| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. بهجت عباس
http://dr-bahjat.com

 

 

 

الخميس 11/3/ 2010



 حوارات في قصيدة

 د. بهجت عباس

يلهج الكاتبُ بالحمـد ويُحني هامَهُ 

نحو أقدامـكِ ذلاّ في خشوع مُـقـرِفِ

ليس فـي دنـيـاهُ مــا قــد ضـامَـهُ       

غيرُ نيل المال والجاه وحبُّ التَّرفِ

**

خالعاً منه العِـذارا***لعروس الذَّهبِ

جاثيـاً ليـلَ نَهـارا*** لبلـوغ المأربِ

**

وينادي : أنتِ يا سيّدةَ الكـونِ ويا ستَّ الحبائبْ

أنتِ يا مَـنْ أنـزلـتْ بالشعـب أنـواعَ المصائبْ

 و وضعتِ الجّهلاءَ الصُّمَّ في خيـرِ المناصبْ

كيف أحيا ؟ أدركيني! إنني فـي الدهــر خائبْ

**

أنا في الدهر وحيد***خفّـفـي عنّي الشَّجنْ

إنَّ دولارَكِ يَشفي***كـلَّ جُـرح في البدنْ

**

ليس لي عـونٌ سوى الدولارِ يشفـي غـلّـتي

فأجابتْ: أنتُمُ لم تُدركوا الحيلةَ أو ما لعبتي؛

**

أنا قد أجَّرْتُ أسياداً فصاروا لي عـبـيـدا

أنا قد أبصَـرْتُ أقوامـاً تراءَوْا لـي أسودا

صرخوا يا قومِ هيّـا حطِّموا هذي القيودا

بدِّدوا ظلـمةَ بعـثٍ طـوَّقـتْ أفـقـاً مـديـدا

أسرَعوا مثلَ ذئاب البرِّ تجتاح الطّريـدا

فإذا مَـنْ كـان بالأمس نـزيهــاً وحَـميـدا

غارقٌ في النَّهب لا يعرف إلاّه  حصيدا

وأنا أضحك فـي سرّي وأجْـتثُّ المزيدا

**

نشروا الديـن حـبائـلْ    

وتـنـادَوْا بالفضـائــلْ

فـغــدا كـلَّ نـبـيــهٍ تـائـهَ الفـكـــر وذاهــلْ

أبعَدوه، سَخِروا منه ومِـنْ كـلَّ الـفصائـلْ

سرقوا الشَّعبَ ولمْ يرعَـوْا حقوقاً للأراملْ

كلّهم يرقـص نشوانَ ويشدو فـي الخمائلْ ؛

إنّـه الحُـكْـمُ بـأيـديـنـا فـلا قـولــةُ قـائـــلْ

سوف تَثنيـنـا عن العزم ولا ألفُ مقاتـلْ

يا إلهـاً صيَّـرَ الصَّحـراءَ فَـيْئـاً وجـداولْ

**

إنّـه السِّحر المبين   

 قد صنعنـاه على مـرِّ السّنين

فإذا مَـنْ كان بالأمس قـويّـاً وعتيّـاً ومَكـينْ

صار كالشـاةِ مـن الرّعـبِ بِـتَـلٍّ للجـبـيـنْ

إنّهـمْ أسيـادُنـا مَـنْ جعلــونا هانـئـيــن

نحن لولاهمْ لكنّـا من زمـان هائـمـينْ

في دروب التّيه والفاقة والذّل المُـهينْ

فلماذا الكُرْهُ بادٍ في وجوه الحاسدينْ؟

**

نشفط النِّفـطَ و مالَ السّحتِ صبحاً وعشيّـا

نـحــن لا نـأبـه للـقـولِ ولا نـقــرأ شـيّـــــا

نحن لا نسمعُ، لا نُبصِرُ مَنْ صار شجـيّــا

**

هيَ خضراء الدِّمـنْ      

لا نبالي بالفتنْ

لا ومَـنْ قـالَ وظـنْ

لا ولا الشَّعبِ الذي ذاق المِحَـنْ

إنَّها الفرصة لنْ تأتيَ دوماً

فاغتنمْها يا حسَـنْ !

