|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 1 / 4 / 2019                                د. علي الخالدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نهر ما ينشف ولا ينكَص مايه (1)

د. علي الخالدي *
(موقع الناس)

يحتفل الشييوعيون وأصدقاءهم وأنصارهم بالذكرى ال85 في 31آذار ، لإعلان تأسيس حزب بروليتاري ، بنيته من كافة فئات المجتمع ، إنها بنية البيت العراقي التي شكلت أغلبية الرفد الجديد لصفوفه ، ليصبح كمناضل متفاني في سبيل المطالب الديمقراطية العامة لكل مكونات شعبنا ، إذ منذ الوهلة الأولى أدرك فهد مغزى وضرورة وجود هكذا حزب في مجتمع متعدد الأديان والمذاهب والقوميات ليكون دافعا قويا نحو تعضيد حركة شعبنا الوطنية "قوو تنظيمكم قوو تنظيم الحركة الوطنية" ، وهكذا وضع الحزب نفسه بلا تحفظ تحت خدمة الشعب ، وأخضع كل إهتماماته لمصالحه العامة وبما يتماهى والطابع الطبقي لحزبنا منذ البداية . لقد تحول في غضون عمره الطويل وهو يحمل حاليا لقب"شيخ الاحزاب العراقية" الى حزب متلاحم جبار يضم في صفوفة عناصر من مختلف الأديان والقوميات إجتازت سويتا طريقا شاقا . فخلال مساره نزل من قطاره العشرات وصعد اليه المئآت في محطات مختلفة ، وتحول إلى حزب جماهيري قام على أجساد الكثيرين ممن غُيبوا في سجون ومعتقلات الحكومات الرجعية والدكتاتورية ، فسقت دماءهم الزكية شجرة الحزب التي رسخت جذورها في أرض الرافدين ، وبقي رأسه مرفوعا دون أن تلتوي رقبته أمام معرفة القوانين الموضوعية للتطور التاريخي ، وبهذا كان يُعبر عن الصلة الوضعية الوثيقة بين تطلعات شعبنا نحو الوطن الحر والشعب السعيد ، بتطلعات ديمقراطية لأوسع الجماهير الشعبية . ولهذا لم يقفل ابوابه في وجه أي كان ممن إنخرط بوعي ونشاط في النضال من أجل قضايا شعبنا الملحة ، فاسحاً أمامهم المجال ليتعلموا في صفوفه الربط بين مصيرهم تماما وبين النشاط الإبداعي لرفاقهم من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

لقد عرف التاريخ ولا يزال يشهد غير القليل من الأحزاب والحركات السياسية ، التي تعلن رغم عملها في مجتمع تمزقه التناقضات الطائفية ، وحكومة تنخر مؤسساتها المحسوبية والفساد ، بأنه يمثل الشعب بأسره ولا يرتبط بطبقة معينة رغم تقول البعض إن ليس بوسع أي حزب سياسي في مجتمع ينقسم به الناس الى من يملك ومن لا يملك مضطهَد ومضطهِد ، أن لا يكون حزبا لاحدهم ، وإنما حزباً للشعب كله .

ففي ظل الأوضاع السائدة إستطاع أن يُكون وحدة حقيقية بين مبدأين ، الطبقي والشعبي العام اي أنه تجاوز التناحرات من أجل أن ينمو في الشعب بعمق متزايد فخرج مع قوى تدعو لنفس الأهذاف في مرحلة تطلبها الظرف الراهن ويُخرج لها سائرون نحو تحقيقها أهدافها ، دون اللإتفات سوى الى مايريده الشعب والوطن .

لقد جرت في بلادنا بعد 2003 تغيرات بنوية أجتماعية - إقتصادية وسياسية أساسية أوصلت بلادنا إلى مرحلة جديدة من تَكَون تشكيلة وطنية تساير المرحلة الراهنة تتطلب تنمية مبرمجة ففرضت عليه الكينونة التاريخية الجديدة التي تكونت وتطورت كتحالف لا ينفصم بين من يكافح الطائفية ويرنو لتحقيق الإصلاح والتغيير الحقيقيين ، ليكون سائرون القاعدة الجماهيرية الإجتماعية لذلك النمو المنشود على اساس وحدة المجتمع المعنوية – السياسية .

إن الشيوعيين كما قيل عنهم ، هم ملح الأرض ...أنهم من إفرازاتها الإجتماعية والسياسية ، وهي من أنجبتهم لانهم لا بد أن يكونوا كذلك . متفهمين لتطورات قوانين الحياة في عصرنا الراهن الذي يأتي بما لا شك فيه إلى نهاية استغلال الإنسان لاخية الإنسان . إن هذا الحلم يمكن أن يكون حقيقة ويمكن للإستغلال أن يموت ، وحفار قبره قد وُلد ، فبأيديه سيمهد طريق الحياة الحرة الكريمة لكافة ابناء الوطن ، حياة جديدة بلا ظلم ولا فساد ولا طائفية ومحسوبية ، وفي هذه المعركة لا نخسر سوى قيودنا التي وضعها القائمون على مواقع القرار .

إن بعض المثقفين وفلاسفة الراسمالية المعاصرين يدعون بان حزبنا قد شاخ ، إذ نشاء في ظروف قديمة مختلفة عن ظروف عالمنا المعاصر وأن وجود أحزاب شيوعية اليوم غير مبرر فهناك كما يزعمون أساليب وطرق جديدة لذلك . هذه الأقاويل كلها تصب في اسلحة العولمة الجديدة وإقتصاد السوق المعولم ، وما أحتفالنا بعيد تاسيسة الخامس والثمانين ، إلا برهان على أن حزبنا ليس وليد حقبة زمنية ، وإنما هو لكل زمان ومكان ، فهو ملك الجماهير الكادحة ، التي كانت له دائما المعين الذي لا ينفذ ، برفده بعناصر تناضل وطنيا من أجل عراق ديمقراطي تسوده العدالة الإجتماعية . فها نحن نحتفل بعيد ميلاده ، وكلنا إعتزاز بأن حزبنا صامد ويُماشي الظروف الموضوعية لعراقنا الحبيب ، وأن نفوس أعضاءه مليئة بالعزم والإرادة على موصلة طريق النضال الذي سقط فيه الألاف من المناضلين وهم قد واصلوا نضالهم دون هوادة أو كلل من أجل ايصال قطار حزبنا الى محطته الخالية من الظلم والعسف والفساد والطائفية والمحاصصة وبالتالي إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، لمحطة خالية من الأعداء لتطلعات شعبنا ومصاصي دماءه

الخلود لشهداء حزبنا الأبرار
نحو الإصلاح والتغيير الحقيقي لبناء دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية


 المستقبل للطبقة العاملة والإشتراكية... تره هي النهر اللي ما ينكص ولا ينشف … وكل سنة ... وأعيادنا أكبر وأكبر…

 

(1) (العنوان والخاتمة من أقوال أبو كاطع عن خلف الدواح)

 

* طبيب متقاعد

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter