|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  14 / 5 / 2015                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الى اين يا وطن المقاومة الشعبية والحرس القومي والجيش الشعبي والحشد الشعبي والصحوة

عبدالامير العبادي   

مسكين انت ايها العراق كل شي فيك لا يشبه اشياء وجدت في الدنيا ، تاريخ مفعم بالدم والموت والكراهية والقتل والحقد ، وطن تضيع فيه اصول النضج والوعي ، قدره التيه بين دول معمورة الله ، جراحاته لا تندمل ابدا ، انسانه الحقيقي قاموسه عذابات شرفاءه مطاردين مضطهدين ، سفلته حكام على مر التاريخ ، لا يسلم فيه الشرف الرفيع من الاذى ، اخياره تنتزع عفتهم تحت وابل الحقراء والجبناء .

الان افتحوا خارطة الوطن الجيوسياسية لمدة مائة سنة تجدون كم من الضيم احاط العراق احتلال بريطاني حكم ملكي لملوك مستوردين ووزراء تابعين وشعب يسكن الاكواخ ، الامراض ان مرت به تفتك بالالاف من ابناءه كل شي كان جامدا ومع كل ذلك يصح القول ان العراق يقال كان افضل .

ثم آه من ال ثم .. جاء عصر الجمهورية وتأملت الرعية ان تتغير وما هي الا فرحة قصيرة بالزعيم حتى انقسمت الامه وقررت ان تتسلح وتحارب من ؟

تشكلت المقاومة الشعبية واخذت زمام المبادرة والتدريب ومحاولة قيادة البلد اسوة بقيادات المقاومة لشعوب اخرى على اساس انها تستوعب الشارع ، ولكن لماذا المقاومة والدولة فيها جيش وقوات مسلحة ومع قصر الفترة الا انها تركت ثقافة التأسيس له وعلى الرغم من سلمية وجودها الا ان المتربصين بالعراق كان لهم دورا اخر انبثق مع فاشية البعث التي شكلت الحرس القومي بالضد من المقاومة الشعبية حيث حلت الفوضى عام ١٩٦٣بانقلاب اسود قادته ارادات داخلية وخارجية تركت بصمات الخيانه والعمالة التي فتحت ثقافة الخنوع للاجنبي والركوع له ، تارة تحت التمذهب القومي او المذهبي وكلاهما نازعا الوطنية لان خارج الوطنية الخالصة للوطن تبقى روح الاذلال لصيقة ابدا وان الاجنبي مهما كان ينظر لعملائه نظرة دونية محتقره وهكذا دفع البعث للبطش والابادة بالشعب تحت شعار محاربة الشيوعية .

ومع استمرار هذا الواقع اراد البعث ان يغير صورته بانقلاب ١٩٦٨ لكنه كان اسوأ حيث الجلاد والمقصله والموت بطرق اخر وعادت الجموع تلاقي نفس القدر حيث راح الالاف من ابناء الشعب بين الموت والتشرد وخوض حروب همجية جعلت العراق يعود للقرون الوسطى .

مسكين هذا الشعب الذي يحلم ويعيش على امل رجاله من اعتقد انهم سياسيين لكن عاد الظلام وهو اسوأ من الظلمة للفترة السابقة فحلت الفوضى والموت بطرق جديدة هذا ينادي بالصحوات وهذا بالحشد وهذا الحرس الوطني وكأن المليارات التي صرفت على الجيش صعدت الى السماء ثم لماذا كل ذلك التحشيد منذ متى وابناء الوطن يقتل احدهم الاخر ولكن هذا طبيعي عندما تتحول الارادة الوطنية الى ارادة تخدم مصالح الاخرين تتحول العقول الى عقول قتل وهي تدري او لا تدري تحقق النجاح لمن يروض ابناء الوطن ويجعل منهم عملاء .

اقول ان كل التشكيلات والمليشيات ومع صدق النوايا لن تنتصر كونها اضافت انشقاقات للوحدة العراقية ثم تبعية قرارها وعليها ان تتذكر ان ارض العراق هي الضامنة لكل شي وان وجود جيش موحد شمولي الانتماء هو القادر على نقل الواقع المتردي الى واقع نجاح .

كل ذلك كفيل بانقاذ العراق واعادة بريقه ،جيش واحد قيادة مستقلة فوق الميول والاتجاهات وحدها تعيد الوجه الوطني ولحمته التأريخية .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter