| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أحمد رجب

 

 

 

 

الأثنين 23 /1/ 2006

 

 

ابراهيم صوفي محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني - العراق :


زيارات مكوكية للمسؤولين إلى كوردستان

 


أحمد رجب

شارك السيد ابراهيم صوفي محمود عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني ـ العراق في عدة ندوات في مدينتي إسكليستونا واستوكهولم وفي غرف البالتاك، وتحدثّ عن مستجدات الوضع السياسي والعملية الجارية لبناء العراق الفيدرالي ومهمات الأحزاب والقوى السياسية ومشاركتها الفعّالة في محاربة قوى الشر والإرهاب والعمليات القذرة ووضع حد لها، وحل مشاكل الناس وتوفير الأمن والإستقرار للمواطنين.

ففي يوم 6/1/2006 قدّمّ في النادي العراقي في مدينة إسكليستونا وضمن نشاطاته الثقافية محاضرة باللغة العربية، وفي 7/1/2006 قدّمّ نفس المحاضرتة باللغة الكوردية في الجمعية الكوردستانية في المدينة، وفي 9/1/2006 ساهم في ندوة خاصة لمجموعة من المثقفين والإعلاميين في منطقة برومّا في استوكهولم، وفي 15/1/2006 إلتقى في غرفة البالتاك مع عدد من الشوعيين الكوردستانيين والبيشمركة القدامى في ندوة خاصة.

في بداية هذه المحاضرات قدّمّ السيد ابراهيم صوفي محمود عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني ـ العراق عرضاً مسهباً عن ولادة الدستور والمشاكل التي اعترضته، والحلول والإجتهادات التي تقدمت بها الأحزاب والشخصيات المشاركة في الجمعية الوطنية العراقية كإقتراحات سلمت إلى السادة المكلفين بكتابته، وأن الدستور رغم نواقصه وإخفاقاته العديدة يعتبر ضمانة لعراق ينشد الديموقراطية والفيدرالية، بما يضمن الحقوق الوطنية والقومية لشعب كوردستان.

لقد إستطاع الشعب العراقي الموافقة على الدستور بأكثرية الأصوات، وهذا بلا شك إنتصار للشعب الذي قدم الكثير من أجله، وتبعاً لهذا الإنتصار الرائع، إستطاع الشعب تحقيق إنتصار آخر وذلك بالمشاركة الفعالة في الإنتخابات الأخيرة التي جرت في 15/12/2005.

لم يكن كتابة الدستور عملاً سهلاً، بل كانت عملية شاقة وصعبة في ميدان الصراع بين القوى السياسية والطائفية، وبالأخص بين السنة والشيعة، وبين قوى الخير والقوى التي تدّعي " المقاومة " وبقايا النظام الدكتاتوري، وبعد إجراء سلسلة من المحادثات والمجاذبات بين تلك القوى جرت عملية حذف فقرات وإضافة أخرى لإغناء محتوى الدستور بما ينسجم مع رغبات وتطلعات جميع تكوينات الشعب ومطامح الأحزاب والقوميات والأديان إستطاع العراقيون لأول مرة بعد 80 سنة من عمر العراق كتابة دستور وإعلانه على أبناء الشعب، يتّصدّره شعار: العراق الجديد هو عراق الديموقراطية والفيدرالية.

من المهم أن نذكر بأنّ عوامل داخلية وخارجية وضعت بصماتها على كتابة الدستور العراقي، لأن العراق كما تعلمون ووفق قرار من الامم المتحدة بلد محتل من قبل أمريكا والدول المتحالفة معها، وهذا الأمر يفتح الباب للتدخل في شؤون العراق، وهناك تدخلات من الدول الإقليمية التي تجاور العراق، ولكل دولة أجندتها الخاصة لتمرير سياساتها والحفاظ على مصالحها، وهذه التدخلات أصبحت مفضوحة بمرور الأيام، كما ان الجامعة العربية وسكرتيرها عمرو موسى تدخلوا في الوقت الضائع بشؤون العراق، على أساس أنهم أصحاب العراق للحفاظ على أراضيه، وأستطاعوا فرض مادة لتغير بند في الدستور العراقي الذي تمّ تحقيقة وتصديقه.

ونتيجة للمناورات والتدخلات تمّ تثبيت المادة 140 إرضاءً للسنة ، وجماعة صالح المطلق وبقايا البعث بزعم مشاركتهم في العملية السياسية الجارية في البلاد، وقد قدم السفير الأمريكي زلماي خليل زادة بنفسه وفي العلن المساعدات لأولئك الناس والمجموعات وتسهيل تنقلاتهم من مكان إلى آخر.

لقد تم في البرلمان الكوردستاني وفي إجتماعات الأحزاب في أربيل قبل الذهاب إلى بغداد بحث تطلعات ومطاليب كوردستانية، وتثبيتها بخطوط حمراء حتى لا يتمكن أحد تجاوزها مثل : حق تقرير المصير، العيش مع الآخرين برغبة الأطراف، تحديد حدود كوردستان، إعادة مدينة كركوك والأقضية والمناطق المستقطعة التي تمّ تعريبها من قبل النظام الدكتاتوري، الثروات الطبيعية، ثيشمةرطة كوردستان.

