|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  21 / 12 / 2014                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ماذا جنينا من التغيير

عبدالامير العبادي   

عندما يطرح هذا السؤال ارجو ان لا يتبادر لذهن قارئ مقالتي مقارنة بين الحقبة الفاشية التي ارى الان انها فترة انتهت نهايتها المتوقعة اذ حتمية التاريخ تجيب واجابت عما تؤل اليه الانظمة القمعية والدكتاتورية ، لكن منطقيا انا كمواطن من ابناء هذا الوطن وضمن فلسفة الوعي الفردي او الوعي الجمعي لاي مجتمع ارى من الضروري وضع هذا السؤال كداينمو يحرك الوعي لاجل الوقوف على ما تصل اليه الشعوب بعد التغيير وليس سؤالي شخصي وانما قد سئل او يُسأل كسؤال عام بديهي وسبق لشعوب تفحصت هذا السؤال بعد الانتقال من مرحلة لمرحلة او من نظام لأخر .

فبعد هتلر وجدت المانيا نفسها بانتقالة جديدة متطورة عما كانت عليه وهذا ينطبق على ايطاليا ايام موسوليني او اليابان ثم دول النمور او الامارات العربية وغير هذه الدول التي قارنت بين انظمتها السابقة وما الذي جاء بعد التغيير .

وبعودة لهذا السؤال وكرأي شخصي اقول اننا ربما حققنا انجازاً واحداً هو ازاحة صدام لكننا جنينا اكبر الكوارث التي لم تمر على شعبنا منذ الاف السنين .

اول هذه الكوارث اننا فتحنا ابواب العراق لعشرات المحتلين بدءاً من اميركا وبريطانيا وتركيا وايران والعديد من الدول التي اصبح لها نفوذ واسع لم نألفه كعراقيين وهؤلاء مزقوا كل ما هو جميل .

على المستوى الاقتصادي نلاحظ :

- نسبة الفقر تتجاوز 35 % وهي اعلى نسبة في بلد نفطي ولم يشهد العراق هذه النسبة طيلة وجوده اضافة لذلك لا يعلم المواطن اين تذهب موارده وهل يوجد اقتصاد لمستقبل الوطن .

- بطالة وفساد مالي واداري يشكل اعلى نسب الفساد في دولة دستورها ملغم ومسطح ومجهول الوقائع القانونية .

- بنوك هزيلة ، شركات وهمية ، خدمات مفقودة باكملها ، وطن ممزق تحت ذريعة اقرار الدستور بحرية اقامة الاقاليم .. نعم ذلك مهم لكن في ظل استقرار الدولة لا في ظل قتال وتشتت لمحافظات وفي ظل ادارات غالبيتها يشار لها بالفساد .

- الواقع الاجتماعي سئ لدرجة ان المواطن غير محمي من الدولة وعرضة للبطش من الخارجين عن القانون او الذين وضعوا سلطة ًالعشائر فوق سلطة الدولة واخذوا يتحكمون بمصير الفقراء والبسطاء اضافة الى الافكار الرجعية التي حرمت كل ما يمت للحرية بشئ كحرية التعبير والرفض لبعض التقاليد البالية . وان من يطالب بحرية الادب والشعر والمرأة اصبح بمستوى الالحاد ومن يحمل وعي الرفض لموروثات سلفية الاعتقاد محارب ومطارد ومهدد بالتصفية والامثلة عديدة .

اذن الى متى نبقي على هذا الحال ومن المسؤول عما آلت اليه امور المجتمع ، في ظل هذا التراجع وتمزيق العراق الى كانتونات سنيه وشيعية وكردية وغيرها وهل تبنى الشعوب لوجودها في ظل هكذا انظمة .

هذا ما جنيناه سادتي ولكم ان تبصروني وردعي ان كنت خرجت عن المألوف والموجود .. فالوطن اكبر من ان نتستر عليه ونحجب عنه الحقائق التي اوصلته لهذا المستوى الخطير من التخلف والضياع .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter