| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالرزاق الصافي

 

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 5/10/ 2011

 

           مبادرات لها اول وليس لها آخر !

عبد الرزاق الصافي

حديث المبادرات التي يقوم بها الساسة العراقيون لحل الازمة المستعصية في البلاد ليس جديداً. فمن المعروف ان قطاعاً ليس بالقليل من السكان ، من السنة العرب ، لم يشارك في الاستفتاء على الدستورفي العام 2005 لولا مبادرة قضت باضافة مادة الى الدستور تقول بضرورة اجراءتعديلات فيه من قبل مجلس النواب المرتقب خلال اربعة اشهر من بدء انعقاد جلساته . غير ان الاربعة اشهر هذه تحولت الى اربعة اعوام ، هي كل عمر مجلس النواب السابق ، من دون ان يجري التوصل الى التعديلات المطلوبة . وهاهي سنة ونصف من عمر المجلس النيابي الجديد تمر من دون ان يتحدث احد عن موضوع تعديل الدستور.

   ومن المعروف ايضاً ان الحكومة الحالية ، الناقصة التكوين ، لم تر النور لولا مبادرة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ، وما سمـّي بإتفاقية اربيل التي لم تنشر نصوصها على الرأي العام حتى الآن، ويا للغرابة ، رغم اجماع اطرافها على اعتمادها طريقاً لاستكمال الحكومة ، ولحل مسألة المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية كجزء من الإجراءات المطلوبة لحل الازمة التي تعصف بالبلاد . وهاقد مرت تسعة اشهر على تشكيل الحكومة الناقصة التكوين ، وما يزيد على السنة ونصف على اجراء الانتخابات النيابية، من دون ان يتم استكمال الحكومة والاتفاق على الوزراء الامنيين ، اي الدفاع والداخلية والامن الوطني ، والانتهاء من تشكيل المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية . الامر الذي استدعى مبادرة السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية ، التي قيل انها ليست عوضاً عن مبادرة السيد مسعود البارزاني، بل استكمالاً لها، بدعوة الاطراف التي تتشكل منها الحكومة . وجرى عقد عدة اجتماعات على مدى يزيد عن الشهر ونصف ، من دون اية نتيجة ايجابية .

 وفي خضم هذا التعثر والخلافات المتزايدة بين الاطراف المشاركة في الحكومة وبين الحكومة الإتحادية والاقليم ، وخصوصاً بشأن قانون النفط والغاز، تقدم السيد اسامة النجيفي رئيس البرلمان بمبادرة جديدة لم تتضح معالمها حتى الآن . بسبب من سفره على رأس وفد نيابي الى طهران للتباحث بشأن المياه والحدود والعلاقات بين البلدين ! الامر الذي يحمل على التساؤل عن دور وزارة الخارجية في مثل هذه المباحثات بإعتبارها الوزارة المختصة بهذه الشئون.

  وجرى الاعلان عن انتظار عودة السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية من الولايات المتحدة الامريكية لمعاودة الاجتماعات مع الاطراف الحكومية لحل الاشكالات المستعصية حتى الآن .

   ليس غريباً ان تحدث خلافات بين الاطراف السياسية في اي بلد، وليس غريباً ان تحدث ازمات تؤثر الى هذا الحد اوذاك على الاداء الحكومي . ولذا تلجأ الاطراف المختلفة  للبحث عن حلول للخلافات بتحكيم الدستور ، او الاستعانة بالمحكمة الدستورية ، او حل هذه الخلافات عن طريق ابداء المرونة والتنازلات المتبادلة للتوصل الى الحلول التي تحفظ المصالح الوطنية العليا . غير ان ما يحدث في العراق ، مع الاسف الشديد ، بعيد عن هذه الحلول بسبب تمسك الاطراف المختلفة بمصالحها الفئوية الضيقة ، وحرصها على تحقيق المنافع الخاصة بها، بعيداً عن المصالح الوطنية العليا للبلاد .

وإلا فإن الطريق الى حل الازمة هو الرجوع الى الشعب ،الذي انتخب مجلس النواب واستفتائه من جديد بعد ازالة كل الخروقات الدستورية ، التي ارتكبها مجلس النواب السابق والتي اقرها القضاء العراقي ، والعمل على توفير الظروف التي تضمن اجراء انتخابات حرة نزيهة . واصدار قانون ديمقراطي لتنظيم الحياة الحزبية واجراء احصاء السكان . فهذا هو الطريق الاسلم الذي يجنب البلاد ما لا تحمد عقباه إذا ما استمر هذا الحال المكرب للبلاد وتزايد الخروقات الامنية وتعاظم اعداد ضحاياها . فقد اثبت الواقع ان اعداء الديمقراطية والعملية السياسية يستثمرون الخلافات الحالية بين الاطراف الحكومية للاستمرار في اعمالهم الاجرامية بحق الشعب والوطن . فهل يسمع المسؤولون ؟      

 

1/10/2011

 

free web counter