| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الثلاثاء  23 / 9 / 2014



متى ستحترم الحكومة العراقية نفسها وشعبها ؟

عزيز العراقي

تمكن الامريكان والمجتمع الدولي من تشكيل حلف عالمي لمحاربة داعش خلال ثلاثة اسابيع , وقبلها استطاع الامريكان من خلال طيرانهم مساعدة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي , والمليشيات الشيعية التي وجدت لها موقعا شبه رسمي تحت لافتة مقاتلة داعش , والتي اصبحت مصدر رعب للأهالي الذين تحرروا من داعش نتيجة قسوتها ايضا .

وتطورت مقاتلة داعش من الاراضي العراقية الى الاراضي السورية الليلة الماضية دون اخذ الاذن من النظام  السوري او التنسيق معه . خلال اقل من شهر قامت الحرب واشتركت فيها عدة دول سواء بالأسلحة او بالخبراء او بالمعلومات الاستخبارية وعلى ارض العراق , ومنذ البداية حدد الاتجاه على ان تمسك الارض من قبل العراقيين .

ولكن لحد الآن لم تتمكن الحكومة العراقية بكل اطيافها ( الزاهية ) من تعيين وزير للدفاع والداخلية , اللذان هما اساس تحرك العراق الذي قام التحالف الدولي لنصرته على داعش , التي ابتلعت ثلث اراضيه وهرب الجيش العراقي من مواجهتها بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي .

وإذا كنا نفهم سبب تعنت المالكي في عدم تعيين الوزرين الامنيين خلال فترة رئاسته بعد انكشاف سعيه المحموم للاستمرار في رئاسة الوزراء , فكيف لنا ان نفهم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي جاء على ركام ازاحة سلفه المالكي بإجماع داخلي ودولي قل نظيره . الا يوجد شعور بالمسؤولية لإدامة هذا الزخم الكبير من قبل رئيس الوزراء العبادي قبل غيره ؟ وهو الذي قطع وعدا عند اداء اليمين الدستورية لوزارته بأنه : سيعين الوزيرين الامنيين خلال اسبوع واحد اذا لم تتمكن القوائم المتحاصصة من الاتفاق ؟ ان عدم الوفاء بالوعود الاولية من قبل رئيس الوزراء الجديد , بعد مرحلة صعبة تخللها كل انواع الخداع , فوصفتها الجماهير العراقية ب " كذاب نوري المالكي " ,  لها تأثير سلبي مضاعف يؤسس سريعا للشك بالمصداقية .

اهتمام الامريكان وحلفائهم بالعراق ليس وليد سيطرة داعش وتهديدها السلم العالمي , الاهتمام بالعراق منذ ان قرر الامريكان ازاحة صدام . وبغض النظر عما ارتكبه الامريكان في العراق من اخطاء مقصودة واخرى غير مقصودة , فأن الرعاية الامريكية والدولية التي حصل عليها العراق للوقوف على قدميه كبيرة جدا . وما من شك ان هذه الرعاية نتيجة قدرته الاقتصادية وموقعه الاستراتيجي في المنطقة , وليس لان يكون هادي العامري زعيم فيلق بدر العسكري, او وزير المالية المستقيل رافع العيساوي المتهم بالإرهاب كمرشحين لوزارة الدفاع , والاثنان لا يصلحان لا لوزارة الدفاع ولا للداخلية , ليس لأسباب فنية فقط , ولكنهما غير جديرين في هذه المواقع الحساسة التي تحتاج الى تاريخ غير متورط بانحيازات طائفية او جهوية , ولن يتمكنا من ان يكونا باعثين للثقة لدى العراقيين. وبقاء المنصبين شاغرين افضل الف مرة من التورط معهم او مع من يشاكلهم .

العبادي مطالب ان يواكب الحلف الدولي بقيادة الامريكان لمقاتلة داعش بأسرع وقت ممكن , فالأمريكان ومن معهم لن ينتظروا تعيين العامري او العيساوي . ومهاجمة داعش في سوريا دون اخذ الاذن من النظام في سوريا او من المجتمع الدولي يوضح هشاشة وضعنا ووضع النظام السوري المتهمين اساسا بتهيئة الاوضاع لسيطرة داعش سواء من قبل المالكي او الاسد . ان مواكبة التحالف الدولي تتطلب قبل كل شئ نفض اليد عن الانشغالات التوفيقية الخاصة بالتحاصص الطائفي , التي كانت السبب الاساس في فشل حكومة المالكي , وتعيين الوزراء الامنيين بأسرع وقت , وعند رفضهم من قبل البرلمان تخرج الى الشعب والعالم تفضح البرلمان الذي جعل من الديمقراطية مطية لكل الانحدارات التي لحقت بالعراق , فالشعب والعالم كله معك . ومن دون اللحاق بالتحالف الدولي سنخسر الزخم الدولي , ونخسر التعاطف الذي حصلنا عليه بعد الهزيمة المذلة لجيشنا .

الوقت يمضي سريعا , ولا مجال لانتظار توافق من اوصل العراق لهذا المنحدر .



 

free web counter