جرى في الدستور بحث قضية كركوك وضرورة حل هذه المشكلة حتى نهاية عام 2007، وكذلك بالنسبة للمدن الكوردستانية الأخرى وضرورة إعادتها إلى كوردستان مع الإهتمام بالمهجرين والمؤنفلين وضحايا القصف الكيمياوي.

وأشار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستانى :

نحن في الحزب الشيوعي الكوردستاني وفي اللجنة العليا لقائمة التحالف الكوردستاني للإنتخابات وسائر الأحزاب القومية والدينية والشرائح الإجتماعية المختلفة نثمن الدستور ونعتبره إنتصاراً ومكسباً وطنياً وضمانة أكيدة على نبذ نهج الدكتاتورية وعدم العودة لحالة الإحتراب والقتال، ويجب العمل دائماً بأنّ هذا الدستور يجمعنا، وأن دول الجوار غير مرتاحة من التوجه الديموقراطي للبلاد.

وفي هذا السياق أكد ابراهيم صوفي محمود قائلاً :

شاركنا في الإنتخابات، ولأول مرة سنحت الفرص أمام الجميع للدعاية وتوضيح الأمور، وكان من نتائجها تشكيل تحالفات وجبهات إنتخابية بين القوى والأحزاب والشخصيات المستقلة على الساحة العراقية، ومرة أخرى تدخلت القوى الخارجية في الشأن العراقي، وحاول كل طرف مساعدة ودعم القائمة التي تخدم مصالحه، ووصلت الكيانات إلى 228 كيان سياسي لخوض الإنتخابات، ولا يخفى على أحد بأنّ التوجه إلى الإنتخابات وصناديق الإقتراع عمل ديموقراطي، وللأسف سجلت إنتقادات نظراً لعمليات التزوير التي رافقت الإنتخابات في بعض الأماكن.

بعد الإنتهاء من الإنتخابات بدأت زيارات مكوكية من قبل مسؤولي القوائم المختلفة إلى كوردستان وعقدوا إجتماعات مع السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس إقليم كوردستان وكلاهما من قائمة التحالف الكوردستاني، وطبقاً للتقارير والمعلومات المتوفرة جرى بحث التحالفات ومستقبل الجمعية الوطنية العراقية والحكومة العراقية، وتظهر هذه التحركات من قبل المسؤولين العراقيين أنّ كل طرف يحاول تقوية نفسه من خلال كوردستان، علماً بأن كل واحد من المسؤولين له شروطه الخاصة، وأن البعض منهم أكد بأن الدستور العراقي لا ينص على الفيدرالية، وأن القوائم السنية وقائمة التوافق للدليمي، وقائمة الإئتلاف الشيعي وقائمة ألعراقية لأياد علاوي مع الفيدرالية لكوردستان، ولكن القوائم السنية وقائمة التوافق تقول: بأنّ الإئتلاف الشيعي يريد تقسيم العراق، ولهذا السبب يسمحون لإيران التدخل في الشأن العراقي.

وفي الِشأن الكوردستاني لم تصدر الحكومة العراقية لحد الآن بيانات وقرارات بعودة المهجرين من كركوك والأماكن الأخرى إلى أماكنهم الأصلية، كما لم تصدر الحكومة قرارات من شأنها حل مشكلة المؤنفلين وضحايا عمليات الإبادة بالسلاح الكيمياوي، ولم تحل الحكومة إلى يومنا هذا مشكلة العرب المستجلبين إلى كركوك والمدن الكوردستانية الأخرى، وفي الوقت الذي لا يتمكن المهجّرين من الكورد والتركمان والكلدان الآشوريين السريان قسراً العودة إلى مدنهم وأماكن سكنهم في العهد الدكتاتوري، نرى بأنّ العرب المستجلبين في زمن البعث أصبحوا تجاراً وأصحاب أملاك وعمارات شاهقة.

لم تلتزم الحكومة بتوزيع ميزانية العراق بشكل صحيح، بل ضغطت لتقليل حصة كوردستان، لذا فانّ قائمة التحالف الكوردستاني بالإتفاق مع القوائم الأخرى تحاول حل الإشكاليات والأمور المستعصية عن طريق التفاهم بعيداً من التعصب.

أن قائمة الإئتلاف الشيعي تتحدث عن مسائل عمومية وتعطي وعود، ولكن عند الحصول على مقاعدهم في الجمعية العراقية ( وهذه المرة 4 سنوات ) لا تلتزم كما في السابق، لذا يتطلب الدخول في حوار شفاف وصريح والإتفاق على كل الأمور مسبقاً.

ركّز عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني على دور الإعلام العربي ووصفه بأنّه منحاز كلياً إلى الزمر الإرهابية وبقايا النظام الصدامي والجماعات المخربة، ويتجلى دور الإعلام العربي في محاربة العراق الفيدرالي والتوجه الديموقراطي، وأن الإعلاميين العرب يعلمون بوجود لوحة جديدة مضيئة في الوضع العراقي، وسوف تتشكل الجمعية الوطنية العراقية وحكومة الوحدة الوطنية، وتنصب الجهود على بناء عراق ديموقراطي فيدرالي.

وبعد الإنتهاء من هذه المحاضرات وردت مداخلات وأفكار جديدة لإغنائها، كما وجهت اسئلة كثيرة من الحضور، وأجاب السيد ابراهيم صوفي محمود عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني على جميع الأسئلة والإسفسارات.