وخذ العـودَ ونـايـاً واجعل الدنيا تغنيّ ؛

خاب مَـنْ ضيّـع أيّـامَ صِـباهُ بالتمـنّـي.

**

آهِ يـا سـيّــدةَ الكــون ويـا عِـشـتـارَ بـابــلْ!

أنتِ يا مَـنْ أوقـدَتْ للعـلـم آلافَ المشاعـلْ

أنتِ يا مِنْ صنعتْ للمـوت أنـواعَ القـنابـلْ

أنتِ يا مَـنْ دخلـتْ قَسْراً إلى كـلِّ المـنازلْ

اِرحمينا تجدينا بينَ أغصانِكِ نشدو كالبلابلْ.

**

أفلستِ القـوَّةَ المنشودةَ الكبرى وحُلْمَ البائسِ؟

ورجاءَ البشرِ المقهور في ليلٍ عبوسٍ دامسِ؟

**

أنتِ يا منْ أطلقتْ حرّية التعبيـر للشعب المُكبّـلْ

بعد حكـم الغجـرِ

وظننتِ العـزَّ والسّـؤدُدَ والمجـدَ المُـؤثَّـلْ

في يد المنتصـرِ

لكـنِ الخيبةُ جـاءتْ مثـلَ عنقـاء تُجَـلجِـلْ

بعد هتك السّتُـرِ

**

أنتِ لـُغـزٌ لم يـزلْ صعـباً عسيراً فَـهـمُـه

حـار فيه العقـلُ حتّـى طاشَ منـه سهمُـه!

**

حرِّرينا ، ساعـديـنا بعطاءٍ منـكِ يَـشـفي الوَهَـنـا

نحن أولادُكِ لكنْ غيرُ شرعيّـين في هذي الدنى

لا نبالي ما يقول الناس عـنّـا كل مــا فـيك سَـنا

**

لا تـقــولـوا أبـداً قد نـفـدَ السِّحـرُ لـديّـــا

ورمانـي الدهرُ بالرّزْءِ فأدمى مُقـلـتـيّــا

أنا مـا زلت أرى الإصباحَ غضّاً ونديّـا

 اِفهموني تـجـدوا أمرِيَ وضّاحاً جليّـا ؛

**

بعد أنْ أستعملَ الشخصَ الذي يُدعى صديقـا

فـيـؤدّي الخـدمةَ الكـبرى لأمـتـصَّ الرَّحيـقـا

حــاسـبـاً أنْ صــارَ نـدّاً وخلـيـلاً ورفــيـقــا

**

شاعراً بالـزَّهـوِ والعـزَّة والمـجـد العـتـيـدِ

ذاك ما يسلب طيبَ النوم منّـي ووجـودي

سوف أرميـه كمـا أرمـي نفـاياتِ الُّثّـريـدِ

ثـمَّ آتـي بجـديـد ** لأغـنّـي مـن جـديـدِ

**

لا يزال الكاتب المأجورُ يستجدي الولاءْ

لاهـجـاً بالحـمـد والشكـر وآياتِ الثـنـاءْ

لرؤوسٍ كـلَّ مـا فـيـها خَــواء وهَــبـاء

أنْ يمـدّوه بـنَـزرٍ مــن طـعــام وكـساءْ

إنّها الجَّنةُ فــي أيدي شياطـيـن الدَّهـاءْ

**

فادْلَهـمّي يا سماءْ***بسـحـابٍ قـــاتـــِم

فلقد ضاع الوفاءْ***في ديـاجـي العالَــمِ

وتمادى في البكاءْ***كلّ طـفـــلٍ هـائـمِ

واختفى تحت الغطاءْ***ألفُ شيخ آثِــمِ

فعلى الدنيا العَـفـاءْ***في زمـانٍ غاشمِ

 

 

free web counter