|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  28  / 11 / 2016                                د. علي الخالدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 رحل الكوماندانت والهيفة فيدل كاسترو
تاركا لنا صرخته
Hasts le vieste sempre Venceromos

د. علي الخالدي
(موقع الناس)

تعجز الكلمات عن وصف أسطورة العصر نصير الشعوب من أجل التحرر والتنمية القائد إبن الشعب الكوبي البار فيدل كاسترو ، هذا القائد الذي ترك بصمات ﻻ تمحى في سجل النضال الوطني لشعوب العالم الثالث من أجل التنمية والعدالة اﻹجتماعية ، فمسيرته النضالية داخل وخارج كوبا هي محل أعتزاز كل من يعيش كنف فقدان الحرية في اﻷنظمة الرجعية والشمولية والراسمالية في أعلى مراحلها اﻹستعمار الذي بدعمه المعنوي واللوجستي ، مع محرك النضال الثوري العالمي زميل نضاله أرنست تشي جيفارا الذي إغتالته يد السي آي أيه في أحراش بوليفيا وه يخوض النضال مع طلائع الشعب البوليفي في حركة نضالية أرادها أن تكون مثيلا للتجربة الكوبية .

كانت الس آي ايه تترصد تحركاتهما وتسعى للتخلص منهما سيما وأن الثورة الكوبية شكلت شوكة في خاصرة الويلايات المتحدة حيث لم تبعد عنها سوى 90 ميلا ، فحاكت عشرات الخطط ﻷغتيال فيدل وكلها باءت بالفشل . أجل تركنا فيدل ولكنه خلف لنا مُثلا ، من خلال حياته المواصلة ﻹنجاح التنمية اﻹشتراكية ، ورغم الحصار حقق ما يفتخر به الشعب الكوبي في عملية التخلص من التبعية اﻷمريكية التي ما أنفكت أمريكا تحاول إعادتها ﻷحضانها ، تجسد ذلك في غزوها كوبا في خليج الخنازير (بلايا هيرون) والثورة لم يمض عليها عامان , فتصدى لها الشعب الكوبي يتقدمه فيدل كاسترو صوب منطقة اﻷنزال , عندها اطلق صيحته الشهيرة الوطن أو الموت :
patria O muerto venseremo
 
رغم أستمرار الحصار اﻹقتصادي والسياسي على كوبا واصل كاسترو بعد اﻹطاحة بالعميل باتيستا تصفية موروثات النظام القمعي ، وأعلن السير بطريق التنمية اﻷشتراكي، محققا نجاحات حطيت بإعجاب الشعوب ، فمن المعروف أن الشعب الكوبي خليط من العنصر الأفريقي والأوروبي والهنود الحمر , وكانت أولى خطوات الثورة تحقيق العدالة اﻹنتقالية من منطلق إشتراكي ، فتم القضاء على التمييز العنصري والطبقي بين اﻷجناس ، فتجانس الناس ، وتحمسوا للبناء اﻹشتراكي ، حيث قُضي على أي إمتيازات للقادة وساوت الثورة قادة الثورة وبين عامة الناس ، فإختفى التمييز بين الجنس اﻷبيض واﻷسمر بإختفاء الفوارق الطبقية , فأصبح في السلطة 38,6% من غير البيض , وفي القيادة أغلبية شبابية قامت بتطوير الصناعة وعمت التنمية البشرية والصناعية ،فأضيفت عشرة مصانع حديثة الى جانب ستة وعشرون مصنعا يعمل , في خطة يصل بها إنتاج السكر من القصب الى 22 الف طن , 400_600 الف طن للسوق المحلي والباقي يعد للتصدير كما حافظت صناعة الجار الكوبي على موقعها العالمي بل تطورت بحيث لم يستطع اﻷمريكان اﻹستغناء عنها فكانت تصل للسوق اﻷمريكي بطرق أمريكية ملتوية .

حاربت الثورة اﻷمية المنتشرة بين صفوف الفقرار وقضت على اﻷمية وخرجت بخبرة عالية في بناء المدارس ومكافحة الأمية , وطلابها يتناولون يوميا في مدارسهم كوبا من الحليب مجانا ، ومنذإنتصار الثورة عممت مجانية التعليم ، فالتعليم ومعداته إبتداءا من التعليم الأولي الى التعليم العالي , بما فية الكتاب وأدوات الكتابة تصل للطالب بالمجان ,

حققت طوبا بإعتراف العالم تنمية مستدامة في كافة القطاعات . فحققت مجتمع صحي رغم انه بقي بجانب الثورة 300 دكتورا ممن بقوا بالبلاد بعد فتح الهجرة ، وبالتخطيط والمثابرة أصبح في كوبا ما يقارب 88 ألف دكتور ، وقد أستجابت كوبا لطلب اﻷمم المتحدة في مساعدة بلدان أفريقية في القضاء على أمراض سارية إنتشرت هناك . وتقدمت في صناعة اﻷدوية التي تصل بالمجان لكل فرد .

في عام 2012 أسس إتحاد بيوكوبا فارم الذي يتمتع بمستوى عالي من إنتاج الأدوية الكيميائية والنباتية (أدوية الطب البديل) , وهي تضم ثمانية وثلاثين مؤسسة صحية تسعى لتوفير الخدمات للشعب الكوبي التي بفضلها أصبح المواطن الكوبي يعيش سنين أكثر من السابق , ويزداد عدد الطاعنين بالسن بفضل ما يقدم من خدمات صحية ، وخلق مستوى معاشي أقتصادي وإجتماعي يليق بتضحياتهم في إنتصار الثورة وحمايتها , و وفقًا للأمم المتحدة، فإن متوسط العمر في كوبا هو ثمانية وسبعون عاما (فيدل عاش 90 عاما) .معدل وفيات الرضع في كوبا إنخفض من أثنا وثلاثين حالة وفاة لكل الف الى ستة وفيات في عام 2005 وقد أعتبر نظام الرعاية الصحية عالي الجودة وبأنه إنتصار عظيم للنظام الإشتراكي في كوبا .

لقد حظيت بلقاء فيدل اﻹنسان البسيط المتواضع الذي ﻻ تشعر وأنت تحادثة كانك أمام زميل لك ، فخلال مكوثي في كوبا قابلته مرتين مرة عند زيارته للمعسكر اﻷممي لشبيبة العالم الذي نظمه أتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي وفدي للتضامن مع الثورة الكوبية أوائل عام 1970 . وهي زيارة مفاجئة احتفظ معهبها بصورة واحدة ، أما المرة الثانية عند توديعه للوفود ، ولقاءه الفردي ، (أخذت عدة صور معه) ، وفي هذا اللقاء أهدى كتابة الموسوم التاريخ سيبرئني وهو دفاعه في المحكمة عند أعتقاله وأخوه راؤول في عهد باتستا بعد الهجوم على ثكنة مونكادا .

نتيجة تنقلاتي بين الدول ﻷجل العمل وأخرها ليبيا ، صادرت شركة الشحن الليبية كل ثراثنا الشعبي العراقي ، وﻻ أعرف كيف وصلت صورة مع فيدل يتيمة بين كتب ولدي الذي كبرها وبروزها لتحتل موقعها في بهو البيت حاليا مع الكتاب تمثل ذكرى عزيزة عن كوبا

لقد وعد راؤول كاسترو بعد وفاة أخية الشعب الكوبي وطمأنه ، بأنه سيواصل السير على نفس تهج كاسترو في تعزيز القيم اﻹشتراكية تحت شعاره الذي يعني الى النضال المستمر سننتصر
Haste le viesta sempre venceremos
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter