| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 26/10/ 2011

 

           طاقة ناضبة وطاقة متجددة

عبد الرزاق الصافي

   نحن الآن في النصف الثاني من العام التاسع على التغيير الذي انهى النظام الدكتاتوري السابق ، ومع ذلك فإن الشعب العراقي ما زال يعاني معاناة شديدة من نقص الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء ، عصب الحياة والاقتصاد في العصر الراهن . علماً ان البلد يطفو على بحيرات من النفط تجعله ثالث او ثاني بلد من حيث الاحتياطات النفطية المكتشفة . كما يمتلك ثروة هائلة من الغاز تحرق يومياً بملايين الامتار المكعبة . والنفط والغاز ثروة ناضبة كما هو معروف. اما مصادر الطاقة غير الناضبة ، ونعني بها الطاقة الشمسية ،والعراق يقع في منطقة الحزام الشمسي ، والرياح والمياه فهي غير مستغلة بالكامل ، ولا توجد خطط معلنة لمشاريع الاستفادة من هذه المصادر حتى الآن . وسبب هذه الحالة المؤسفة هو ما عانته البلاد من اعمال الارهاب والتخريب التي ما زالت مستمرة حتى الآن ، وبسبب الاحتلال و الصراعات اللامسؤولة من اجل النفوذ والمغانم  بين النخب السياسية التي تولت المسؤولية خلال هذه السنوات ، والفساد المالي والاداري والسياسي الذي يعم كل مرافق الدولة.

   ومما يبعث على الاسف ان تقرير " الاقتصاد الاخضر في عالم عربي متغير " الذي يعدّه ويصدره "المنتدى العربي للبيئة والتنمية"لسنة2011 الذي يصدر هذا الشهر ، والذي يرصد موارد الطاقة المتجددة الضخمة في البلدان العربية خلا تقريباً من ذكر العراق في ما يتعلق بالخطط والمشاريع التي تستهدف استثمار مصادر الطاقة الخضراء المتجددة .

   ومن الملاحظ ان القمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في الكويت عام 2009 شددت حصراًعلى تعزيز التعاون العربي قي مجال الطاقة ،خصوصاًفي تحسين كفاءة الطاقة ودعم ابحاث الطاقة ،وتعزيز وتطوير الطاقة المتجددة كوسيلة لتحقيق تنمية مستدامة. وها قد مرَّ عامان من دون ان نشهد ما يدل على التوجه الجاد لتطبيق ذلك.

   ومن الجدير بالذكر ان التقرير المذكور سابقاً انتهى بتسجيل توصيات مهمة تنص على" وجوب تذليل عدد من العوائق السياسية والسوقية والاقتصادية من اجل ترويج الطاقة الخضراءعربياً ".وطالب البلدان العربية بجملة امور نذكر منها"إزالة العوائق الحالية التي تحول دون التحول الى نظام طاقة خضراء بما في ذلك انعدام الاستثمار في الابحاث والتطوير وبناء القدرات وصنع السياسة المتكامل . وإصلاح الاطار التشريعي والمؤسسي الحالي لتسهيل الانتقال الى اقتصاد اخضر. وتوفير نظام حوافز يشجع الاستثمار في تكنولوجيات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة . والبدءفي مناقشةسياسية لصياغة آلية مؤسسية جديدة لضمان انسجام سياسات الطاقة والمناخ في المنطقة العربية ".

   كما يدعو التقرير البلدان العربية الى "تبني برنامج اقليمي ضخم بعيد المدى لزيادة استعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية من شأنه ان يساعد في تنويع الاقتصادات العربية ويضمن امن امدادات الطاقة ويضمن كذلك للبلدان العربية وضعاً مستداماًورائداً في الاسواق كبلدان مصدرة للطاقة الخضراء".

   وليس من شك في ان هذه التوجهات المهمة  لا يمكن ان تتحقق ،في نظر خبراء البيئة والاقتصاد، من دون ان تقوم في البلدان العربية انظمة حكم ديمقراطية مستقرة  تضع البيئة في طليعة اولوياتها . وتجعل وزارة البيئة وزارة سيادية لا ان تظل وزارة ثانوية لا تحظى بالاهتمام الذي تحظى به الوزارات السيادية التي تتصارع الكتل السياسية المتنفذة على اشغالها للاستفادة منها في تعظيم نفوذها في السلطة وزيادة مغانمها منها

 

 

free web counter