| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت  4 / 1 / 2014



ماذا بعد فض الاعتصام ؟؟

عزيز العراقي

يعتقد الكثيرون , ومن بينهم اطراف في " التحالف الوطني " الشيعي , بان رئيس الوزراء السيد المالكي يمكن ان يضحي بالسلم الاهلي ويشعل حرب طائفية ان لم يتمكن من الحصول على الولاية الثالثة . وحافة الحرب التي سحب الوضع اليها وتمثلت اولى خطواتها الفعلية في انهاء الاعتصام في الانبار عن طريق القوة ,وقد حذر الكثيرون وعلى رأسهم حلفائه السيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر على عدم خلط الاوراق بين محاربة الارهاب الذي يسعى له كل عراقي شريف وبين المطالب المشروعة للمعتصمين في الانبار, والتي اعترف بشرعية بعضها السيد المالكي نفسه . وسبب هذا الاعتقاد ان المالكي وقسم كبير من قيادات حزب "الدعوة" وقائمة "دولة القانون" سيتعرضون الى مسائلات قانونية , ومحاكمات قد تؤدي برقاب بعضهم وليس السجن فقط , نتيجة تورطهم في الفساد واللصوصية والتستر على كبار المجرمين , وهو ما اوصل العراق الى هذا الدرك . ويؤكد هؤلاء ان المالكي لن يقبل بغير الولاية الثالثة على امل ان يخلق وضع قانوني يسمح له ولمجموعته بالتملص من المسؤولية , ولو تيسر لهم الحصول على هذا ( العفو ) الآن , لما اندفع بهذا الاصرار والاستقتال .

مثلما جرى خلط الاوراق بين قوى الارهاب داعش والقاعدة وبين ساحة الاعتصام , يجري خلط الاوراق ايضا بين تنامي الازمة السياسية في العراق وبين تداعيات الحرب في سوريا كما يصورها فريق المالكي . لا احدا ينكر تأثير الازمة السورية على الواقع العراقي , لا بل على واقع دول المنطقة جميعا , ولكن هل الازمة السورية هي السبب (الاساس ) في نشر الفساد ومصادرة استقلالية الهيئات المستقلة وعدم استعادة انتاج اي معمل او اية ارض زراعية او اعادة تأهيل البنية التحتية؟؟ والى آخر القائمة التي يعاني منها العراقيون يوميا وأصبح من الممل تكرارها . ام ان تعثر انتصار الثورة السورية هو راء تنصل المالكي عن الوفاء لاتفاقية اربيل التي رسمت الطريق للنهوض بالواقع العراقي وكانت الضوء الاخضر للسيد رئيس الوزراء في تشكيل حكومته ؟ ام كانت السبب الذي دفع " دولة القانون " و" حزب الدعوة " لرفض " المؤتمر الوطني " الذي اتفقت عليه كل الاطراف السياسية العراقية ومن بينهم التيار الصدري والمجلس الاعلى حلفاء المالكي , عندما اراد الجميع مساعدة المالكي وإيقاف التدهور الذي اوصلنا لهذا الحال ؟ وغيرها الكثير .

الوضع العراقي ارتهن الى التهادن الامريكي الايراني طيلة العشر سنوات الماضية , وفق عملية سياسية صاغ طرق عملها الاحتلال الامريكي , وليترك العراق يتخبط في وحله الطائفي والقومي , وليس مثلما يقال : بان تخبط الامريكان اعطى العراق لقمة سائغة للنظام الايراني . الامريكان حققوا اكبر نجاح لهم في احتلالهم وسيطرتهم على العراق , وذلك بعد ان شرعوا له عدة قوانين تخدم تحاصص العملية السياسية التي جردته من جميع لوازمه العراقية بما فيها وحدة المصالح الوطنية المشتركة , والدليل على ذلك ان بقاء العراق موحدا لحد الآن رهين بالإرادة الامريكية . العراق مربع مهم في مربعات تشكيل الخارطة الجديدة للمنطقة , ولكنه ترك بلا رقم , اي مثلما يقال ( تحت اليد ) طيلة هذه السنوات بانتظار ان تنضج ظروف المنطقة , وعندها , معرفة الرقم المناسب الذي يوضع في المربع العراقي . المالكي يدرك بعد زيارتيه لواشنطن وطهران اكثر من اي وقت مضى , ان الاتفاقية النووية بين الطرفين ليست هي الاهم بالنسبة له , بل الخارطة السياسية التي تم التوافق عليها , ومن بينها املاء المربع العراقي بالرقم المناسب للطرفين وإنهاء الفراغ الذي شغله المالكي ودائرته في ادارة العراق .

ويؤكد البعض ان المالكي ان لم يتمكن من الحصول على الولاية الثالثة من خلال وضع العراق على حافة الهاوية الحالية , فقد يدفعه الخوف والرعب من المحاكمات القادمة التي ستكون اولى صفحات تبيض وجه الحاكم الجديد , ان ينقلب على العملية السياسية برمتها بعد ان فشل في دفع الآخرين لإنهائها , باعتبارها الطوق الاكبر الذي وضعه الامريكان لحكم العراق .املا في خلق واقع جديد يأخذ بنظر الاعتبار واقع التقسيم الطائفي والقومي لأقاليم العراق .

 

free web counter