|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  29 / 10 / 2015                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ماذا يكتب او يقول علي الوردي لو عاد الان؟

عبدالامير العبادي   

اكثر ما يتداول الناس اقوال منسوبة عن الراحل علي الوردي والتي تتلخص حول ازدواجية الشخصية العراقية وانا هنا وبعد استفاضة ونهم على قراءة ما كتبه الراحل سيما فترة الشباب حيث كنا ننهل منه كل ما يقف عليه من تحليل للشخصية العراقية اذ كنا نتحاور وننشد في الحوارات منا المنتقد واخر المنغمس توافقيا مع ما يطرحه ومنا من كان ووفق الرؤية الماركسية يتقاطع معه وحصلت سجالات عديده وردود في بعض الكتب والمجلات والصحف التي رأت انذاك انه لا وجود لازدواجية الشخصية وان الاقتصاد الذي يبنى وفق النظام الاشتراكي والشيوعي كفيل باذابة الفوارق الطبقية وهكذا القوميين والبعثيين والذين وقفوا وبالذات صدام موقفا سلبيا تجاه افكاره وهذا ايضا ووفق المنظور الاسلامي ايضا يتقاطع كليا مع نظرة الدين للانسان حيث خلقه الله في اكمل صوره ءءءءءءالخ .

وعود لبدء اقول نعم ان الوردي لم يكن على صواب عندما وضع جانب الازدواجية كلصيق للشخصية العراقية حيث اننا نعيش تلون هذا الانسان لعشرات الالوان ففي الصباح تراه يحمل رأيا وفي المساء له رأي اخر .

وحقبة التأريخ التي مرت بنا افرزت العديد من هذه الامثله .

ففي ظل الحكم الملكي كان البعض يطبل للحكم الملكي واذا به صبيحة ١٤تموز تراه يتسابق لرفع صوته نعم للجمهورية وعاش الزعيم وعاشت الشيوعية وفي وقتها ربما كان عديد المتظاهرين تأييدا للزعيم اكثر من نصف سكان العراق خاصة في ذروة عطاءه ومع اني لا زلت اقول لن يأتي زعيما للعراق مثله الا ان ذلك لا يعني ليست له اخطاء ولكل مرحلة ظروفها وما ان استشهد الزعيم حتى خذلته النسبه الاعظم باستثناء من ضحى من الشيوعيين وقدموا انفسهم قربانا تحت سياط البعث وفاشيته .

وما ان عاد البعث للسلطة عام ١٩٦٨ حتى انسلخ الكثير من العراقيين عن مبادئهم وراح الغالبية يزمر ويطبل للبعث وصدام وتساقطت الافكار امام اغراءات السلطة وتنادوا له العديد من القوميين والشيوعيين والاسلاميين ورجال الفكر والفن والادباء والشعراء والمسرحيين (حياك يا بو حلا) (صدامنا صدام كل العرب) (كول يا صدام)(عفية وعفية) وغيرها .

ومن هذه الانموذجات نلاحظ هذا التنافر الفظ فكيف لمن خبر الثقافة وغرف من معين المبادئ الوطنية ان يتحول من هذه الارادة لتلك الارادة ؟

وكم شهدت الشاشات التلفازية وهي تعرض يوميا تسابق اصحاب الكروش والشيوخ والاساتذه والضباط من الرتب العالية ورجال دين يتزلفون والبعض تساقطت (عكلهم) وهم يمجدون به جاعلين منه اقرب للرسل والامثلة لو شاء الارشيف العراقي عرضها لدفن البعض رأسه ان كانت له ذرة خجل .

والان سقط صدام غير مأسوف علية عادت هذه الامعات في اول يوم لسقوطه تدّعي نصرة هذا الحزب وهذا التيار وان لها تأريخ حتى ذهب البعض ادعاءه سجين سياسي وهو ان سجن لتهم ليست لها علاقة بالسياسة او معاداة صدام .

اذن هذا التلون ليس وليد صدفة او موقف ما .. انه جذو التلون والتكوين عبر حقب تأريخية خلقت ربما جينات الخيانة بدءاً من معارك الامام علي وواقعة الطف وثورة الزنج وانتهاء بثورة تموز١٩٥٨وهذا الذي جعل صفة التراجع في كل المجالات من حياتنا تحت واقع التخلف اذ عدم ثبات الرجال على مواقفهم والتذبذب المجتمعي والانتهازية والوصولية والانغماس في تبجيل والوهية بعض الساسة حد العبادة ورمي البعض بالكفر في حال ابداء رأي ما بشخص ما او سياسي ما وكأن الله قد منّ عليهم بالمعصومية والمطلق كان وراء وجود اكثر من شخصية داخل الشخصية الواحدة وهذا ما لم يخطر ببال المرحوم الاستاذ علي الوردي وهو السبب الرئيس في انحدار الواقع الاجتماعي والاقتصادي والفكري لعموم المجتمع .




 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter