤبؤ عين الشخص العادي يصبح اكثر اتساعا بمرتين عند مشاهدته امرأة عارية . وهو ما اكده ايضا الدكتور العراقي عبعوب سميث , وأضاف : ان بؤبؤ عين رئيس الوزراء السيد المالكي يصبح اكثر اتساعا بعشرة مرات عند مشاهدته السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم , خاصة في الفترة الاخيرة .
 

free web counter