|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  15  / 6 / 2016                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

  لازار ميخو.... آلهة رباطة الجأش

ئاشتي
(موقع الناس)

تبدو الكلمات تائهة في فضاءات سنوات العمر الغاربة، أو هي تبحث عن مأوى لها لكي تستقر فيه، فلم تجد غير مأوى الذكريات حيث تستوقف العيون التي تطالع حروفها، ربما من أجل أن تزف لها خيوط التاريخ مطرزة على صفحات من دم مهدور جزافا، أو لربتما تنحت في الأجفان خلجانا من الحزن السرمدي، تلكم هي الحقيقة التي ننأى عنها طواعية لكي لا نخدش أبصار الذين يخشون على أرواحهم من نكهة حروف كلمات الحقيقة .

والحقيقة نغلفها بمرارات الواقع والموضوعية والظروف، أو نفتعل لها كل هذا التغليف حتى لا تبدو مثل طائر يبشر القاتل بالقتل، فما أكثر قتلانا وما أكبر استحياءنا الإشارة إلى القاتل؟ والشهيد لازار ميخو (أبو نصير) واحدا من الذين لما نزل نتردد من الإشارة إلى قاتله. حيث اليوم (الخامس عشر من حزيران) تمر ذكرى استشهاده قبل تسعة عشر عاما، إذ تنزف هذه السنوات حزنها على أرواح  الذين عملوا معه في حركة الأنصار، فقد أمضى أغلب سنوات عمره في هذه الحركة، فمنذ عام 1964 عرفت قرى دهوك مقاتلا شجاعا اسمه لازار مانگيشي، وحين تجمعت غيوم الدكتاتورية في سماء العراق، لم يتأخر(أبو نصير) عن الالتحاق بالحركة المسلحة من جديد، رغم سنوات الحزن التي مرت عليه بفقدان زوجته، ورغم سنوات عمره التي قاربت الخمسين حينذاك.

الشجاعة هي صفة مكتسبة تخلقها الظروف الاستثنائية أما رباطة الجأش فهي صفة يمتلكها المرء بفهم الأحداث التي تمر به، والشهيد لازار يمتلك هاتان الصفتان بجدارة عالية، شجاع حد السير بقامة مستقيمة رغم وابل الرصاص ورباطة جأش لا تهزها اشد الأحداث قساوة. مع كل هذه الشجاعة ورباطة الجأش كان أبا نصير يملك عاطفة طفل، رأيته يبكي بمرارة حين استشهدا حكمت وعايد في معركة سينا وشيخ خدر، كان من الصعب جدا عليه أن يخسر رفيقا في معركة لأنه يقدر عاليا ما معنى خسارة رفيق شيوعي، مع هذا نراه لا يأبه لأشد المعارك قساوة حيث يبدو آلهة في رباطة جأشه.

استشهد لازار ميخو وهو يحمل في روحه هموما لم يكن يخفيها حتى عن أعدائه، فقد تعوّد الصراحة والصدق وهذا ما جعله في موقع الضفة الأخرى من مجاملة الأخرين لما يحدث من سوء ليس على مستوى القوى السياسية في كردستان فحسب بل حتى مع رفاقه.    

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter