| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

الأحد 15/6/ 2008



في "عيد" الصحافة العراقية

عبد الرزاق الصافي

هل هو، حقاً، عيد، بمعنى اليوم الذي يحمل الفرح، وبعض الشعور بالسعادة؟! ان واقع الحال لا يجيب بالايجاب. فالصحافة العراقية منذ ولادتها قبل ما يقرب من قرن ونصف من الزمن عانت ولا تزال تعاني مختلف ضروب العنت والاضطهاد والتعطيل والملاحقة، الاّ ما ندر، ولفترات محدودة جداً. فهي عانت عسف السلطات المعادية للديمقراطية، المعادية للشعب، بمختلف اشكالها: من سلطات محتلة في العهد العثماني، ومن سلطات رجعية ممالئة للمحتلين والمستعمرين، ومن سلطات دكتاتورية لا ترى في الصحافة غير بوق لها، والاّ فهي خطر تجب مكافحته وإسكات من يمثلونه.

وهي - أي الصحافة - تعاني اليوم اجرام قوى التخلف والارهاب، التي تستهدف بث الرعب عن طريق اغتيال الصحفيين والاعلاميين العراقيين والاجانب، في ظل الفلتان الامني، الذي ما زالت آثاره باقية، رغم ما أحرز من نجاحات في وضع حد لقوى الارهاب والتخريب من تنظيم القاعدة ودولته الاسلامية التي قُبرت قبل أن تولد، وبقايا النظام الدكتاتوري المنهار، الذين ما زالوا يحلمون أحلامهم العصفورية، باسترجاع السلطة التي فقدوها، ليعيدوا الوطن والشعب الى عهد القبور الجماعية الاسود، والارهاب الدموي واضطهاد الشعب الكردي والحروب العبثية ضد الجيران والاشقاء.

في مثل هذا اليوم يتذكر الصحفيون العراقيون، ومعهم ابناء الشعب الواعين، الرواد الاوائل للصحافة العراقية الوطنية والديمقراطية من كتاب ومحررين في المنابر الاعلامية العلنية والسرية، الذين تعجز هذه المقالة المقتضبة عن تعدادهم.

ويتذكرون، باجلال وإكبار، شهداء الصحافة العراقية الاماجد وفي مقدمتهم عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وعدنان البراك وخليل المعاضيدي والدكتور صفاء الحافظ وعزيز السيد جاسم وشهاب احمد التميمي والعشرات من زملائهم الذين اغتيلوا خلال السنوات الخمس الماضية من عمر الاحتلال البغيض.

ان الصحفيين العراقيين، وكل القوى الديمقراطية العراقية، بحاجة الى وقفة جادة في هذ اليوم لترسيخ المكاسب التي حققتها الصحافة العراقية، وتكريسها قانونياً، عن طريق تشريع قانون يضمن حرية الصحافة وأمن الصحفي، وضمان العيش الكريم له ولعائلته، الأمر الذي يتطلب وحدة الصحفيين، على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والفكرية والسياسية، والتنسيق بين منظماتهم النقابية، وكسب الرأي العام الى جانب مطالبهم العادلة، ووضع حد لانتهاك حقوقهم وتهديد حياتهم.

وليكن الخامس عشر من حزيران يوماً لتشديد النضال، وتحويل "يوم الصحافة العراقية" الى عيد حقيقي للصحفيين ولكل انصار ومحبي الصحافة الحرة الملتزمة بمصالح الشعب والوطن.

 

عن موقع الطريق

 

free web counter