|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  23  / 7 / 2014                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على هامش السياسة

أنهم يذبحون العراق *

ئاشتي

يتصحرُ الفرح في روحك ويستلبُ الحزن بقايا الندى العالق في أوراق ذلك الفرح، فتبدو لك الحياة بكل تفاصيلها كتلة من الغمام الأسود، لا ترتوي منها أرضا ولا تكشفُ عن سماء صافية زرقاء، فتضيع بذلك كل الاحتمالات الايجابية التي رسمتها لذاكرتك طيلة الأحد عشر عاما التي مرت، حيث (لا خبر جاء ولا وحي نزل) كل يوم يدخل وطنك في متاهة تبعث به إلى متاهة أخرى، وكأن عالم المتاهات صار الهواية المفضلة لهذا الشعب وهذا الوطن. قلت وطن!!؟ نعم وطنك الذي تحتمي بظلاله ضمن أطار دولة تسمى جمهورية العراق. قلت دولة!!؟ أية دولة تلك التي شراذم وأفاقون ومنتهكو أعراض ومرتزقة وفاقدو ضمير يحتلون قسما مهما من أراضيها من أجل أن يحققوا أحلام مرؤوسيهم في إقامة دولة العراق الإسلامية!!، وكأنما العراق خارج إطار الدين الإسلامي، فكيف لنا أن نطلق مفهوم دولة على وطن تمزقه الطائفية وتحتل أراضيه عصابات غارقة في القتل المجاني للبشر جميعا، من دون ريب أن الشعب قد استخدم أقوى المنظفات الكيماوية كي يغسل يديه من حكامنا وأحزابنا الحاكمة، فلا خير يرتجي من حكومة تملك أكثر من مليون جنديا ولا تستطيع أن تطهر أراضي وطنها من دنس العصابات، مثلما لا خير يرتجى من أحزاب لم تحسم أمر تشكيل هيأتها الرسمية بعد انتهاء ثلاثة أشهر تقريبا من أخر انتخابات نيابية، وكأن ما يجري في العراق أنما هو يجري في جزر الواق واق، أحزاب لا تعرف حتى كيف تتقاسم طائفيا وقوميا السلطة فكيف لها أن تحافظ على أراضي وطنها؟

يتصحرُ الفرح في روحك ويستلبُ الحزنُ بقايا الندى العالق في أوراق ذلك الفرح، وأنت ترى الذين أسسوا لحضارة هذا العراق وكانوا من أوائل أقوامه، يطردون من منازلهم ويقتلون وتُسلب ممتلكاتهم ليس لشيء سوى أنهم ينتمون إلى دين سبق الإسلام بأكثر من سبعمائة عام، تُهدم أقدم الكنائس في العالم ويسفك دم الأطفال والحكومة عاجزة عن فعل أي شيء إلا بيانات الإدانة، شكرا حكومتنا لموقفك المشرف هذا، شكرا الأحزاب السياسية على تصريحات وبيانات الإدانة!!، فمسيحيو الموصل على أحر من الجمر لهذه البيانات والتصريحات!! لأنها سترد إليهم كرامتهم كمواطنين عراقيين،

يتصحرُ الفرح في روحك لأن عراقك هذا الذي تتشهي سوف يذبح بسكاكين عصابات المارقين، وليس لك غير أن تتأمل عودة العراق سالما.

(يا عراق الألم يا عراق الدموع
يمته بحضرتك تتوهج شموع
نزورك محبه بفيك نستراح
ونمسح حزن وجهك وسنين الجراح
يا همسة عشك من أول عمر
يا رابي بمحنه ما بين الضلوع
)
 


*
نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الأربعاء 23 تموز 2014


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter