|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 15/8/ 2012                                 عبدالرزاق الصافي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مسلسل نهايته غير معروفة!

عبد الرزاق الصافي

نحن الآن في الاسبوع الاخير من شهر رمضان، الذي شهد ازدحاماً في المسلسلات التلفزيونية لدرجة حملت البعض على تأجيل عدد منها. غير ان هناك مسلسلاً بدأ قبل رمضان بأشهر عديدة وهو مرشح للاستمرار بعد رمضان الى مدى لا احد يستطيع تحديد نهايته. ذلك هو المسلسل المقرف الذي تواصله الكتل السياسية المتنفذة المتحكمة بالعملية السياسية منذ العاشر من آذار//مارت 2010 موعد انتهاء الانتخابات البرلمانية حتى الآن. فقد استمرت حلقاته الاولى ،التي انصبت على تشكيل الحكومة الجديدة ، مايزيد على التسعة اشهر، لتظهر الحكومة الناقصة . وكانت الدورة الجديدة من حلقات المسلسل غير معروف النهاية ، تتعلق بأستكمال الحكومة والاتفاق على من يشغل وزارات الدفاع والداخلية ومسؤولية الامن العامة . هذه الدورة التي لن تنته حلقاتها حتى الآن.وتداخلت مع هذه الدورة حلقات دورات اخرى . فتارة هي حلقات تتعلق بالمؤتمر الوطني العام او الاجتماع الوطني . حلقات حول عنوان الاجتماع واخرى حول مكانه وثالثة حول جدول اعماله. هذه الحلقات التي لا يعرف احدكيف انتهت؟ والى ماذا توصلت ؟ وبرغم ذلك فقد اشغلت القوى المتصارعة على مراكز القوة والنفوذ والمغانم والمكاسب الرأي العام بدورات جديدة من حلقات مسلسها الذي لا ينتهي . وكانت الحلقات الجديدة تدور حول حل الصراعات عن طريق التسقيط وسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي ، التي ادارتها كتل العراقية والتحالف الكردستاني والاحرار (الكتلة الصدرية) رغم كون هذه الكتلة جزء من التحالف الوطني الذي يضمها الى جانب المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي  وحزب الفضيلة . ولم تسفر هذه الحلقات التي بدأت في اربيل وانتقلت الى النجف ، لتتبدد بعد ذلك عملياً لانسحاب الكتلة الصدرية .

ولم تكن اي من هذه الدورات والحلقات مستقلة عن بعضها البعض بل متداخلة ، إذ لم تكن تنتهي الواحدة منها لتبدأ اخرى . فطلب سحب الثقة من المالكي جابهه طلب سحب الثقة من النجيفي . وتصاعدت الصراعات لتبلغ حداً معيباًمن التهديدات بكشف فضائح وخروقات دستورية  وجرائم فساد ونهب المال العام . ولكن التهديدات ظلت في حدودها دون ان تأخذ طريقهاالى التنفيذ لأنها تشمل كل الكتل تقريباً.

واى جانب كل هذا جرى اشغال الرأي العام بتصعيد التوترات بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم بشكل اثار قلق الرأي العام من العواقب الوخيمة  لإبقاء الامور غير محلولة بشأن قانون النفط والغاز وقانون المحكمة الإتحادية العليا وجملة القوانين المهمة الاخرى .

وبرغم الصراعات بين الكتل المذكورة يجدها الرأي العام متفقة في ما بينها حين يتعلق الامر بمصالحها وتوزيع كعكة النفوذ والمغانم، ومستعد ة لخرق الدستور خرقاً فاضحاً كما تبين حين اقدمت على ابقاء التعديل غير الدستوري الذي يقضي بأعطاء المقاعد التعويضية للكتل الفائزة الكبيرة وليس للخاسر الأقوى في الانتخابات المرتقبة لمجالس المحافظات .

ان هذه القائمة غير المتكاملة للسلوك المشين للكتل المتنفذة التي تهمل الاهتمام بمصالح الناس وحقهم في الخدمات والعيش الكريم، والانشغال بـتأمين منافعها الخاصة ، تدلل على مدى انعدام الشعور بالمسؤولية والانانية المفرطة ، التي لا يمكن ان تمر دون حساب من قبل جماهير الشعب التي تعاني الامرين في ظل هذه السلطة الفاسدة والعاجزة عن انتشال الوطن والشعب من الحضيض الذي اوصلت الوطن اليه، ان لم يكن اليوم فغداً. إذ لا يمكن ان يستمر الحال على ماهو عليه. وما حدث خلال العامين الماضي والحالي في البلدان العربية من انتفاضات وتغييرات جدير بالتمعن من قبل الجميع . والعاقل من اتعظ بغيره كما يقولون.          

 

لندن 12/8/2012                

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter