| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 28/3/ 2012

 

قمة عربية ليست كغيرها من القمم!

عبد الرزاق الصافي

بعد مخاض لم يكن سهلاً إن لم يكن عسيراً الى حد ما، تنعقد غداً في بغداد القمة العربية الثالثة والعشرين التي بدأت ، بصيغتها الحالية ، في العام 1964 لمنع اسرائيل من تحويل مجرى نهر الاردن،دون ان تستطيع تحقيق ما اجتمعت من اجله.

وكانت صعوبة هذا المخاض ناجمة عن التغيير الذي جرى في العراق، والموقف السلبي لغالبية الدول العربية ،إن لم تكن كلها، مما تمخض عنه التغيير في العراق في العام 2003 ، وازاحة نظام صدام وتقديم رموزه الى القضاء لمحاسبتهم وانزال العقاب العادل بهم جراء ما إقترفوه من آثام بحق الشعب العراقي وبحق الجارة إيران والاشقاء في الكويت. ولذا فقد تنازل العراق عن حقه في عقد القمة في بغداد في العام 2010 ، وعقدت القمة الثانية والعشرون في مدينة سرت الليبية برئاسة القذافي. ولم يتسنًّ للعراق عقدها في بغداد في العام الماضي بسبب احداث الربيع العربي وانهيار نظامي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك.

وقد تداخلت تعقيدات الوضع العربي مع تعقيدات الوضع العراقي ، وصراعات القوى المتنفذة في البرلمان والحكومة العراقيين، إذ سعى احد طرفي الصراع المتمثل بالقائمة العراقية برئاسة الدكتور اياد علاوي، الى الضغط على ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي ، من اجل حماية قطبيها طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء من الملاحقة لمحاكمة الهاشمي بتهمة دعم الارهاب ، وإبعاد المطلك من مركزه بإعتباره نائب رئيس الوزراء.وجملة مطالب اخرى تتعلق بكيفية ادارة شؤون الحكم وتحقيق ما ورد في اتفاقية اربيل لضمان مشاركة حقيقية في السلطة ،وليس شكلية كما تراها القائمة العراقية الآن . وبلغ هذا المسعى حد التهديدبتقديم مذكرة الى القمة العربية تفضح سلبيات ادارة المالكي للشؤون العامة ، وخصوصاً ما يتعلق بالأمن وحقوق الانسان ، كما تراها القائمة العراقية.

وتركزت المطالب على عقد الاجتماع الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني لحل الخلافات قبل انعقاد القمة. وبرغم عقد اللجنة التحضيرية لهذا الإجتماع خمسة اجتماعات خلال الاشهر الثلاثة المنصرمة لم يجر التوصل الى اتفاق حول موعد عقدالاجتماع ومكانه وجدول اعماله. وكان آخر مسعى بهذا الخصوص دعوة رئيس الجمهورية لإجتماع الرئاسات الثلاث يوم الإثنين الماضي. واكبر الظن، ونحن نكتب هذه الأسطر قبل عقد هذا الاجتماع ، ان لا يخرج ما يتمخض عنه هو انعقاده وإبقاءه مفتوحاً للتواصل بعد الانتهاء من اعمال القمة العربية غداً.

ان اوساط الرأي العام العراقي تتمنى للقمة النجاح في تعزيز التضامن العربي في نصرة قضايا الشعوب العربية من اجل التحرر من الاحتلال الاسرائيلي واحترام حقوق الانسان في جميع البلدان العربية وتحقيق مطامح شعوبها في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتكامل الاقتصادي والسير بخطى مدروسة للارتقاء بصيغة العمل العربي وصولاً الى اقامة الاتحاد العربي الذي يراعي الظروف الموضوعية لكل بلد والاستفادة من تجارب الوحدات الفاشلة على مدى الخمسين سنة الماضية واكثر.

ان العمل العربي الذي استمربصيغته الحالية  ما يقرب من الستين عاماً وفشل في تحقيق المهمات التي تصدّى لها ،يحتاج الى صحوة لينصرف الى تكريس عمله كله لتجنيد الطاقات الاقتصادية والبشرية والنهوض بالانسان المواطن ذي الحقوق الكاملة في اختصاصه والابتعاد عن كل ما ينتقص هذه الحقوق تحت اية ذريعة كانت.

فهل ستحقق قمة بغدادهذا الهدف النبيل؟ كل المعطيات التي يفرزها الواقع تقول كلاّ . غير ان الامل معقود على الشبيبة الطالعة لتأخذ دورها الفاعل كما قامت بالتصدي لأنظمة الإستبداد والتخلف. والنصر معقود لها قصُر الزمن او طال.    

 

 

free web counter