|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  22 / 4 / 2015                                 عباس الخفاجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



ألا كفيل ... بلا كفيل

عباس الخفاجي

أن ما حصل لأبناء نينوى وصلاح الدين من نزوح جماعي كان بسبب تخاذل وتقاعس القيادات الأمنية في المحافظتين والذي أدى بدوره ، الى هروب جماعي لأفراد القوات الأمنية أمام جرذان داعش ، التي بسطت سيطرتها على المحافظتين في غضون ساعات قليلة ، وبدون أي أطلاق نار يذكر من القوات الأمنية المنسحبة ، أعقبه نزوح جماعي للمواطنين باتجاه أقليم كردستان وبقية محافظات العراق ، كي لا يقعوا فريسة سهلة بيد مجرمي داعش المنحرفين عن الدين والأخلاق وكل القيم السماوية والأنسانية.

أما ما حصل من نزوح جماعي لأبناء الأنبار الغيارى ، فمرده للسياسات الرعناء لسياسيي هذه المحافظة وشيوخ عشائرها ، الذين فروا منذ أمد بعيد من المحافظة ، حين أوقدوا نار الفتنه من على منصات الأعتصام ، التي كانت تضم بين جنباتها الخونة والعملاء والمندسين والمتخاذلين والخانعين والمتربحين من السحت الحرام ، الذين تركوا أبناء المحافظة بين نار تنظيم داعش الكافر ، ونيران القصف المدفعي للقوات الأمنية العراقية التي تهدف الى تطهير كل شبر من أرض الأنبار الغالية.

فكان نزوح العائلات الأنبارية الكريمة من مدنها وقراها باتجاه العاصمة بغداد ، وصمة عار في جبين سياسيي فنادق الدرجة الأولى ، وشيوخ الغدر والخيانة الذين خذلوا أبناء عشائرهم ، وقبعوا في عمان وأسطنبول وأربيل ودبي والدوحة ، وعمائم المشايخ ، التي جرت الويلات لأبناء جلدتهم ، حين كانوا يهتفون من على منصات العار (( قادمون يا بغداد )) كي يحرروها من الرافضة الفرس المجوس ! ، وها هم أبناء المحافظة قدموا بالفعل الى بغداد ، نازحين مهجرين وليسوا محررين ، فأحتظنتهم العوائل البغدادية الأصيلة ، فتحت لهم القلوب قبل البيوت ، وتقاسمت معهم رغيف الخبز بشرف وكرامة وأخوة وأباء ، فمن العار أن نرتضي لأهلنا أبناء الأنبار الغيارى النشامى ، أبناء العشائر الأصيلة أن يصطفوا في طوابير طويلة أمام مداخل بغداد يبحثوا عن من يكفلهم ، فالبغادة كلهم كفلاء لأبناء الأنبار الذين عجز سياسييهم وشيوخ عشائرهم وطواغيت منصات الأعتصام ، أن يكفلوا عائلة واحدة .

نعم ، نحن أبناء بغداد العظيمة ، بغداد الكاظم والنعمان ، نقولها لكل من عبر بزيبز .. كل الأبواب مشرعة أمامكم وبلا كفيل .

أما لسياسيي الصدفة وشيوخ الذل الذين أسسوا منصات داعش على طريق المرور السريع ، وباعوا أسلحتهم لهم ، أقول ، أحلقوا شواربكم واللحى ، فما عاد لها أي لزوم .

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter